اكتشف ولدي البالغ من العمر 15 عامًا خيانة والده المتكررة لي وصبري على الحياة معه من أجل تربيته وأخته.

من وقتها وهو حاد مع والده وتقريبًا يقاطعه فلا يتحدث معه إلا للضرورة، ولا يتناول معنا الطعام، ولا يخرج أيضًا لزيارات عائلية.

ماذا أفعل؟

الرد:

مرحبًا بك يا عزيزتي..

 من حق ولدك أن يشعر بهذا كله، فما تعرض له هو حدث "صادم"، يهتز له كيانه كله وليس مشاعره فحسب.

ومقام الأبوة يستدعي "المسئولية" ومن المسئولية أن يعتذر له والده عما سببه له وبكل صدق وبدون تظاهر، ويعترف بخطأ الخيانة، وبأنه نادم، وكف عن هذا العبث، فهذه المواقف الصعبة لا تحتمل "نضحك على الولد بكلمتين" لأنه ببساطة سيكشف الخداع، والزيف،  وسيكون صدمة أخرى له.

عزيزتي..

توقفت كثيرًا عند تحملك لخيانات متكررة حتى يمكنك تربية الأولاد!

هؤلاء الأولاد لا يمكن أن يتربوا جيدًا وهم في ظل علاقة زوجية مشوهة هكذا، وسلوكيات غير مسئولة، وغير مقبولة، هذه حقيقة لابد أن تعرفيها جيدًا، فما تفعليه يضرك وأولادك والعلاقة والحياة كلها.

هم ببساطة سيتعلمون أن "العلاقات" هكذا مشوهة، وهذا طبيعي، وسينشأون في ظل صراعات بين الخطأ والصواب في الحياة والعلاقات، ولازلت حائرة بشأنك ومدى تحملك وكيفية تحملك للخيانة التي هي نقض لميثاق غليظ، وعهد مع الله قبل أن يكون معك، وإخلال بنظام الأسرة وحقوق أفرادها كلهم.

لم تتحدثي عن شيء إيجابي قمت به، هل واجهت زوجك، هل طلبت منه حقك في العيش في أمان معه، واخلاص، وسواء نفسي، أم أنت متنازلة عن حقوقك العاطفية والنفسية؟!

عزيزتي.. هناك أثمان ستدفع مقابل هذا الوضع الذي ارتضيتيه، أثمان باهظة بقدر فداحة جرم الخيانة، أثمان في تصورات أولادك عن الحياة، والعلاقة الزوجية، والرجل، إلخ، فعقلك يخدعك بأنك وأولادك في مأمن.

عزيزتي.. التعامل من قبلك مع الخيانة بكل هذه البساطة، أو التهوين، أو الانبطاح، أيًا كان الوضع فاستقبالك له يدل على خلل ما في شخصيتك، أعرف أن هذا الكلام قاسي، لكنه مطلوب فالإفاقة لابد أن تحدث قبل فوات الأوان، أفيقي، وانتبهي، وفتشي داخلك، وعالجي ما يجب عليك معالجته حتى يمكنك التعامل بشكل صحي مع الأمر، ومع نفسك.

 عزيزتي.. أكرر القول أن هذا الحدث "صادم" وليس هين، والتعامل معه بتهوين واستخفاف وسطحية هو خطأ كبير، لابد أن تكوني بقدر المسئولية وهذا الأب في التعامل مع الأمر، ومما لاشك فيه أن ابنك سيحتاج إلى مساعدة نفسية متخصصة من معالج نفسي أمين وماهر، وهذه مسئوليتك ووالده، فسارعي لانقاذ ابنك، فالحدث الجلل في الداخل يعمل وأنتم لا تدرون ولا ترون، فأرجو الاهتمام والتعامل بوعي ونضج حتى لا تستيقظوا ذات يوم على فاجعة-لاقدر الله- في ابنكم.

ودمت بكل خير ووعي وسكينة.

اظهار أخبار متعلقة

اظهار أخبار متعلقة