إذا كان لديك طفل أو أكثر يعاني من زيادة الوزن، فإن دراسة جديدة تشير إلى أنه قد يعاني أيضًا من أمراض كانت تظهر في السابق على البالغين فقط.

من بين هذه الأمراض التي تشير إليها المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، تصلب الشرايين، والذي يمكن أن يؤدي إلى أزمات قلبية، وسكتات دماغية مبكرة، ومرض السكري من النوع الثاني لدى الأطفال والمراهقين والشباب الذين يعانون من السمنة المفرطة.

وقاس الباحثون بجامعة جورجيا الأمريكية، دهون البطن وتصلب الشرايين لدى أكثر من 600 طفل ومراهق وشباب تتراوح أعمارهم بين 10 و 23 عامًا، ووجدوا مستويات أعلى من الدهون الحشوية وتصلب الشرايين لدى المشاركين الذين يعانون من زيادة الوزن، مما يشير إلى أن دهون البطن من المحتمل أن تسبب مشاكل في القلب والأوعية الدموية عند الأطفال.

وأشار الباحثون إلى أنه على الرغم من محدودية الدراسات حول مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بين الأطفال، فمن المحتمل أن تبدأ التغييرات في نظام القلب والأوعية الدموية في وقت مبكر، وفقًا للدراسة التي نشرت نتائجها في مجلة "بيدياتريك أوبسيتي".

بالإضافة إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب، فإن زيادة الوزن أو السمنة تزيد من خطر الإصابة بالنوع الثاني من السكري. إذ تبين أن 145 من المشاركين في الدراسة يعانون بالفعل من هذا المرض.

معدلات السمنة في مرحلة الطفولة

قال كبير الباحثين، جوزيف كيندلر، الأستاذ المساعد في قسم علوم التغذية بجامعة جورجيا: "نحن جميعًا ندرك جيدًا أن معدلات السمنة في مرحلة الطفولة والمراهقة والبلوغ مذهلة للغاية، وأن مخاطر الإصابة بالأمراض المزمنة ذات الصلة منتشرة للغاية".

وأضاف: "لسوء الحظ، نحن في مرحلة يمكننا فيها رؤية هذه المضاعفات الخطيرة حقًا في وقت مبكر وفي وقت مبكر من العمر. كان أصغر المشاركين في هذه الدراسة يبلغ من العمر 10 سنوات - إنها ظاهرة رائعة، لسوء الحظ".

وأوضح كيندلر، أنه يخشى أن يكون لدى هؤلاء الأطفال خطر متزايد للأمراض مزمنة مثل البالغين، لافتًا إلى أن سمنة الأطفال لا تنتج عن عامل واحد فقط، إذ أنها مزيج من النظام الغذائي غير الصحي، وقلة التمارين الرياضية، ونقص الجينات.

وأضاف: "بعض هذه العوامل هي اتباع نظام غذائي صحي ونشاط بدني، لكن بعض الأشياء التي لا يتم الحديث عنها كثيرًا، مثل ... هل نحن متوترون أو عوامل أخرى، تساهم أيضًا. لذا فهم جميعًا جزء كبير جدًا من القصة. وهذا يجعل الأمر مهمًا للغاية ونحن نمضي قدمًا في التفكير في الفترة الفريدة من التاريخ التي نعيش فيها حيث يظهر كل هذا في المقدمة".

وأشار إلى أن وقف انتشار وباء السمنة لن يكون بالأمر السهل، وأكثر من مجرد استهلاك قطعتين من الفاكهة أو الخضار، "إنها تتطلب حقًا قدرًا كبيرًا من اليقظة الذهنية من الأفراد والعائلات والمجتمعات". وشدد على أن المحصلة النهائية هي أنه يجب أن يكون هناك تغيير ثقافي.

السكر الزائد داخل الجسم

شارون زارابي أخصائية تغذية، ومديرة برامج معهد كاتز لصحة المرأة التابع لمستشفى "نورثويل هيلث" بنيويورك، أوضحت أن جسم الإنسان لا يستطيع تحمل كمية السكر والدهون التي يستهلكها الناس.

وأضافت: "المقلق هو أن السكر الزائد يتم تخزينه في الكبد والعضلات، ويسهم في زيادة الدهون الحشوية (في البطن)، والتي تعد أكثر عمليات التمثيل الغذائي والأضرار بصحتنا".

وتابعت: "نحتاج إلى تعليم أطفالنا كيف تؤثر الأطعمة على نمونا وتطورنا ومزاجنا وتركيزنا وأدائنا. وكما يقول المثل القديم، فأنت ما تأكله. لذا، إذا أكلت غير المرغوب فيه، فسوف تترسب في الخلايا والشرايين والأعضاء، مما يؤدي إلى تعطيل بيولوجيتها الطبيعية".

قال الدكتور ديفيد كاتز، رئيس مبادرة الصحة الحقيقية (منظمة غير ربحية تروج للحياة الصحية كأفضل طريقة للوقاية من الأمراض)، إن "السمنة هي مساهم رئيسي في الأمراض المزمنة الخطيرة وتستحق الاهتمام الجاد. هذه النتيجة المقلقة تشير إلى أن أصول أمراض القلب والأوعية الدموية في المستقبل في السمنة تؤثر على المزيد من أطفالنا".