كشفت دراسة حديثة، أن العدوى الاختراقية لدى الأشخاص الذين تم تطعيمهم ضد كوفيد – 19 قد تؤدي إلى "مناعة فائقة" ضد متحورات فيروس كورونا المستجد، بما فيها متحور "أوميكرون" الذي ظهر قبل أسابيع بجنوب إفريقيا.
و"العدوى الاختراقية"، هي حالة يصاب فيها الشخص المتلقي للقاح بنفس المرض الذي يهدف اللقاح إلى الوقاية منه.
قال المؤلف المشارك، الدكتور مارسيل كيرلين، الأستاذ المساعد في الطب بجامعة أوريجون للصحة والعلوم بالولايات المتحدة: "المفتاح هو أن تحصل على اللقاح. يجب أن يكون لديك أساس للحماية".
الاستجابة المناعية للفيروس
وجمع الباحثون عينات دم من 52 شخصًا تم تطعيمهم بالكامل بلقاح "فايزر"، من بينهم 26 - المجموعة الضابطة- لم يكونوا مصابين بالعدوى الاختراقية، بينما كان لدى 26 آخرين حالات إصابة خفيفة بـ كوفيد – 19 بعد الحصول على اللقاح. وشمل ذلك 10 مشاركين مصابين بمتحور دلتا شديد العدوى، وتسعة آخرين مصابين بمتحورات غير دلتا، وسبعة بمتحورات غير معروفة.
خلال الاختبارات المعملية، قام الباحثون بتقييم الاستجابة المناعية للفيروس التاجي الحي في الدم لدى المتطوعين المشاركين في الدراسة، ومن خلال المقارنة بالمجموعة الضابطة، أنتج الدم من المصابين بالعدوى الاختراقية المزيد من الأجسام المضادة، والتي وجدت الدراسة أنها كانت أفضل بكثير في تحييد الفيروس الحي.
أفاد باحثون أن الأجسام المضادة في دم الأشخاص المصابين بالعدوى الاختراقية كانت أكثر فاعلية بنسبة 1000 في المائة من الأجسام المضادة التي تم إنتاجها بعد أسبوعين من الجرعة الثانية من لقاح "فايزر".
الدراسة - التي نُشرت على الإنترنت في 16 ديسمبر في مجلة الجمعية الطبية الأمريكية - هي الأولى من نوعها، وقال الباحثون إنها تشير إلى أن الاستجابة المناعية الناتجة عن عدوى اختراق من المرجح أن تكون فعالة للغاية ضد متحورات فيروس كورونا الحالية والمستقبلية.
اقرأ أيضا:
وصفة مثالية لتطهير الشرايين وخفض الكوليسترول وتعزيز صحة القلبفعالية اللقاح
قال المؤلف الكبير فيكادو تافيسي، الأستاذ المساعد في علم الأحياء الدقيقة والمناعة في جامعة أوريجون للصحة والعلوم: "لا يمكنك الحصول على استجابة مناعية أفضل من هذا".
وأشار في بيان صحفي إلى أن هذه اللقاحات "فعالة جدًا" ضد الأعراض الشديدة للفيروس. وتابع: "تشير دراستنا إلى أن الأفراد الذين تم تطعيمهم ثم تعرضوا لعدوى اختراق لديهم مناعة فائقة".
ويعتقد كيرلين، وهو أيضًا المدير الطبي لـ جامعة أوريجون للصحة والعلوم، أن كل هذا يتحدث عن لعبة نهائية في نهاية المطاف.
واضاف: "هذا لا يعني أننا في نهاية الوباء، لكنه يشير إلى المكان الذي من المحتمل أن يهبط فيه: بمجرد تلقيحك ثم تعرضك للفيروس، من المحتمل أن تكون بصحة جيدة- محمي من المتحورات المستقبلية".
وتابع كيرلين: "تشير دراستنا إلى أن النتيجة على المدى الطويل ستكون تقليصًا مستدقًا لخطورة الوباء في جميع أنحاء العالم".
ولم ينظر الباحثون إلى متحور "أوميكرون" الجديد، والذي تم الإبلاغ عنه لأول مرة في أواخر نوفمبر.
استنادًا إلى نتائج الدراسة، قال تافيس إنهم يتوقعون أن "العدوى الاختراقية" من "أوميكرون" ستولد استجابة مناعية قوية مماثلة بين الأشخاص الذين تم تلقيحهم.