وأضاف الدكتور عمرو خالد: الجزء الثاني من الجانب الروحي هو حكمة عطائية أي تنسب لابن عطاء الله السكندري، وتقول الحكمة: " ادفن وجودك في أرض الخلوة مع الله ، فما نبت مما لم يتم دفنه لا يتم نتاجه"..أي انك مثل الزرعة يجب أن تثبت جذور روحك في الخلوة مع الله.
فيجب أن تفرغ نفسك لمدة ثلث ساعة لتعيش فيها مع الله وذكره والدعاء لكي يعينك على أمور حياتك، فهذا هو الدواء الذي يحصنك من الضياع والتوهان في الحياة، وهذه الخلوة ليست عزلة ولا انغلاق ولكنها فرصة لتشحن طاقتك الروحية ، ويمكن أن تقوم بهذه الخلوة في سطح منزلك أو سيارتك أو أي مكان تشعر فيه بلذة الخلوة، ولكن يجب استشعار ما تقوله من أذكار وأدعية ، وهي الاستغفار 100 مرة ولا حول ولا قوة إلا بالله 100 مرة والباقيات الصالحات (سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر) 500 مرة.
وقال الداعية الإسلامي: إنني أعمل في مجال الدعوة منذ 27 سنة وربما أمر بلحظات الإحساس بالتعب وأني مش قادر.. فكيف اكملت طريقي،؟، لأن هذه اللحظات لا تطول لأن لدي ورد ذكر يومي مع الله عز وجل، وهذا هو الواجب الثاني في الجانب الروحي.
يجب ألا تترك فرصة إلا وتبني فيها علاقة مع من حولك سواء في دراستك أو عملك ، قد تكون غير مهتم بأرقام التلفونات في هاتفك رغم أنها خطوة كبيرة في بناء العلاقات، اسأل من تقابله عن طبيعة عمله فربما أقمت مشروع معه ، فالناس عواطف وليس ماكينات ومن تحبه تحب أن تعمل معه ، التعارف جزء من بناء العلاقات، عدم الخجل عنصر في بناء العلاقات .
وتساءل الداعية الإسلامي: كيف أوفق بين كون الله أرحم الراحمين وهناك قبض ومنع في حياتي ؟ وأجاب: يجب أن تعلم أن المنع هو عطاء من الله وأن الله عندما يظهر لك أنه يمنع فإنه يعطي أكثر من أي عطاء، فالمنع قد يكون خير من العطاء، وقد تدرك ذلك في الدنيا وقد لا تدركه إلا يوم القيامة .
"ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم" ..آية فيها رحمة وحنان بلا حدود فهي تخاطب العقل والروح ، فيجب أن تسلم أمرك لله حتى لو لم تفهم حكمة المنع وتأمل سيرة النبي صلى الله عليه وسلم الذي ظل يدعو الله بفتح مكة والعودة إليها ولم يتحقق ذلك إلا قبل وفاته بعام، فكان لابد من معاناة 23 عامًا لتنمو شجرة الدعوة الإسلامية وتكبر منذ أكثر من 1400 عام .
وواصل الدكتور عمرو خالد حديثه فقال يجب أن تحدد لنفسك هدفًا تعبديًا كأن تصلي ركعتين قيام ليل فتستيقظ فبل صلاة الفجر بنصف ساعة من أجل هذا الهدف، وبعد صلاة الركعتين تذكر اله وتستغفره لتكون من "المستغفرين بالأسحار"، وفيما تبقى من وقت قبل الفجر تدعو الله عز وجل بما تشاء في هذا الوقت الغالي، ويمكن القيام بهذه الصلاة مرتين فقط في الأسبوع بالبداية حتى تقوى عزيمتك بالتدريج.
واختتم الداعية الإسلامي بقوله: بأن هذا الدرس في إطار "عش محسنًا" فتعبد الله كأنك تراه وتبني مهاراتك في الحياة ، وسيكون مع كل درس واجب عملي ، وواجب هذه الأسبوع هو ذكر الله لمدة 20 دقيقة يوميًا وصلاة ركعتي قيام ليل مرتين أسبوعيًا، وفي ختام الدرس كان الدعاء.
اقرأ أيضا:
وقعت فى أخطاء قبل خطوبتى هل اعترف لخطيبى؟.. عمرو خالد وإيهاب معوض يُجيباناقرأ أيضا:
قصة أغرب جنازة وسر أجندة الدعوات.. يكشفها الدكتور عمرو خالد