سلوكيات خاطئة أغلبنا يفعلها في المسجد وأثناء الصلاة
بقلم |
أنس محمد |
السبت 01 يونيو 2024 - 11:17 ص
لا يتناهى بعض المصلين عن سلوكياتهم الخاطئة في المسجد وأثناء الصلاة، حيث دائمًا ما تشهد صلاة الجماعة أو صلاة الفرد بعض الأخطاء التي تفسد على المصلين صلاتهم دون شعور، وذلك نتيجة الجهل بأحكام الصلاة، وشروطها وأركانها، ومن أمثلة هذه الأخطاء على سبيل المثال ولا الحصر، رفع بعض المصلين أصواتهم وهم في صلاتهم خلف الإمام، وهو أمر مكروه، لما في ذلك من تشويش على بعضهم بعضا، فبعض المصلين تسمع صوته وهو يقرأ الفاتحة، وهو يردد في ركوعه وسجوده الأذكار، مما يفسد خشوع المصلين إلى جواره.
وقد ورد في الأثر «إن المصلِّي يناجي ربه، فلينظر بم يناجيه، ولا يجهر بعضكم على بعض بالقرآن».
وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ثلاث أشياء أثناء الصلاة، وهي نقرة الغراب- وافتراش السبع - وأن يوطن الرجل المقام للصلاة كما يوطن البعير.
أولاً: نقرة الغراب
تخفيف السجود وألا يمكث فيه المصلى إلا قدر الغراب منقاره فيما يريد أكله.
والطمأنينة ركن في الصلاة، فقد ثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن النبي عليه الصلاة والسلام كان ذات يوم جالسا بين أصحابه في المسجد فدخل رجل فصلى ثم جاء فسلم على النبي الكريم عليه الصلاة والسلام فقال له النبي : ارجع فصل فإنك لم تصل فرجع الرجل فصلى كما صلى، ثم جاء فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم فقال له النبي : ارجع فصل فإنك لم تصل، فرجع فصلى كما صلى، ثم جاء في المرة الثالثة فسلم على النبي عليه الصلاة والسلام فقال له النبي: ارجع فصل فإنك لم تصل.
فقال الرجل: والذي بعثك بالحق لا أحسن غير هذا فعلمني، فقال له النبي الكريم عليه الصلاة والسلام: إذا قمت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء، ثم استقبل القبلة فكبر، ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن، ثم اركع حتى تطمئن راكعا، ثم ارفع حتى تعتدل قائما، ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا، ثم ارفع حتى تطمئن جالسا، ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا، ثم افعل ذلك في صلاتك كلها.
فهذا الحديث الشريف العظيم دلنا على أنه يجب على المسلم أن يطمئن في صلاته، وأن يعنى بها، وأن يصليها كما شرع الله، ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث الصحيح لهذا الرجل الجاهل: ارجع فصل فإنك لم تصل وما ذاك إلا لأنه لم يطمئن في صلاته، بل نقرها ولم يتم ركوعها ولا سجودها، فعلمنا بذلك أن الرجل الذي لا يتم صلاته لا صلاة له، فصلاته باطلة، وهذا خطر عظيم يبتلى به كثير من الناس، كثير من الناس إذا دخل في الصلاة لا يطمئن فيها ولا يعطيها حقها الذي أوجب الله عليه.
ثانيًا: افتراش السبع
وافتراش السبع: أن يبسط ذراعيه في السجود ولا يرفعهما عن الأرض كما يبسط السبع والكلب والذئب ذراعيه.
فبعض الناس حينما يسجد تجده ربما يكون نائما في سجدته، كما يفترش ذراعه كما يفترش الكلب والأسد ذراعيه، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن هذا.
ثالثًا: أن يوطن الرجل المقام
وأن يوطن الرجل المقام: أي المكان للصلاة كما يوطن البعير أن يألف الرجل مكانا معلوما من المسجد مخصوصا به يصلي فيه كالبعير، بما يعتني أن النبي ينهى عن أن أحدا يجلس في مكان ثم يعتبره مكانا خاصا به، فيطالب غيره بأن يتركه له حال وجده غيره قائما فيه، وقيل: معناه أن يبرك على ركبتيه قبل يديه إذا أراد السجود مثل بروك البعير.
ومن الأخطاء في الركوع أن يحني الرجل ظهره ويدلدله، ومن السنة أن ينتصب ظهر الرجل أثناء الركوع، ثم بعد الانتصاب والاعتدال بعد الركوع بعد هذا ينحط ساجدا على السبعة الأعضاء على جبهته وأنفه وعلى كفيه رافعا ذراعيه عن الأرض وعلى ركبتيه وعلى أطراف قدميه، يسجد على هذه الأعضاء السبعة ويعتدل ويطمئن في سجوده خاشعا لله معظما لله، فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: " أمرت أن أسجد على سبع".
فبعض الناس حينما يسجد تجده ساجدا ولا يضع قدمه على الأرض في موضع السجود الذي أمر به النبي، بأن يجعل مشط قدمه على الأرض، ويضع أنفه وركبتيه وجبهته على الأرض أيضا، فضلا عن اعتدال كفيه على الأرض غير مفترش لها كما ذكرنا.
ولا يعجل المصلي في صلاته ولا ينقرها ولكن يطمئن ويقول: سبحان ربي الأعلى، ويكرر ذلك ويكثر من الدعاء والضراعة إلى الله، يطلب خير الدنيا والآخرة في سجوده كما تقدم في الحديث الصحيح، وهو قوله صلى الله عليه وسلم: وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء، فقمن أن يستجاب لكم أي حري أن يستجاب لكم، وصح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا الدعاء.