تمتد آثار الانفصال والعيش وحيدًا إلى ما هو أبعد من الآثار النفسية، إذ حذرت دراسة حديثة من أن الرجال الذين خاضوا تجربة الانفصال، ويعيشون وحدهم قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بالتهاب ضار بالصحة، مما يؤدي إلى زيادة مخاطر اعتلال الصحة والموت.

وتوصل فريق البحث، الذي ضم ريكي لوند وكارولينا كوخ دافيدسن، من قسم الطب الاجتماعي بجامعة كوبنهاجن إلى أن الجمع بين الانفصال والعيش وحيدًا لسنوات طويلة يؤثر على مستويات اثنين من علامات الالتهاب بشكل كبير.

واستندا في ذلك إلى بيانات مصدرها بنك كوبنهاجن للشيخوخة ومنتصف العمر عن أكثر من 4800 مشارك (تتراوح أعمارهم بين 48 و 62) خلا الفترة ما بين عامي 1986 و 2011، وتضمنت معلومات حول انفصالهم عن شركائهم، وعدد السنوات التي أمضوها في العيش بمفردهم عقب الانفصال.

وتضمنت المعلومات أيضًا، التحصيل العلمي للأشخاص الذين شملتهم الدراسة، والأحداث الكبرى في بواكير الحياة التي قد يكون لها تأثير على الصحة والوزن، والحالات الصحية طويلة الأمد، والأدوية التي يمكن أن تؤثر على الالتهابات وسمات الشخصية.

وفقًا للدراسة التي نشرت في مجلة "علم الأوبئة وصحة المجتمع"، فقد تعرض حوالي نصف المشاركين للانفصال، وعاشت نسبة مماثلة بمفردها لأكثر من عام، وحصل الباحثون على عينات دم لقياس علامات الالتهاب إنترلوكين 6 (IL-6) و بروتين سي التفاعلي (CRP) بين المشمولين بالدارسة.

ارتفاع مستويات الالتهاب بين الرجال 

وظهرت أعلى مستويات الالتهاب لدى الرجال الذين عانوا من الانفصال، بنسبة أعلى 17 في المائة من علامات الالتهاب من تلك الموجودة في المجموعة الأخرى.

وكانت علامات الالتهاب أعلى بنسبة تصل إلى 12 في المائة في المجموعة التي قضت سبع سنوات أو أكثر في العيش بمفردها، وعثر على أعلى مستويات (CRP) في الرجال ذوي التحصيل العلمي العالي الذين عاشوا بمفردهم لمدة تتراوح ما بين عامين إلى ستة أعوام، في حين بلغت مستويات (IL-6) أعلى معدلاتها لدى الرجال الذين عاشوا لمدة سبع سنوات أو أكثر بمفردهم.

وبحسب الدراسة، لم يتم العثور على نتائج مماثلة بين النساء، الأمر الذي يمكن تفسيره بتضمين 1499 امرأة فقط في الدراسة، لكن الباحثين رجحوا أيضًا أن الرجال يميلون إلى إضفاء الطابع الخارجي على سلوكهم بعد الانفصال، عن طريق الشرب، على سبيل المثال، في حين تميل النساء إلى الاستيعاب، مع ظهور أعراض الاكتئاب. وقد يؤثر هذا على مستويات الالتهاب بشكل مختلف.

وأشار الباحثون أيضًا إلى أن متوسط عمر المشاركين كان يبلغ 54 عامًا، وهو الوقت الذي تصل فيه عواقب التعرض للمواد الكيميائية الالتهابية إلى ذروتها بعد، في حين أن الرجال ولدوا أيضًا استجابات التهابية أقوى من النساء في نفس العمر، وفقًا لما أوردته وكالة "يو بي آي".

اقرأ أيضا:

وصفة مثالية لتطهير الشرايين وخفض الكوليسترول وتعزيز صحة القلب

تراجع كفاءة الجهاز المناعي 

ومع ذلك، فإن كفاءة الجهاز المناعي تتضاءل مع تقدم العمر، مما قد يؤدي إلى التهاب مرتبط بأمراض مثل السرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية والسكري من النوع الثاني، كما قال الباحثون.

وأوضح مؤلفو الدراسة أن "مستويات الالتهاب في دراستنا منخفضة، لكنها أيضًا مهمة وذات صلة سريريًا، وعلى الأرجح عامل خطر لزيادة الوفيات". وأضافوا أن هناك "أعدادا ملحوظة من الأشخاص الذين يعانون من التهاب منخفض المستوى".

وأضاف الباحثون: "نظرًا لأن عدد الأسر المعيشية المكونة من شخص واحد قد تزايد خلال الخمسين إلى الستين عامًا الماضية في معظم البلدان ذات الدخل المرتفع، فإن هذه المجموعة من الأشخاص الذين يمرون بتفكك العلاقات، أو الذين يعيشون بمفردهم لأسباب مختلفة، هم جزء من - المجموعات المعرضة للخطر".