الرغبة الجنسية في حال كانت زائدة عن الحد الطبيعي تصبح مشكلة لايشعر بعيوبها سوى من يعاني منها، حيث تسبب لهم الحرج في كثير من المواقف، التي يظهر فيها وكأنه في غير حالته الطبيعية، حيث لا يسيطر على نفسه، وكأنه صبي مراهق.
والجماع هو سلوك متعلق بالإنجاب الفطري، والذي يحدث نتيجة لإدخال العضو التناسلي الخاص بالرجل في القناة التانسلية الخاصة بالأنثى، وعند اكتمال هذه العملية السابق ذكرها، يحدث ما يُسمى بالنشوة الجنسية؛ فتنتقل الحيوانات المنوية من الرجل للأنثى؛ لتلتقي بالبويضات وتعمل على تخصيبها.
وقد شرع الله عز وجل الزواج للإنسان، من أجل حفظ النسل، وعمارة الأرض، كما ميزه الله بالزواج عن الحيوان، وجعل للجماع أداب لكي يرتقي من خلالها الإنسان عن غريزة الحيوان، فإذا قلت لإنسان هذه الأداب المنصوص عليها في الجماع و أنه عليك مثلا أن تدعو الله سبحانه وتعالى الله ببعض الأدعية الخاصة بالجماع، والتي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم، فربما ينظر إليك، ولسان حاله يقول: " هل أنا سأنتظر في معاشرة زوجتي حتى أدعو.. أنا أكون مثل الثور الهائج".
فحينما يتفكر الإنسان قليلاً في هذه المسألة وينظر لنفسه وهو متسرع في جماع زوجته، ولا يعطي لنفسه الفرصة أن يدعو الله تعالى ليبارك في نسله الذي ربما يأتي نتاج هذه المعاشرة في هذه الليلة، سيجد نفسه مثل الكلب - أعزنا الله من أن نكون مثله - حينما يقفز على أنثاه حتى يلج وينزل، ثم يتركها فجأة بعد أن يفرغ من شهوته، وربما يكون مثل الطفل الرضيع، حينما لا يمسك نفسه عن بولته فيتبول أيما كان حاله، سواء كان يرتدي حفاضته أم كان عاريًا، فقد يتبول الرضيع في وجهك فجأة، لطالما جاءت بولته ولا ممسك لها.
لذلك قالوا قديما: "تواتر الجوع ملهبة وتنغيص النوم مغضبة"، فالجوع سواء كان لسد الطعام أو لسد الشهوة يصيب الإنسان بالتسرع لذلك وصفه بأنه ملهبة، ربما لا يتمالك الإنسان نفسه وهو جائع، وربما لا يتمالك نفسه وهو في شهوته الجنسية، لذلك يُعد الزواج من أجمل النعم التي أنعمها الله علينا؛ ليحمينا سبحانه وتعالى من شر الوقوع في المعاصي والكبائر، حينما تشتد علينا هذه الشهوة.
فالعلاقة الحميمة التي تكون بين الرجل وامرأته لها العديد من الفوائد التي تلزمنا بشكر الله على نعمة الزوجة وعلى هذه العلاقة المحللة للمتزوجين، لذلك هناك بعض الآداب التي يجب أن نقوم بها لنفرق بين سلوكياتنا مع زوجاتنا خلال عملية الجماع وبين الحيوانات.
ومن بين هذه الأداب دعاء الجماع وهو:
(بسم الله اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا).
وهذا ما جاء بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله قال: بسم الله..اللهم جنبنا الشيطان، وجنب الشيطان ما رزقتنا؛ فإنه إن يقدَّر بينهما ولد في ذلك؛ لم يضره الشيطان أبدًا).
فينصحنا النبي صلى الله عليه وسلم بذكر هذا الدعاء؛ لِمَا له من فوائد عديدة؛ أهمها الحفاظ على المولود من شر الشيطان، وأن تستمر المودة والرحمة بين الزوجين، ويحصنهما الله سبحانه وتعالى من كل شر.
فقد أنعم الله سبحانه وتعالى على الإنسان بالزواج من أجل إعمار وإصلاح الأرض،
كما جعل الله سبحانه وتعالى الزواج عاملًا أساسيًّا؛ ليترك الإنسان الزنا والفواحش والمعاصي.
كما أنّ قول دعاء الجماع، فيه تحصين لمني الرجل الذي ينزل منه إذا حدث حمل، ويبارك الله تعالى في الجنين، الذي سيكون من نسل الذرية الصالحة، لذلك دعاء الجماع، يكون سببًا لمنع دخول أو تفرقة الشيطان بين الزوجين؛ مما ينتج عنه حياة زوجية سعيدة ومُباركة.
آداب الجماع
وهناك عدد من الآداب التي يجب الالتزام بها عند الجماع، منها بعد الدعاء:
حرص الزوجين على وضع روائح عطرة وطيبة قبل البدء في العلاقة الحميمة.
أن يقوم الزوج بمداعبة زوجته قبل العلاقة الحميمة؛ حتى يزيد من شهوتها الجنسية؛ ولتستمتع بهذه العلاقة مثله تمامًا.
كما يجب على الزوج الامتناع عن معاشرة زوجته أثناء فترة الحيض.
وهنا نتذكر قول المولى عز وجل: (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُواْ النِّسَاء فِي الْمَحِيضِ وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىَ يَطْهُرْنَ، فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ).
وقد تم تحريم نكاح الحائض في السنة النبوية أيضًا، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أتى حائضًا أو امرأة في دبرها أو كاهنًا فقد كفر بما أُنزل على محمد).
تحريم الوطء في الدبر: فقد قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم (ملعون من أتى امرأته في دبرها).
الاهتمام بالنظافة الشخصية.
الحرص على ممارسة الرياضة؛ فهي عامل مساعد وهام في عملية الجماع.
شرب كمية كافية من الماء؛ لأن عملية الجماع ينتج عنها تعرقًا شديدًا لكلا الطرفين؛ لذلك يجب عليهم شرب كمية كافية من الماء لأجسامهم.
تهيئة الأجواء المناسبة؛ كأن تزين الغرفة بالأضواء الخافتة والورود الجميلة المنثورة على السرير.
استخدام خيط الأسنان للتنظيف؛ خاصة مع المدخنين، ففرشاة الأسنان وحدها لا تكفي؛ لإزالة بقايا الطعام العالقة بين الأسنان.
اقرأ أيضا:
لحظات عصيبة.. هذا هو ما يحدث عند سكرات الموت فكيف تهونها على نفسك؟