الغضب عاطفة.. إنه وسيلة للتعبير عن استيائك، وهو شكل من أشكال المقاومة ووسيلة للبقاء أيضاً، ومع ذلك، عندما يصبح غضبك جارفاً ويأخذ شكل عدواني، فقد يتسبب ذلك في ضرر أكثر مما تتخيل لك ولمن حولك.
ووفقاً لخبراء الصحة النفسية، قد يؤدي عدم القدرة في التحكم بغضبك إلى زيادة معاناتك، مما يجعل كل جانب من جوانب حياتك يبدو وكأنه تحدٍ.
وإذا أردنا علاج هذه المشكلة، فمن المهم أولاً تحديد ما إذا كان لديك أي مشاكل متعلقة بالغضب، اكتشف ما إذا كنت تواجه مشكلة في السيطرة علي غضبك، ومعرفة ما إذا كان يؤثر هذا الغضب على صحتك الجسدية والعقلية، عندها يمكنك البحث عن تدابير مختلفة واستراتيجيات تهدئة ذاتية واللجوء إلى التحكم الغضب.

بعض الناس أكثر غضبًا من غيرهم

يغضب الجميع، ومع ذلك، قد تختلف الشدة من شخص لآخر؛ وعلي سبيل المثال، يغضب بعض الناس بسهولة ويظلون غاضبين ويجدون صعوبة في تهدئة أنفسهم، بينما هناك أناس يكون غضبهم نتيجة عاطفة متراكمة، والبعض يرموا الأشياء ويصرخون ولديهم طريقة صاخبة للتعبير عن عدم رضاهم، ثم هناك أولئك الذين يعزلون أنفسهم، أو يبكون، أو يظلون غاضبين لفترة طويلة من الداخل، أو يمرضون.
مستوى الصبر لدى الأشخاص الذين يعانون من قصور المزاج يكون منخفض للغاية وغالبًا ما ينشأ عن الإحباط، ويمكن أن يكون هناك أسباب كثيرة لذلك، اعتمادًا على ما مررت به في الماضي، وتاريخ عائلتك، وإذا كنت قد تعرضت لتجربة مؤلمة، أو تعاملت مع خسارة شخص عزيز، أو كنت حزينًا، فقد يكون غضبك نتيجة لذلك كله.
وأحيانًا؛ يكون التخلي عن كل شيء هو أفضل طريقة لتحرير نفسك من قيود الإحباط والانزعاج، واعلم أن عدم القدرة على التحكم في غضبك يمكن أن يضر بصحتك الجسدية وكذلك العقلية.

اقرأ أيضا:

وصفة مثالية لتطهير الشرايين وخفض الكوليسترول وتعزيز صحة القلب

كيف يلعب التحكم بالغضب دورًا حاسمًا؟

في كثير من الأحيان، لا يكون التعبير عن غضبك بطريقة عنيفة هو الحل لمشاكلك، ويمكن توصيل مشاعرك بطريقة منضبطة أكثر، حيث يساعدك التحكم بالغضب على القيام بذلك، إنها عملية علاجية تساعدك على فهم غضبك بشكل أفضل.
وإلى جانب مساعدتك في تحديد العلامات المبكرة للغضب غير المتحكم فيه، فإنه يعلمك طرقًا لحل مشاكلك وتهدئة نفسك وتوجيه هذا الغضب إلى شيء مثمر.
من تقنيات الاسترخاء والعلاجات السلوكية إلى التمارين والأدوية إذا لزم الأمر، يتكون التحكم في الغضب من عدة طرق لإدارة غضبك بالطريقة الصحيحة.

متى تطلب المساعدة؟

الغضب والعدوانية وجهان لعملة واحدة، وفي حين أن الغضب هو عاطفة، عندما يأخذ شكل العنف، فإنه يصبح عدوانياً، لذلك، يمكن أن يؤدي إلى علامات وأعراض مختلفة، عاطفية وجسدية، وتشمل الأعراض الجسدية لمشكلات الغضب ما يلي:
- ضغط دم مرتفع
- خفقان القلب
- شد العضلات
- فقدان الوعي
- إحساس بالوخز

وتشمل الأعراض العاطفية لمشكلات الغضب ما يلي:
- إحباط
- تهيج
- قلق
- سلوك متهور
- كثرة الحجج
- الانعزال الذاتي

استراتيجيات فعالة لترويض أعصابك

أولاً، من المهم تحديد مسببات التوتر لديك، اعرف ما الذي يثير غضبك؛ هل يرتبط غضبك بماضيك أم أنه أصبح أكثر تكرارا في الماضي القريب؟ بمجرد القيام بذلك ستجد مساحة للتفكير في كيفية التحكم بغضبك، وإليك بعض استراتيجيات التهدئة الذاتية التي يجب اعتمادها.
- تنفس حتى تشعر بالاسترخاء.
- تحدث إلى نفسك، قل لنفسك أن "تسترخي" و "تهدأ" و "خذ الأمور ببساطة".
- يمكن أن يساعد الجري أو المشي السريع أو أي تمارين رياضية أخرى على تهدئة أعصابك.
- يمكن أن تساعد اليوجا أيضًا على استرخاء عضلاتك وإخراج التوتر.
- بدلاً من الصراخ، عبر عن غضبك في شكل محادثة مثمرة مع شخص قريب من قلبك.
- فكر في حل، ابحث عن طريق إلى الأمام، بدلاً من إعادة النظر في العوامل التي تؤدي إلى مثل هذه الظروف العصيبة.
- امنح نفسك استراحة، استراحة بعبارات بسيطة؛ ابتعد عن البيئة السلبية وأحط نفسك بالطاقة الإيجابية.

أنت لست وحدك

كثير من الناس يتعاملون مع مشاكل الغضب، والبعض لا يدرك ذلك حتى فوات الأوان، ومع ذلك، إذا كنت تعتقد أنك وحدك، فأنت مخطئ، هناك الكثير من المشاهير من حول العالم مثل أليك بالدوين وكريس براون وميل جيبسون والذين يشتهرون بغضبهم الرهيب، حتى أنه حُكم عليهم بالتحكم بغضبهم عدة مرات.
لكن في النهاية، الأمر كله يتعلق بالتغيير الذي تريد أن تحدثه لنفسك، فلا تترك الغضب يأكل روحك ويؤثر علي علاقتك بمن حولك ويؤثر علي شخصيتك نفسها، أهدأ وتعلم أن كل موقف سيمر فلا تدعه يتركك محطم وعدواني وغير محبوب.

اقرأ أيضا:

لتفادي الشعور بالأرق.. هذا الطعام يجب تجنبه قبل النوم

اقرأ أيضا:

عصير "سحري" لمحاربة مرض الكبد الدهني وتليف الكبد