باتت التكنولوجيا جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، وبات استعمال التطبيقات الاجتماعية مثل انستجرام وفيس بوك وتويتر، أمرًا اعتاده الناس هذه الأيام، وكما أنه لمثل هذه الأمور المستحدثة الكثير من الفضل في تعلم الناس أو تنبيههم أو فتح باب التواصل لأناس قد يفصل بينهم مئات الأميال، فإن لها أيضًا مساوئ كثيرة.
ومن ذلك من يعتادون تصوير أنفسهم في كل ثانية ولحظة، وينشرون هذه الصور عبر هذه التطبيقات، ثم تراهم يشتكون من حدوث أمر جلل، أو أصابتهم مصيبة ما، وإذا قلنا لهم كفوا عن التصوير (مصمصوا شفاههم اعتراضًا وامتعاضًا)، بينما هم لا يعلمون أن عيون الحاسدين تطالهم في كل مرة يصورون أنفسهم، فالناس لها الظاهر ولا يعلمون مخابئ الأمور، فترى بعضهم -للأسف- يحسدون الناس على ما أتاهم الله من فضله.
الحل بأيدينا
لكن على الجميع أن يعي جيدًا أن الحل بأيدينا، إذا كفننا عن تصوير أنفسنا وأولادنا وأهلنا ومنازلنا وربما السيارة الجديدة أو التليفون الجديد، قد نمنع أسباب الحقد والحسد، وبالتالي نرفع عنا أي بلاء سببه الحسد فيما بعد.
وقد روى الإمام مسلم في صحيحه عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما عن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم أنه قال : «العين حق، ولو كان كل شيء سابق القدر سبقته العين»، وفي رواية عن عن أسماء بنت عميس رضي الله عنها قالت : «يا رسول الله، إذ ولد جعفر تسرع إليهم العين، أفأسترقي لهم، فقال : نعم ، فإنه لو كان شيء سابق القدر لسبقته العين».
ومن أعظمِ أسباب العين هو التعري وكشف العورات، والتي تمتلأ بها الصور على مواقع التواصل، فها هو سهل رضي الله عنه يغتسل مستتراً بعيداً عن نظر الناس، ولما وقعت عين عامر بن ربيعة عليه دون عمد، ورأى حسن جلده، وقال ما قال، وهو الصديق المحب، صرع سهل، وسقط مغشياً عليه.
اقرأ أيضا:
أصبت بالاكتئاب بعد وفاة أمي وتعالجت لكنني انتكست .. ما العمل؟