بقلم |
محمد جمال حليم |
الخميس 22 فبراير 2024 - 05:50 ص
المسلم دائما رجاع للخير يحفظ لسانه ويحافظ على عينه وكل جوارحه، كما أنه فى الوقت نفسه يحسن إلى الغير ومن صور الإحسان أن يعفو عمن ظلمه ويعفو عنه ابتغاء الأجر والمثوبة من الله تعالى.
حسن الظن بالله: ومن يتصور أن الله تعالى سيكرمه لأجل أنه يعفو ويصفح لا يخيب الله ظنه، فمن ظلمك وانت قادر على العفو عنه فلا تتأخر ولا تتلكأ وبادر بالعفو عنه ليعفو الله تعالى عنك.
الأحسن طريقك لتحصيل الخير: وليعلم المؤمن أن ما يشعر به المسلم احيانا من ظلم الغير ويجدد مرارة فى صدره نتيجة هذا الظلام فعلاج ذلك يكون بالإحسان، والكلام الطيب، قال تعالى: وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ {فصلت:34}.
وفى هذا يقول الغزالي -رحمه الله- في الإحياء: بل المجاملة -تكلّفًا كانت، أو طبعًا- تكسر سورة العداوة من الجانبين، وتقلّل مرغوبها، وتعوّد القلوب التآلف، والتحاب، وبذلك تستريح القلوب من ألم الحسد، وغمّ التباغض.
العفو يرفع قدر صاحبه: فالعفو إذا خلق كريم يحبه الله تعالى ويحب المتصف به، وهو سبيل لنيل عفو الله، ومغفرته، قال تعالى: وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ {النور:22}.
ولا يحسبن مسلم أنه إذا عفا عن غيره قل وضعه وذهبت مكانته بل إن العفو يزيد صاحبه عزًّا، وكرامة، قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وما زاد الله عبدًا بعفو إلا عزًّا.