توصلت دراسة حديثة إلى أن الأشخاص الذين يقلعون عن التدخين بعد الإصابة بسرطان الرئة يعيشون على الأرجح لفترة أطول مقارنة بالذين يواصلون التدخين.
وخلص باحثون من إيطاليا إلى أن الأشخاص الذين يقلعون عن التدخين عند اكتشاف إصابتهم بسرطان الرئة، أو في وقت قريب يبقون على قيد الحياة أطول من المرضى الذين لا يتوقفون عن التدخين أبدًا، بمعدل الثلث (29 في المائة).
جاء ذلك استنادًا إلى تحليل 21 دراسة نُشرت بين 1980 وأواخر 2021، شملت أكثر من 10 آلاف مريض بسرطان الرئة ذي الخلايا غير الصغيرة (النوع الأكثر شيوعًا)، وسرطان الرئة ذي الخلايا الصغيرة، وسرطانات أخرى للرئة من نوع غير محدد.
ركز الباحثون على الدراسات التي ركزت على المرضى الذين أقلعوا عن التدخين إما عند تشخيص إصابتهم بسرطان الرئة أو أثناء العلاج، أو في الاثني عشر شهرًا السابقة للتشخيص.
وقالوا إن النتائج قوية بما يكفي لاستنتاج أن الإقلاع عن التدخين "مرتبط بشكل كبير" بالبقاء على قيد الحياة لأوقات أطول دون أمراض أو حدوث تطور.
برامج الإقلاع عن التدخين
بناءً على النتائج التي توصلوا إليها، ونشرت مؤخرًا في مجلة "أورام الصدر"، اقترح الباحثون أن تصبح برامج الإقلاع عن التدخين جزءًا من خطط علاج سرطان الرئة، حتى يحصل المرضى على التشجيع والدعم الذي يحتاجون إليه لزيادة فرصهم في البقاء على قيد الحياة.
وقال مؤلف الدراسة، الدكتور سافيريو كايني "التدخين هو إلى حد بعيد أهم عامل خطر للإصابة بسرطان الرئة. لذا فإن نسبة كبيرة من الذين يتم تشخصيهم ويدخنون بنشاط وقت اكتشافه. وبالتالي، فإن هذا السؤال مناسب لكثير من المرضى".
ويتسم سرطان الرئة عادةً بمعدلات بقاء ضعيفة نسبيًا، كما يضيف كايني، كبير علماء الأوبئة الطبية في معهد أبحاث السرطان والوقاية منه والشبكة السريرية في فلورنسا. وقال: "أي فرصة لتحسين تشخيصك بشكل كبير تستحق المتابعة".
وأشار كايني وفقًا لوكالة "يو بي آي" إلى أن "التدخين المستمر له تأثير سلبي على جهاز المناعة، ويزيد من مخاطر مضاعفات الجراحة، ويقلل من فعالية العلاج الإشعاعي. وربما يكون مجموع كل هذه التأثيرات - وربما غيرها التي ما زلنا لا نعاني منها".
وتابع قائلاً: "أعلم - أنه في النهاية نسمح لمن يقلع عن التدخين بالحصول على فرصة أفضل للبقاء على قيد الحياة من المدخنين المستمر".
اقرأ أيضا:
وصفة مثالية لتطهير الشرايين وخفض الكوليسترول وتعزيز صحة القلبالنيكوتين يزيد من نمو الأورام السرطانية
وقالت الدكتورة أندريا ماكي، المتحدثة باسم جمعية الرئة الأمريكية، إن العلاجات مثل العلاج الإشعاعي والكيميائي "تكون أكثر فعالية في حالة عدم وجود التبغ".
وأشارت إلى أن النيكوتين الموجود في السجائر معروف بقدرته على تعزيز نمو الورم وتطوره في جميع السرطانات التي يعتبر التدخين عامل خطر معروف لها. وتابعت: "لذلك لست متفاجئة بدرجة الفائدة" المرتبطة بالإقلاع عن التدخين.
وقال كايني: خلاصة القول هي أن الإقلاع عن التدخين "علاج فعال لمرضى سرطان الرئة، يمكن تحمله من قبل الجميع وبدون آثار جانبية شديدة، وبتكاليف منخفضة للغاية بالنسبة للمريض والنظام الصحي".
وشدد على أنه يجب تشجيع الإقلاع عن التدخين بقوة في بداية أي عملية فحص للسرطان، قبل أن يحصل المرضى على تشخيص مؤكد لسرطان الرئة، أو حتى إذا حصلوا على شهادة كاملة.