أمر الشرع بالعدل بين الأولاد ذكورهم وإناثهم، ونهى عن التفضيل بينهم، ولا ريب في كون الإهانة أو الإساءة للبنات ظلم محرم، ومنكر مخالف للشرع، وقد حذر النبي -صلى الله عليه وسلم- أبلغ التحذير من ظلم النساء، فقال -صلى الله عليه وسلم-: اللَّهُمَّ إِنِّي أُحَرِّجُ حَقَّ الضَّعِيفَيْنِ: الْيَتِيمِ، وَالْمَرْأَةِ. رواه ابن ماجه. قال النووي -رحمه الله-: ومعنى «أُحَرِّجُ»: أُلْحِقُ الحَرَجَ وَهُوَ الإثْمُ بِمَنْ ضَيَّعَ حَقَّهُمَا، وَأُحَذِّرُ مِنْ ذلِكَ تَحْذِيرًا بَليغًا، وَأزْجُرُ عَنْهُ زجرًا أكيدًا. اهـ ويروى عن الحسن -رضي الله عنه- قال: بينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يحدث أصحابه إذ جاء صبي حتى انتهى إلى أبيه في ناحية القوم، فمسح رأسه، وأقعده على فخذه اليمنى، قال: فلبث قليلا فجاءت ابنة له حتى انتهت إليه، فمسح رأسها وأقعدها في الأرض، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: فهل على فخذك الأخرى. فحملها على فخذه الأخرى، فقال -صلى الله عليه وسلم-: الآن عدلت. رواه ابن أبي الدنيا في كتاب: النفقة على العيال، والمروزي في كتاب: البر والصلة. بل حثّ الشرع على الاعتناء بالبنات، والإحسان إليهن، ووعد على ذلك الأجر العظيم، فقد جاء في الأدب المفرد للبخاري: عن ابن عباس رضي الله عنهما عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: مَا مِن مُسلم تُدركه ابْنَتَانِ، فَيُحْسِنُ صحبتَهُما إلا أدخلتاه الجنة. وعن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ كَانَ لَهُ ثَلَاثُ بَنَاتٍ يُؤويهنَّ ويَكْفِيهنَّ ويَرْحَمَهُنَّ، فَقَدْ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ الْبَتَّةَ. فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ بَعْضِ الْقَوْمِ: وثْنَتَيْن يَا رسول الله؟ قال: وثنتين.
فالتقليل من شأن البنات، والتهوين من شأنهن من أمور الجاهلية، وهو مناف لأخلاق أهل الإسلام ولطبع ذوي المروءات والشهامة، ونسبة ذلك للدين كذب وظلم أكبر.