رد الداعية الإسلامي الدكتور عمرو خالد، من خلال مقطع الفيديو المنشور على صفحته الرسمية على موقع "يوتيوب"، علي الشبهات المثارة حول معجزة الإسراء والمعراج قائلا إن " يوم 27 رجب هو يوم رحلة الإسراء والمعراج، الرحلة العظيمة يشكك فيها من يشكك ولكنها رحلة ثابتة بالقرآن والسنة".
ويضيف الداعية الإسلامي أن "القرآن الكريم قبل السنة يؤكد هذه الرحلة العظيمة، حتى لا ينكر أحد أو يجحد بها، ومن ينكرها أو يجحد بها كأنه جاحد بجزء من القرآن الكريم والسنة وذلك لأنها بمنتهى الوضوح ثابتة بالقرآن والسنة، فرحلة الإسراء والمعراج تقول في النهاية إنها صرخة في وجه المادية التي تغرق البشرية"، مشيرا إلى أن "البشرية أحيانًا لا تريد أن تؤمن بالغيب وتريد كل ما هو مادي وملموس وتدور في طاحونة الحياة وموجوعة في طاحونة الحياة لأنه مادية".

صرخة في وجه المادية

وتابع الدكتور "خالد" قائلا "أول آية في القرآن الكريم في سورة البقرة وفي أول صفحة من المصحف {الم* ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ} وفي نفس الصفحة بعد ثلاثة آيات {وَبِالْآَخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ}.. اليقين فالقضية كلها هي هل لديك يقين أم شك، هل عندك يقين 100% أم أن لا تصدق ولا تصدق غير بالماديات، فالقصة كلها هي صرخة في وجه المادية، فما هو مقدار إيمانك ويقينك؟، وأن الله قادر ومالك الملك، فعكس المادية الروحانية، فاليقين أن هناك مادية وأن هناك روحانية أيضًا".
وأردف الداعية الإسلامي بالقول "نحن كمسلمين نجمع بين المادة والروح، ونحن كمسلمين {رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآَخِرَةِ حَسَنَةً} نؤمن إننا في الدنيا نريد أن ننجح نعمل فلوس وهي بالطبع مادة، وكذلك نؤمن بالروحانيات ونؤمن بالملائكة، وأيضًا نؤمن بقدرة الله سبحانه وتعالى أنه على كل شيء قدير ونثق في الله ونوقن بالله، ولدينا ثقة كبيرة في الله سبحانه وتعالى، فجاءت رحلة الإسراء والمعراج اختبار لليقين إلى يوم القيامة، وكأنه رحلة لم تحدث للنبي من 1400 سنة ولكنها اختبار مستمر ليقين الموقنين إلى يوم القيامة، لذلك هي ثابتة بالقرآن الكريم والسنة المشرفة".
واستكمل "خالد": "رحلة الإسراء والمعراج ثابتة في نصوص القرآن الكريم فالإسراء ثابتة في سورة الإسراء والمعراج في سورة النجم، أما في سورة الإسراء فإن أول آية في السورة والتي سميت بأكلمها باسم الإسراء تقول {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ} وبدأت بكلمة سبحان للدلالة على ملك الله تبارك وتعالى وهل هو قادر أم لا؟"، مضيفا "أما المعراج فهو في سورة النجم وتقول {وَلَقَدْ رَآَهُ نَزْلَةً أُخْرَى (13) عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى (14) عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى (15) إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى (16) مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى (17) لَقَدْ رَأَى مِنْ آَيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى} فالنبي رأى جبريل عليه السلام"
وأردف الداعية الإسلامي بالقول "فكيف بعد كل ذلك تشكك الموضوع منتهي وواضح للجميع أين الشبهة في ذلك، فهي بنص القرآن الكريم حتى إذا فكر أحد أن يقول إن السنة فقط، فسنة النبي الكريم ثابتة وصحيحة ونؤمن بسنة النبي ونؤمن بالأحاديث الصحيحة، ولكن أيضًا القرآن يثبت هذا الأمر بهذا الوضوح الكامل"، مضيفا "هل هي رحلة معقولة وشخص بهذه القدرات يستطيع أن يقوم بها؟، فنرد ونقول أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقل أنه ذهب في هذه الرحلة بحوله وقوته ولكن ذهب بحول الله وقوته، فالنبي لم يقل أن هذه هي قدراته ولكن قال (هذا ما فعله بي الله)، فالمسألة {إن الله على كل شيء قدير}، والمسألة أن الله تبارك وتعالى قادر أم لا، يفعل ما يشاء، فنحن لم نرى في هذا الكون الكبير أي شيء، فالكون كله عجائب وغرائب لم يراها أحد حتى الآن".

الإسراء والمعراج بالروح والجسد بنص القرآن والسنة

ولفت الدكتور عمرو خالد إلى أن "الرحلة كانت بالروح والجسد وهذا هو إجماع العلماء عبر تاريخ المسلمين، وليست بالروح فقط كما يقول البعض وذلك حتى تكون المعجزة، فنحن مثلا ننام وأرواحنا تذهب إلى الله تبارك وتعالى، والناس عندما تموت أرواحها تذهب إلى الله، فالمعجزة أن رحلة الإسراء والمعراج كانت بالروح والجسد، وعرفنا أنها بالروح والجسد بنص الآية القرآنية والأحاديث المشرفة، فنص الآية تقول {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ} والعبودية لله تبارك وتعالى لا تكون إلا بالرو ح والجسد، والإسراء معنى كلمة أسرى أي سار ليلاً والسير ليلا بالطبع ليست طبيعة الروح ولكن طبيعة الروح والجسد".
ويقول "خالد" "أما الحديث فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول (جاءني جبريل فأيقظني من النوم، فأخذني إلى المسجد الحرام فطفت به، ثم آتي بالبراق فركبت البراق، ثم ذهب بي إلى المسجد الأقصى فربط البراق عند حائط المسجد، ثم صليت بالأنبياء إمامًا، ثم صعدت إلى سدرة المنتهى فأمرني الله بالصلاة) وكلها دلائل من أول الحديث حتى نهايته على الإسراء بالروح والجسد"، مضيفا "أن بعض الخبثاء يريدون إيصال فكرة أنها بالروح فقط من أجل أن توصل للناس أن الموضوع مجرد حلم وليس بحقيقة أو منام وهذا ليس صحيح، ولكن بالطبع هي رحلة بالروح والجسد بنص القرآن الكريم والسنة".
ويضيف الداعية الإسلامي "ولكن في النهاية سورة الإسراء وآية الإسراء جاءت في بداية سورة الإسراء، وسورة الإسراء تتكلم عن مادية بني إسرائيل فلماذا لا تؤمنوا بالغيب فجاءت أول آية {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ} ولذلك جاءت هذه الآية في سورة الإسراء كما لو أنها تقول لنا (هل أنت مادي أم مؤمن) ولذلك من أخذ العلامة الكاملة في حادثة الإسراء والمعراج هو سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه لأنه عندما قالوا له إن محمد يقول كذا.. فقال (إن كان قد قال فقد صدق)، وهناك أناس آخرون أخذوا صفر في المائة في اليقين ولكن سيدنا أبو بكر الصديق أخذ 100% في اليقين في الله، فما هي درجتك أنت".

الإسراء والمعراج اختبار لليقين في الله

ويؤكد الدكتور عمرو خالد أن "قصة الإسراء والمعراج اختبار ليقينك، فأين أنت من اليقين في الله، وهي باقية إلى يوم القيامة ولذلك كل سنة يأتي بعض الناس ويشككون في رحلة الإسراء والمعراج وكأنهم دون أن يدروا يقوي إيمان المؤمنين ليزدادوا إيمانًا لأن كل سنة يأتي الاختبار هل أنت مؤمن أم لا وتصدق أم لا وموقن بها أم لا؟، هل أنت تصدق مثل أبو بكر فهو القائل (إن كان قد قال فقد صدق، إني أصدقه في أبعد من ذلك.. قالوا له كيف؟ فقال: إني أصدقه أن الوحي يأتيه من السماء أفلا أصدقه إذا صعد هو إلى السماء) فأين الصعوبة".
وخلص الداعية الإسلامي، في ختام مقطع الفيديو المنشور على صفحته الرسمية على موقع "يوتيوب" بالقول "موقنين ويقينا قريب من يقين أبو بكر ونصدق، فنحن نؤمن بالغيب ولسنا بماديين، ونجمع بين المادة والروح وهذه هي حلاوة الإسلام التي لا توجد في أي مكان آخر، ولا تسيطر علينا المادية فأنا متوازن {رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآَخِرَةِ حَسَنَةً}، فالمسيحية تميل إلى الروحانية وبني إسرائيل يميلون إلى المادية والإسلام الجميل يجمع بين المادة والروح، ومسكين من لا يفهم هذه الأشياء"، مضيفا أن "إثارة الشبهات والتي تحدث كل سنة ورغمًا عن من يثيرون هذه الشبهات لكي يزداد المؤمنين إيمانًا على إيمانهم، ولكن في النهاية من لا يريد أن يؤمن (فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور)، فاللهم ثبت إيماننا ويزدنا يقينًا ونصدق ونوقن بقرآننا وبكلام نبينا صلى الله عليه وسلم ورحلة الإسراء والمعراج".

اظهار أخبار متعلقة

اظهار أخبار متعلقة

اظهار أخبار متعلقة