لقد تعبد لله تعالى عباده بالسعي في الأرض لطلب الرزق، قال تعالى: "فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ ۖ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ".. وهذا السعي يبتغي به المؤمن تحسن حالته وإطعام عياله وأن يصل للطفاف فلا يسأل أحدا شيئا وبهذا فإن السعي على الرزق خروج في سبيل الله: فقد قال صلى الله عليه وسلم: (إن كان خرج يسعى على ولده صغارا فهو في سبيل الله، وإن كان خرج يسعى على أبوين شيخين كبيرين فهو في سبيل الله، وإن كان خرج يسعى على نفسه يعفها فهو في سبيل الله، وإن كان خرج يسعى رياء ومفاخرة فهو في سبيل الشيطان).
أخطاء في فهم مسألة الرزق:
وطلب الرزق من الأمور التي يقع فيها أخطاء كثيرة ومن هذا ان يخرج البعض ليتحصل على المال بأي وسيلة وهذا خطأ كبير غذا لا يكون إلا من خلال ما شرع الله من الوسائل وفي الحديث: "إنَّ رُوحَ القُدُسِ نفثَ في رُوعِي، أنَّ نفسًا لَن تموتَ حتَّى تستكمِلَ أجلَها ، وتستوعِبَ رزقَها ، فاتَّقوا اللهَ ، وأجمِلُوا في الطَّلَبِ، ولا يَحمِلَنَّ أحدَكم استبطاءُ الرِّزقِ أن يطلُبَه بمَعصيةِ اللهِ ، فإنَّ اللهَ تعالى لا يُنالُ ما عندَه إلَّا بِطاعَتِهِ"، ومن الخطأ أيضا أن يظن البعض أن السعي وحده هو سبب العطاء، والصحيح أن الرزق مأمور بالسعي له شرعا، لكن تحصيله فضل من الله على عباده.
وسائل تحصيل الرزق:
وهناك وسائل كثيرة ذكرها العلماء لتحصيل الرزق من هذا ما ذكرته الأمنة العلمية لإسلام ويب حيث ذكرت أمورا كثيرة لتحصيل الرزق منها ما يلي:
أولاً: عليك بتقوى الله سبحانه وتعالى والعمل الصالح، لقوله تعالى: (ومن يتق الله يجعل له مخرجاً، ويرزقه من حيث لا يحتسب، ومن يتوكل على الله فهو حسبه) [الطلاق: 2-3].
ثانياً: ربما كان ضيق الحال وقلة الرزق بسبب كثرة الذنوب والمعاصي، أو المجاهرة بها مع عدم التوبة، وقد أخبر الله تعالى أن التقوى تجلب البركة فقال: (ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون) [الأعراف: 96].وقد حرّم الله على اليهود طيبات أحلت لهم بسبب ظلمهم واعتدائهم، فقال: (فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم وبصدهم عن سبيل الله كثيراً وأخذهم الربا وقد نهوا عنه وأكلهم أموال الناس بالباطل وأعتدنا للكافرين منهم عذاباً أليما) [النساء: 160-161]، وقال الله تعالى لبني إسرائيل: (ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليهم من ربهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم) [المائدة: 66].
ثالثاً: عليك بصلة الرحم، لقوله صلى الله عليه وسلم: "من سره أن يبسط له في رزقه، وينسأ له في أثره فليصل رحمه" رواه البخاري ومسلم؛ فصلة الرحم من أسباب سعة الرزق والبركة في العمر.
رابعاً: عليك بالأخذ بأسباب الكسب، والبحث عن عمل مناسب، فإذا فعلت ذلك وابتعدت عن الأعمال المحرمة والمشبوهة، وسلكت سبيل الصالحين، فيرجى أن يوسع الله عليك، لكن الواجب في جميع الأحوال: الرضا بقضاء الله وقدره خير وشره، فهو من أركان الإيمان الستة كما في حديث جبريل: "الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره" رواه مسلم والترمذي والنسائي عن عمر.
وفي الحديث: قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "اتق المحارم تكن أعبد الناس، وارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس" رواه أحمد والترمذي عن أبي هريرة بسند ضعيف.
وعند الإمام أحمد وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله تعالى يبتلي العبد فيما أعطاه، فإن رضي بما قسم الله له بورك له فيه، ووسعه، وإن لم يرض لم يبارك له، ولم يزد على ما كتب له". صححه السيوطي.