أظهرت دراسة حديثة، أن الأشخاص الذين يعانون من مرض التهاب الأمعاء عثر على مواد بلاستيكية في برازهم مقارنة بالأصحاء.

قال الباحثون في الدراسة التي نشرت نتائجها مجلة "العلوم البيئية والتكنولوجيا"، إنه من المحتمل أن تكون قطع البلاستيك الصغيرة التي يقل طولها عن ربع بوصة واحدة مرتبطة بظهور المرض وأعراضه.

ووفقًا للنتائج، فإن البراز الذي تم جمعه من المشاركين في الدراسة المصابين بمرض التهاب الأمعاء، يحتوي على مواد بلاستيكية دقيقة تزيد بمقدار 1.5 مرة عن تلك المأخوذة من البالغين الأصحاء، وأن الأشخاص الذين يعانون من أعراض شديدة من مرض التهاب الأمعاء يميلون إلى الحصول على مستويات أعلى من الجسيمات البلاستيكية البرازية.

وعلى الرغم من أن اللدائن الدقيقة لها أشكال متشابهة - بشكل أساسي الألواح والألياف - في المجموعتين، فإن البراز لدى المصابين بالتهاب الأمعاء كان يحتوي على المزيد من الجزيئات المجهرية، وفقًا للباحثين.

وقالوا إن أكثر نوعين من البلاستيك شيوعًا في كلتا المجموعتين هما: البولي إيثيلين تيريفثاليت، والذي يستخدم في الزجاجات وحاويات الطعام، والبولي أميد الموجود في تغليف المواد الغذائية والمنسوجات.

العبوات البلاستيكية 

كتب الباحثون من جامعة نانجينج في الصين: "نستنتج أن العبوات البلاستيكية لمياه الشرب والأغذية والتعرض للغبار هي مصادر مهمة لتعرض الإنسان للجسيمات البلاستيكية الدقيقة".

وقالوا إن الارتباط الإيجابي بين اللدائن الدقيقة البرازية والتهاب الأمعاء يشير إلى أن التعرض للبلاستيك الدقيق قد يكون مرتبطًا بعملية المرض، أو أن مرض التهاب الأمعاء يؤدي إلى تفاقم احتباس الجسيمات البلاستيكية الدقيقة.

قال الباحثون إن المواد البلاستيكية الدقيقة، الموجودة في المياه المعبأة والغذاء والهواء، يمكن أن تسبب التهابًا معويًا واضطرابات ميكروبيوم الأمعاء ومشاكل أخرى.

في الدراسة، قارن الباحثون مستويات البلاستيك الدقيق في البراز الذي تم جمعه من 50 مشاركًا سليمًا و 52 آخرين يعانون من أعراض مختلفة من مرض التهاب الأمعاء.

وأظهرت النتائج أن براز المصابين بمرض التهاب الأمعاء يحتوي على 42 "عنصرًا" من البلاستيك الدقيق لكل ربع أونصة، مقارنة بـ 28 عنصرًا لكل ربع أونصة للمشاركين الأصحاء.

قال الباحثون إنه من بين جميع العينات، تم تحديد 15 مادة بلاستيكية دقيقة، مع البولي إيثيلين تيريفثاليت، الموجود في ما يصل إلى 34 في المائة من العينات، والبولي أميد، الموجود في ما يصل إلى 12 في المائة، وهو الأكثر شيوعًا.

استنادًا إلى الاستبيان الذي تم إجراؤه على جميع المشاركين، فإن الأشخاص في كلا المجموعتين الذين شربوا المياه المعبأة في زجاجات، وتناولوا طعامًا سريعًا، وكانوا غالبًا يتعرضون للغبار ويحتوي برازهم على جزيئات بلاستيكية أكثر من أولئك الذين لم يشاركوا في هذه الأنشطة، وفقًا للباحثين.

اقرأ أيضا:

وصفة مثالية لتطهير الشرايين وخفض الكوليسترول وتعزيز صحة القلب

الجسيمات البلاستيكية الدقيقة

وقال الباحثون إن النتائج تشير إلى أن الأشخاص المصابين بمرض التهاب الأمعاء قد يتعرضون لمزيد من الجسيمات البلاستيكية الدقيقة في الجهاز الهضمي.

ومع ذلك، ليس من الواضح ما إذا كان هذا التعرض يمكن أن يسبب أو يساهم في الإصابة بمرض التهاب الأمعاء، أو ما إذا كان الأشخاص المصابون يتراكم لديهم المزيد من اللدائن الدقيقة في البراز نتيجة لمرضهم، كما قال الباحثون.

وقال الباحثون إن هذا "يستحق المزيد من الدراسات". وأضافوا: "نتائجنا تسلط الضوء أيضًا على أن اللدائن الدقيقة البرازية مفيدة في تقييم تعرض الإنسان للبلاستيك الدقيق والمخاطر الصحية المحتملة".