مرحبًا بك يا عزيزتي..
غالبًا ما يسهل استفزاز الأطفال هادئي الطبع، وغالبًا ما يكون هؤلاء الأطفال حساسون في مشاعرهم، يسهل إرضاؤهم كما سهل استفزازهم، وكل ما تحتاجة طفلتك هو "التدريب" على الدفتع عن نفسها بما يليق وطبيعة شخصيتها.
فكل طفل يمتلك مهارة الدفاع عن النفس، وفي حالة طفلتك يا عزيزتي من الواضح أن "البكاء" هو وسيلتها الدفاعية، وهو وسيلة "سلبية"، ولكن هذا هو ما أرشده إليها عقلها، بحسب طبيعة شخصيتها ومرحلتها العمرية، لذا لابد من من أن "تكتسب" طفلتك "مهارة" الدفاع عن النفس، وهو ممكن وليس صعبًا أو مستحيلًا.
زهز ممكن بواسطة "اللعب"، و"الحكي"، وذلك بأن تحكي لها كل يوم حكاية أبطالها مثلًا من الحيوانات والطيور، تهدف كل حكاية تعليمها أن ذاتها وملابسها وألعابها ملك لها، وكيف تحافظ عليها، باختيار الأصدقاء المناسبين لطبيعة شخصيتها، واللعب بعيداً عن الأطفال من يؤذونها، واكتساب مهارة صدهم عنها إن حاولوا الاقتراب لإيذائها، أو الهروب منهم باتجاه الكبار، وهكذا تلك المهارات توظف في حكاية أو "حدوتة" تناسب عقل طفلتك فتتعلمها تدريجيًا.
وتعتبر لعبة العرائس من الألعاب المهمة التي يمكننا استخدامها لتعليم الأطفال في هذه المرحلة ضرورة الدفاع عن النفس وكيفيته، بأن تمسكي عروسة بيدك وعروسة أخري في اليد الثانية، وتجري بينهما حوارًا حول الدفاع عن النفس، وهكذا تتعلم طفلتك كيف تدافع عن نفسها.
فاتركي طفلتك بعد هذا كله تلعب مع أقرانها يا عزيزتي، ولا تقلقي فقلوب الصغار تصفو سريعًا لذلك هي تلعب معهم على الرغم من ضربهم، كما ذكرت، وهم غالبًا يتشاجرون كما يلعبون ببراءة ولا يتعمدون الإيذاء، وحتى في هذه الحالة ستكون طفلتك قد تعلمت كيف تدافع عن نفسها كما ذكرت لك سابقًا، ولو عادت للبكاء فتجاهلي هذا، وراقبيها من بعيد، واتركيها تدافع عن نفسها؛ لأنها لن تدرك أن البكاء لن يحميها، وأنها لابد أن تدافع عن نفسها إلا بالتجربة، فدعيها تجرب، وتتعلم، مع متابعتك، وفي ظل حمايتك من بعيد. ورويدًا رويدًا ستتعلم صغيرتك مهارات الشخصية الإيجابية، وتتجاوز عثرات الطفولة.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.
اقرأ أيضا:
أعاقب أطفالي بمنعهم من الأطعمة التي يحبونها.. هل تصرفي خاطيء؟اقرأ أيضا:
أقاربي لا يحبون "خلفة البنات" وكل أطفالي "بنات".. ماذا أفعل؟