توصل باحثون إلى أن التمارين المائية العلاجية تمنح مزيدًا من الراحة لمن يعانون من آلام أسفل الظهر المزمنة، مقارنة بأساليب العلاج الطبيعي التقليدية، بما فيها التحفيز الكهربائي للأعصاب.

وأظهرت نتائج دراسة نشرتها شبكة "جاما نيتورك أوبن"، أن نصف المشاركين في الدراسة الذين خضعوا للتمارين المائية العلاجية شهدوا تحسنًا في أعراض الألم والعجز الجسدي الناجم عن آلام أسفل الظهر المزمنة.

في المقابل، شهد واحد فقط من كل خمسة عولجوا بالعلاج الطبيعي التقليدي، بما فيه التحفيز الكهربائي للأعصاب والعلاج الحراري بالأشعة تحت الحمراء، تحسينات مماثلة، حسبما قال باحثون من جامعة شنغهاي للرياضة في الصين.

علاج آلام أسفل الظهر المزمنة

في الدراسة، قارن الباحثون، الألم والعجز الناجمين عن آلام أسفل الظهر المزمنة لدى 113 مشاركًا، تم علاج نصفهم تقريبًا بالتمارين المائية العلاجية، بينما تلقى الباقون العلاج الطبيعي التقليدي.

تم علاج أعضاء مجموعة العلاج الطبيعي أيضًا بالتحفيز الكهربائي للأعصاب، وهو علاج يستخدم تيارًا كهربائيًا منخفض الجهد على المنطقة المصابة من الجسم لتخفيف الآلام، وفقًا لعيادة كليفلاند.

وقال الباحثون إنهم تلقوا أيضًا علاجًا حراريًا بالأشعة تحت الحمراء، والذي يوصل موجات ضوئية بطول معين إلى مناطق من الجسم، ويحفز تعافي الجسم.

وأصافوا إن المشاركين في كلتا المجموعتين تلقوا العلاجات لمدة 60 دقيقة مرتين في الأسبوع لمدة ثلاثة أشهر. وأظهرت النتائج أن 54 في المائة على الأقل ممن خضعوا لمجموعة التمارين المائية العلاجية شهدوا تحسنًا بنقطتين في درجات الألم، وفقًا لمقياس التصنيف الرقمي، وهو تقييم من 0 إلى 10 يشيع استخدامه كتقييم ذاتي للألم.

اظهار أخبار متعلقة

التمارين المائية العلاجية

بالإضافة إلى ذلك، قال الباحثون إن 46 في المائة شهدوا أيضًا تحسنًا بمقدار خمس نقاط على الأقل في التقييم الذاتي المكون من 24 نقطة للإعاقة الجسدية الناتجة عن الألم المزمن.

في حين أن المجموعة التي خضعت للعلاج الطبيعي، شهدت تحسنًا بنسبة 21 في المائة و 7 في المائة على التوالي، وفقًا للباحثين.

وأظهرت النتائج أن المشاركين في مجموعة التمارين المائية العلاجية شهدوا تحسنًا بنسبة 60 في المائة في الإعاقة الجسدية من آلام أسفل الظهر المزمنة بعد 12 شهرًا من بدء العلاج وحتى تسعة أشهر بعد انتهائه. أما الذين خضعوا للعلاج الطبيعي فأبلغوا عن تحسن بنسبة 20 في المائة في الإعاقة الجسدية في 12 شهرًا.

تأثيرات إيجابية لفترة أطول 

فينسينت، خبيرة الطب الطبيعي قالت لوكالة "يو بي آي" في رسالة بالبريد الإلكتروني: "بالنسبة للمرضى الذين يعانون من آلام أسفل الظهر، يبدو أن التمارين المائية العلاجية تساعد الناس على التغلب على الخوف من الحركة بسبب الألم، ويمكن أن تقلل من متوسط شدة آلام الظهر بشكل أفضل من العلاج التقليدي".

وقالت فينسينت، وهي مدير مركز الأداء الرياضي الصحي بجامعة فلوريدا التي لم تشارك في الدراسة، لكنها أجرت أبحاثًا عن علاجات لآلام أسفل الظهر المزمنة: "يبدو أن هذه التأثيرات تستمر لفترة أطول بعد التوقف عن التدريب".

في نظام التمارين المائية العلاجية، يؤدي الذين يتلقون العلاج حركات مماثلة كما هو الحال في نظم التمرين النموذجية، ولكن في حمام سباحة أو جسم مائي، وفقًا لفينسينت.

ويشمل هذا النوع من التمارين، المشي باستخدام المجاذيف اليدوية، وركل الألواح، وأداء حركات كبيرة بالذراعين والساقين، مثل رفع الذراع الجانبي، ودوائر الذراع، ورافعات القفز، والقرفصاء، ورفع الركبة العالي والركض، بالإضافة إلى حركات رفع الأثقال للذراعين والساقين.

قالت فينسينت، إن هذا النهج شائع الاستخدام "لمساعدة الأشخاص الذين يعانون من جميع أنواع الظروف الصحية على تحقيق أهداف وظيفية، أو تحسين الأداء عندما تكون التمارين صعبة، أو مؤلمة على الأرض، أو في صالة الألعاب الرياضية، حيث يساعد الماء في تقليل الضغط على المفاصل الناجم عن التأثير.

أضافت فينسينت: "يمكن أن يكون استخدام التمارين المائية مفيدًا للغاية في مساعدة الناس على التغلب على الخوف من الحركة بسبب الألم، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى بناء الثقة التي تستمر على المدى الطويل".

وتابعت: "الأشخاص الذين يكافحون من أجل تحقيق شدة تمارين أعلى على الأرض بسبب الألم قد لا يحققون أبدًا الشدة اللازمة للفوائد الصحية المثلى".