أخبار

أبو بكر "قلب الأمة الأكبر" بعد النبي و" أمير الشاكرين"

وقفة مع النفس.. كل العالم بداخلك وأنت غافل عنه

ديونك كثيرة ولا تستطيع السداد.. الزم هذه الأذكار تستجلب معونة الله لك

ما هي أخطر الأمراض التي تصيب الإنسان؟.. تعرف على الإجابة من القرآن

الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.. فضائل وأسرار

خطيبي يهددني بفيديو فاضح يسلمه لأهلي إن لم أستجب لطلباته المتجاوزة.. ماذا أفعل؟

لماذا أصاب الله المسلمين بالذل وهم خير أمة؟.. القرآن يجيب

حكم تقبيل قبر النبي صلى الله عليه وسلم وقبور الصالحين؟

ردد الأذان وادع بهذا الدعاء

لماذا يلجأ البعض لأكل المال الحرام.. تعرف على أهم الأسباب

تعرف على محمد القاسم وجهوده في فتح الهند

بقلم | محمد جمال حليم | الاثنين 31 يناير 2022 - 06:02 م
يواصل د. عبد الحليم عويس أستاذ التاريخ والحضارة الإسلامية سيرته في التعريف فتح الهند، وكيف تم هذا الفتح وعلى من تم الفتح.
يقول: في سنة (91هـ) اختار الحجاج صهره وابن أخيه (عماد الدين محمد بن القاسم الثقفي)؛ الذي كان والياً على الري ببلاد فارس، وعينه قائداً عاماً على الجيش الإسلامي، الذي تقرر قيامه بفتح بلاد السند .

محمد بن القاسم ودوره في فتح بلاد السند:
وبهذا فقد اقترن اسم (محمد بن القاسم) ببلاد السند؛ فهو الفاتح الحقيقي الأول لها؛ حيث كانت ملجأ للخارجين على الدولة الإسلامية ، وكان أهلها كثيراً ما يعتدون على سفن المسلمين في البحر ، مما دعا (الحجاج بن يوسف) والي العراق (للوليد بن عبد الملك) أن يُلح على الوليد بفتح تلك البلاد ، فأذن له الوليد بذلك فجهز جيشاً كبيراً قوامه عشرون ألف مقاتل ، وعين (محمد بن القاسم) قائداً لذلك الجيش، وكان عمره سبع عشرة سنة .
وأضاف " عويس" لقد تحركت الجيوش الإسلامية من بلاد فارس عن طريق الساحل ، وفي الوقت نفسه تحركت السفن من البصرة تحمل العتاد والرجال ، وقد اكتمل وصول الجيوش البرية والبحرية إلى (الديبل)، وعسكر (محمد بن القاسم) على أسوارها وحاصرها ، وضربها بالمناجيق، وأتلف أسوارها، وهدم المعبد البوذي فيها؛ لأنه كان يُستغل لأهداف عسكرية، وتمكن من دخولها عنوة ، فهرب أميرها ، فبنى المسلمون بها مسجداً ، وأقام بها جماعة منهم ، ثم تقدم ابن القاسم شمالاً في بلاد السند ، وتمكن من فتح العديد من المواقع [العمري : الفتوح الإسلامية عبر العصور، ص: 171، إشبيليا ـ الرياض].

نجاح حملة محمد بن القاسم في فتح السند:
ويذكر أستاذ التاريخ والحضارة الإسلامية أنه عندما قام ابن القاسم هذا بحملته كان المسلمون قد نجحوا في فتح بعض المناطق بجنوب أفغانستان الحالية، ثم اتجهوا نحو كرمان ومكران، وكذلك فتحوا سستان ، ثم كانت حملة ابن القاسم؛ الذي أتم الله على يديه نعمة نشر الإسلام بكل مناطق السند ، ودخول أهلها في دين الله أفواجاً ... وقد وصل محمد بن القاسم إلى شيراز من الري، والتحق بالجيش هناك ، ورسم خطة الفتح؛ التي تقوم على شقين: بحري وبري، وتم اجتياز الحدود السندية في نفس عام (91هـ) من مكان اسمه الآن (داربيتجي) .
وسار المسلمون يفتحون في بلاد السند حتى وصلوا إلى (الملتان) ، وتمكنوا من فتحها عنوة، وكان بها معبد للبوذية يحج إليه أهل السند، ويستغلّ في أغراض عسكرية ، فهدمه المسلمون وحطموا أصنامه ، واستقر ابن القاسم في (الملتان)، وصارت مركزاً رئيساً للمسلمين، وأخذ ينظم الحاميات الإسلامية، ويبني المساجد بمختلف أنحائها، كما نظم أمورها الإدارية، والمالية، والحربية، وتمكن من تأمين سفن المسلمين في البحر ، وبدأ الإسلام ينتشر في تلك المناطق.

دخول أهل الهند في الإسلام:
وإلى جانب ذلك نجح الجيش الإسلامي في فتح بعض البلاد مثل فنزبور ، وأرمابيل ، وسيطرت القوات البحرية على شيراز، وانضم إلى الجيش الإسلامي عند الديبل كثير من رجال الميد والجات (الزط) المنبوذين من البراهمة ، ثم فتح المسلمين حصن الديبل ، وثـَمَّ إطلاق سراح الأسرى المسلمين، ثم مكث ابن القاسم فترة في الديبل نظم أمورها ، ووزع المغانم على مستحقيها، ثم توجه إلى مدينة (النيرون) ؛ التي استسلمت دون إراقة دماء ، ثم اتجه نحو سيوستان؛ التي فتحت بعد مناوشات خفيفة ، ثم اتجه ابن القاسم إلى (البودهية) ، التي استسلمت أيضاً ، وكالعادة اهتم ابن القاسم بتنظيم الأمور في هذه المدن ، وقد أرسل حاكم منطقة (بت) البوذي يعلن استسلامه .
وهكذا بدأ الناس يتعرفون على الإسلام ، ويدخلون في دين الله أفواجاً ، ونجح ابن القاسم في مسيرته المظفرة حتى أضحى على شاطئ (نهر السند) ؛ الذي تقع عاصمة (داهر) على الضفة الشرقية منه، وعرض على داهر الإسلام فأبى وأصرّ على القتال، وعبر المسلمون إلى الشاطئ الشرقي واندفعوا في إصرار واستبسال داخل المناطق الشرقية، وهزموا قوات داهر بعد قتال مرير دام أياماً، وأثناء المعارك تقدمت مجموعة من قادة السند نحو محمد بن القاسم وأعلنوا إسلامهم ، وقد قتل داهر في قلعة (راور).

ابن القاسم يواصل فتوحاته في بلاد السند:
وأخذ ابن القاسم يواصل فتوحاته في بلاد السند فتسقط بين يديه المدن تلو الأخرى؛ مثل بهرور ، ودهليلة ، وبرهمان أباد ، وكان بها جيسيه بن داهر، غير أن ابن القاسم حاصرها ، وطلب أعيانها وسكانها الأمان، والتزموا بالطاعة ، وبقى فيها ابن القاسم ينظم أمورها، وبنى فيها مسجداً ، وعين عليها حاكماً ، وفي سنة (94هـ) فتح مدينتي (منهل وهراور) ، وفتح عاصمة السند (ألور)، ثم توجه إلى مدينة باتيه ، وكان عليها ابن عم داهر ؛ ولكنه استسلم ثم أسلم وحمل لقب (المستشار المبارك) ، ثم توجه محمد بن القاسم إلى الملتان ففتحها ، وهي إقليم البنجاب ، وهو جزء من مملكة داهر ، ثم فتح الفكوج ، وقنوج .

عزل محمد بن القاسم:
وحينما بويع للخليفة (سليمان بن عبد الملك) سنة (96هـ)؛ قام بعزل (محمد بن القاسم) عن ولاية السند ؛ لصلته (بالحجاج بن يوسف الثقفي)؛ الذي كان سليمان ناقماً عليه ، فاضطربت أحواله ، وظلت كذلك إلى أن أسلم معظم أهلها وأمرائها؛ عن طريق الدعوة بالحكمة والعدل، في أيام عمر بن عبد العزيز رحمه الله.
ومع أن بلاد السند لم تخل من بعض المشاكل ، فمع ذلك انطلق المسلمون منها لغزو بلاد الهند عدة مرات في العصر الأمويّ .
وكان من دأب (محمد بن القاسم الثقفي) أن يجنح إلى الصلح والسلم ما وسعه ذلك ، وقد أوصاه بذلك الحجاج بن يوسف الثقفي :"إذا أردت أن تحتفظ بالبلاد فكن رحيماً بالناس ، ولتكن سخياً في معاملة من أحسنوا إليك ،  وحاول أن تفهم عدوك، وكن شفوقاً مع من يعارضك ، وأفضل ما أوصيك به أن يعرف الناس شجاعتك ، وأنك لا تخاف الحرب والقتال" .
كما كان يعمد فوراً إلى إقامة المساجد في كل المدن التي يتم له فتحها ..
وكان يشرك أبناء البلاد المفتوحة في إدارة البلاد ... يضاف إلى ذلك ما كان يشاهده أبناء البلاد الهنادكة من مساواة إسلامية مطلقة ، وعدل إسلامي كامل ، يتناقضان تماماً مع التعاليم البرهمية التي تشرع للفروق بين البشر ، فتجعل البراهمة مخلوقين من فم الله ، والأكشترية من ذراعه، والويشية من فخذه ، والمنبوذين (الشودري) من قدمه  .
وقد حدد (منو دهر ماساسترا) فقيه الهندوس الأكبر ـ وظائف الطبقات بدقة صارمة ، فالبرهمي هو سيد الطبقات جميعاً ، والأكشتري عليه أن يحمل السلاح دفاعاً عن الوطن ، والويشي عليه أن يتاجر ، وينفق على أهل الدين ، ورجاله ، أما الشودري المنبوذة فهو خادم هذه الطوائف الثلاث الشريفة ...
هذا بينما كان المسلمون يقفون في الصلاة متجاورين لا فرق بين الغني والفقير ، والأمير والشخص العادي ... كما كان القاضي المسلم يسوي بين كل الناس حتى في المجالس والألقاب ... فضلاً عن الأحكام .
وكان للمساجد التي بناها محمد بن القاسم في الديبل ، والبيرون ، والرور ، والملئان وغيرها؛ أثر كبير في تعريف الناس على المساواة الإسلامية ...

الكلمات المفتاحية

محمد بن القاسم فتح الهند بلاد السند د. عبد الحليم عويس

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled يواصل د. عبد الحليم عويس أستاذ التاريخ والحضارة الإسلامية سيرته في التعريف فتح الهند، وكيف تم هذا الفتح وعلى من تم الفتح.