تقول امرأة إنها متزوجة، ولها صديق، ترتبط به ارتباطا وثيقًا، وتروي تقريبًا كل تفاصيل حياتها اليومية له، لكن لم يتطور الأمر أبدًا إلى شيء محرم كلمس جسدها أو ما شابه، فضلاً عن أنه يوقظها لصلاة الفجر.. فهل هناك أي شائبة حول هذه العلاقة؟.
للأسف كثرت مثل هذه العلاقات في الآونة الأخيرة في مجتمعاتنا، حتى باتت كالظاهرة التي تضرب المجتمع في صميم دعائمه، لأنه باختصار شديد، لمّ لا تتخذ المرأة زوجها صديقًا، ولمّ لا يتولى هو مسئولية إيقاظها لصلاة الفجر؟، ولمّ لا تكون العلاقة بين الزوج وزوجته كاملة لا ينقصها شيء مهما كان، أوليس الله بجلاله وقدره يدعم ذلك!، قال تعالى: «وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ» (الروم 21)، فهل هناك أكبر وأعظم وأخص من علاقة تتضمنها (السكينة والمودة والرحمة)، بالتأكيد لا.
الصداقة بين الرجل والمرأة
العلماء بينوا أن الصداقة بين الرجل والمرأة مرفوضة في الإسلام، وإن تزاملا في العمل، حتى لا يكون هناك أي سبب لفتح أبواب أخرى شيطانية، فحتى لو لم يصل الأمر لحد العلاقة الحرمة، فربما يتحرك القلب نحوه، وهنا تقع المشكلة التي قد تنتهي بالطلاق، لأنها لن تشعر بالوفاق بينها وبين زوجها أبدًا، لذلك دور الزوج هنا هام جدًا، إذ عليه أن يصادق زوجته، وأن يكون حولها في كل شيء، أينما احتاجت إليه تجده، حتى لا يتدخل آخر ويمنحها ما لا تأخذه من زوجها، فتكون المصيبة والمشكلة الكبيرة، التي باتت تؤرق مجتمعنا للأسف.
والسائلة ربما تحاول أن تجعل من العلاقة كأنه يأخذ بيدها إلى الجنة، وهو يوقظها لصلاة الفجر، والأصح أن يوقظها زوجها، أو تعتمد هي على نفسها وتوقظ زوجها، لأنه ليس لأحد منا أن يصف نفسه بالتقوى والقدرة على مواجهة الشيطان وهو بالأساس واقع في دهاليز إبليس وطرقه الملتوية، فلا ينبغي للمرء أن يصف نفسه بأنه تقي؛ لأن هذا تزكية لنفسه، وقد نهينا عن ذلك في قول الله تعالى: «فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى» (النجم:32).
ظلم النفس
على كل امرأة أن توقن تمامًا أن أي صداقة بينها وبين غير زوجها، هي بداية الوقوع في أمور خطيرة، وعليها أن تتوقف فورًا، وأن تصحب زوجها في طريق صداقتها، وإن كان غير مبالٍ توجهه هي، قال الله تعالى : « فَانكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ » (النساء 25)، فالآية واضحة وضوح الشمس، لا صداقة في الإسلام، وإنما العلاقة تأتي من خلال الزواج، أي باب واحد حدده الله عز وجل لا يجوز المرور من غيره.
وفي ذلك حفظ للمرأة وحقوقها، وليس تقييدًا من حريتها على الإطلاق، قال تعالى : « الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمْ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنْ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ وَمَنْ يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنْ الْخَاسِرِينَ» (5 سورة المائدة).
اقرأ أيضا:
طفلي لا يحفظ الأسرار.. ماذا أفعل؟