حذرت الشريعة من الشماتة بالآخرين، فقد كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: " اللهم إني أعوذ بك من درك الشقاء، ومن جهد البلاء، ومن شماتة الأعداء ".
وقال الله عز وجل حاكيا عن موسى عليه السلام: " فلا تشمت بي الأعداء، ولا تجعلني مع القوم الظالمين ".
وقال النبي عليه السلام: " لا تظهر الشماتة لأخيك، فيعافيه الله ويبتليك ".
وجاء في الدعاء أيضا: اللهم اجعل رزقي رغدا، ولا تشمت بي أحدا.

فوائد وعبر:

1-قيل لأيوب عليه السلام: أي شيء من بلائك كان أشد عليك؟ شماتة الأعداء.
2- ولما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم، شمتت به نساء كندة وحضرموت، وخضبن أيديهن، وأظهرن السرور لموته، وضربن بالدفوف، فقال شاعر منهم:
أبلغ أبا بكر إذا ما جئته .. أن البغايا رمن شر مرام
أظهرن من موت النبي شماتة .. وخضبن أيديهن بالعنام
فاقطع هديت أكفهن بصارم ... كالبرق أو مض في متون غمام
فقطع الصديق رضي الله عنه أيديهن.
3- وقال الشاعر أبو ذؤيب الهذلي:
وتجلدي للشامتين أريهم .. أني لريب الدهر لا أتضعضع
وقال أحد الشعراء أيضا:
كل المصائب قد تمر على الفتى .. فتهون غير شماتة الحساد

اقرأ أيضا:

قلب المؤمن ليس كقلب غيره.. ما علامة ذلك؟

تلميذ مالك والشافعي:

عندما نزل الإمام الشافعي مصر وبدأ في نشر مذهبه الجديد، ثارت حفيظة تلاميذ الإمام مالك منه، حيث كان يدعو عليه أحدهم بالموت.
يقول تلميذ الشافعي محمد بن عبد الله بن عبد الحكم: سمعت أشهب بن عبد العزيز يدعو على محمد ابن إدريس الشافعي بالموت، أظنه قال في سجوده، فذكرت ذلك للشافعي رحمه الله، فتثمل: