شهر شعبان من الأشهر ية التي خصها الله بفضائل عديدة ومنها ضرورة الإكثار من الطاعات والقربات والأعمال الصالحة والطيبات للتقرب من الله ونيل رضائه خلال هذه الأيام المباركة التي خصها الرسول صلي الله عليه وسلم كذلك بكثرة الصيام فيه, بالقول :وهو شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان, وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلي رب العالمين.
ولعل من فضائل شهر شعبان أنه يعد يعد بمنزلة التحضير والاستعداد المعنوى والروحى، لاستقبال شهر رمضان المبارك، حتى نؤدى فيه فريضة الصيام من أول يوم على النحو الكامل الذى يحقق لنا الثواب العظيم الذى بينه لنا النبي صلى الله عليه وسلم فى قوله «من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه».
العلماء والفقهاء أجمعوا علي أن الاستعداد لشهر رمضان المبارك، يكون بالإكثار من الطاعات بمختلف أنواعها لا سيما الصيام فى شهر شعبان، كما فهم ذلك من فعل النبى صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين والسلف الصالح من بعده، حيث إن تدريب النفس على الطاعات قبل حلول شهر الصيام،
حيث أن الإكثار من الصيام يعطي النفس دفعة روحية ومعنوية إيمانية، ويعينها على تحمل أداء مختلف العبادات فى شهر رمضان، وأوضحوا أن على المسلمين ألا يكونوا من الغافلين فى شهر شعبان عن طاعة الله وذكره والتقرب اليه، خاصة انه شهر ترفع فيه الأعمال الى الله تعالى.
ومن الثابت هنا أن ربنا سبحانه وتعالى فضّل بعض الرسل على بعض، وفضّل بعض الأيام على بعض، وفضّل بعض الأماكن على بعض، وفضّل بعض الأحوال على بعض، وأشار لنا سيدنا رسول الله ﷺ بهذا فقال: "إن لله في أيامكم هذه نفحات فتعرضوا لنفحات الله" والكيّس هو الذي يُقرّب نفسه من ربه وينتهز هذه الأوقات الكريمة ليتقرب إلى الله رب العالمين بالذكر والطاعة والدعاء والتلاوة والقراءة والأدعية والدرس والعلم ونفع الناس {وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}.
الد كتور علي جعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف اوضح في منشور له علي صفحته علي شبكة التواصل الاجتماعي "فيس بوك "أن العاقل منا هو الذي يهيئ نفسه وقد دخل شعبان لرمضان حتى لا يتوه منا ولا يضيع، وحتى نتعرض فيه لنفحات رمضان شهر القرآن، وشهر القرآن فيه نفحات.
أوضح أن الرسول صلي الله عليه وسلم كان يولي شعبان اهتمامًا بليغا ونبهنا إليه. وكانت السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها وأرضاها تقول: "كان رسول الله -ﷺ- يتحفظ من شعبان ما لا يتحفظ من سائر الشهور" أي أنه كان يَعُد أيامه ويلتفت إليها ويقول اليوم هو اليوم الأول من شعبان .. الثاني من شعبان .. الثالث من شعبان وهكذا، ولم يكن يفعل ذلك في سائر الشهور
ويعود قيام النبي بذلك بحسب الدكتور جمعة لأنه كان يهتم برمضان وكان يترصّده ويتقارب معه؛ فكان يَعُد أيام شعبان عدّا، ويتحفظ من شعبان أي أنه كان يرصد هلاله وليس كسائر الشهور، فإنه لم يكن دائمًا يرصد أهلة الأشهر، لكنه عندما يأتي شعبان يترصّده ويرصد هلاله حتى يُتم عدته إن غُم عليه صلى الله عليه وآله وسلم هلال رمضان، إذن فهو يلفتنا إلى شعبان ويتحفظ في أيامه وكان ﷺ يصوم في غير رمضان، وكان أكثر ما يصوم شعبان، حتى إنه كان في بعض السنين يصوم شعبان كله.
اقرأ أيضا:
الإيثار.. إحساس بالآخرين وعطاء بلا حدودبل وكان سيدنا رسول الله ﷺ وهو يُنبهنا للتهيؤ لرمضان يقول فيما رواه عنه أبو هريرة رضي الله تعالى عنه: (إذا انتصف شعبان فلا تصوموا) يعني لمن لم يكن له عادة أو كان عليه قضاء، فإذا جاء يوم السادس عشر من شعبان ولم تكن لك عادة في صوم الاثنين والخميس، أو أنك تواصل الصيام فتصوم يومًا وتفطر يوماً ،أو أنك تقضي ما كان عليك من رمضان ،إذا لم تكن كذلك ولا هذه هيئتك وحالتك فلا تصم إذا جاء السادس عشر من شعبان (إذا انتصف شعبان فلا تصوموا).
ومن المهم هنا الإشارة إلي أن شهر شعبان يَغْفَل عنه كثير من الناس، نبهنا إليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وفيه وقع الخير للمسلمين بتحويل القبلة وبالاستجابة لهوى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم "قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاء فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا" عظّم فيه ربُنا نبينا فاستجاب دعاءه، كما أكرمه وأيّده بعد انتقاله إلى الرفيق الأعلى وإلى يوم الدين،.