في الآونة الأخيرة، انتشرت الشكاوى بين الناس من السحر، وأن هناك علاقة للجن ببعض الأمور التي تقع لهم، ولو علم الناس لماذا كثر هذا الأمر لاستغربوا من فورهم، لأن أسباب تسلط الجن على بني آدم بسيطة جدًا، وتحتاج منا لوقفة لنعيد ضبط بعض أمور حياتنا.
إذ يقول أهل العلم: إنه لم غفل الناس عن الأوراد الشرعية كثرت فيهم الجن وتلاعبت بهم، ومن ثم فإنه على كل مسلم أن يحرص على قراءة الأوراد القرآنية والنبوية، ومنها قراءة آية الكرسي معتقدًا وموقنًا أن الله يحفظه بها فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم عنها: « إن من قرأها في ليلة لم يزل عليه من الله حافظ ولا يقربه الشيطان حتى يصبح».
أذكار الصباح والمساء
المداومة على قراءة الأذكار صباحًا أو مساءً، تجنب أضرار الجن وتفادي التعرض للسحر، ولو اجتمع الناس على ضرهم، فالسنة أن يشتغل المسلم بالأوراد الشرعية الثابتة عن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، وهي كثيرة جداً، سواء الأذكار المقيدة بوقت أو حال، أو الأذكار المطلقة، فمثال الأذكار المقيدة بوقت: أذكار الصباح والمساء، والأذكار التي تقال بعد الصلاة المفروضة.
وهناك الأذكار المقيدة بحال وهي الذكر الذي يقال لدفع الهم والغم، وهناك أيضًا الأذكار المطلقة التي لا تتقيد بزمن أو حال فكثيرة جداً، كقول، (سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم)، والثابت أن مثل هذه الأذكار خفيفة على اللسان، لكنها عظيمة في الميزان وأمام الرحمن، فعن سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم».
اقرأ أيضا:
الامتحان الأصعب.. 3 أسئلة تحصل علمها في الدنيا لتجيب عنها في القبرالحصانة من الجن
الإسلام وضع حلولاً كثيرة للتحصن من الجن، ومن شياطين الإنس أيضًا، وقد أخبرنا ربنا جل وعلا أن من الجن والإنس شياطين يريدون أن يضلونا وأن يبعدونا عن صراط الله المستقيم، ويريدون أن يسببوا لنا الأذى النفسي والبدني، فهم يوسوسون، وينفثون سمومهم الكفرية بين بني آدم، ويرسلون عليهم أعوانهم ليؤذوهم وليلبسوا عليهم دينهم.
قال تعالى: «وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً» (الأنعام: 112)، ولذلك عملنا كيف نتحصن منهم، بأن فقط نؤمن بالله ونحافظ على أوامره ونواهيه، قال تعالى: «إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلًا» (الإسراء:65).
ومن الأسباب أيضًا الحفاظ على تقديم (بسم الله الرحمن الرحيم) قبل أي عمل، والاستعاذة من الشيطان دائمًا، قال تعالى: «إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ» (آل عمران: 175).