أخبار

كنت أمشي مع البنات وتبت عن هذا .. هل علي شيء تجاههن؟

طبيبة تحذر: لا تحتفظ بهذه الأشياء الخمسة في منزلك

4 أطعمة لا غنى عنها أبدًا لمن يعاني من الإمساك

الطاعنون في الإمام البخاري.. استهداف للمنهج أم استهداف للسنة نفسها؟

هل الزواج قسمة ونصيب؟ (الإفتاء تجيب)

قالوا عن النساء.. ماذا عن الزوجة الأولى والثانية؟

سيدة لـ عمرو خالد: زوجي لا يريد الإنجاب بحجة الاستمتاع بحياتنا.. ما العمل؟

باقة رائعة من الأذكار والأدعية.. احرص عليها يوميا

من نزع الروح إلى تحلله لتراب.. لماذا يبدأ الموت من حيث انتهى خلق الإنسان؟ (الشعراوي يجيب)

"أعظم القصص" أخرجت "أعظم رسالة" إلى البشرية

كيف استطاع صلاح الدين الأيوبي تحقيق النصر في موقعة حطين؟

بقلم | محمد جمال حليم | الخميس 04 يوليو 2024 - 07:49 ص

استطاع القائد البطل المظفر صلاح الدين الأيوبي أن ينهض برسالة الإسلام مدفعا عن حماه مجاهدا في سبيله حيث سار على درب على الدرب نفسه الذي سار عليه عماد الدين زنكي ونور الدين محمود.. وبهذا حقق الله على يديه النصر في وقت عصيب وهو ما يرويه المؤرخ الإسلامي الكبير د. عبد الحليم عويس أستاذ التاريخ والحضارة الإسلامية...

صلاح الدين يوحد الصفوف:
قام صلاح الدين بتوحيد الشرق الإسلامي، واستولى على دمشق بعد وفاة نور الدين، وضمها إلى مصر مع كثير من بلاد الشام، كما فتح أخوه توران شاه بلاد اليمن، وبعد ذلك نجح صلاح الدين في ضم حلب والجزيرة والموصل وبذلك ضم صلاح الدين الأقطار الإسلامية في نظام اتحاد يمكنه من إعلان الجهاد ضد الصليبيين، بعد أن يكون قد أمّن الخطوط الخلفية لنشاطه العسكري، وضمن موارد عسكرية وبشرية وتموينية كافية لقتال الأعداء.
ولم يلبث صلاح الدين أن هاجم المناطق والمدن التي كان الصليبيون قد احتلوها، وأسسوا فيها إمارات؛ مضى على قيامها نحو قرن من الزمان فانتصر في موقعة "مرج عيون" في لبنان سنة 575هـ، واستولى في السنة نفسها على حصن الأحزان وأسر مَنْ فيه، وحطم مغامرة "ريجنالد" في الاستيلاء على الحجاز.

موقعة حطين:
وفي سنة 583هـ زحف صلاح الدين على رأس جيش إسلامي كبير سار به من دمشق واستولى على حصن الكرك وطبرية، وهناك قريباً من طبرية دارت رحى معركة (حطين) الخالدة (583هـ ) بين جيش المسلمين الموحد، وبين الجيوش الصليبية بقيادة ملك القدس وأمراء صور وعكا والناصرة والكرك .. وكانت معركة حاسمة انتصر فيها السلطان صلاح الدين وأنزل بالفرنج هزيمة ساحقة، وأسر ملك القدس "لوزينان" والمغامر ريجنالد حاكم الكرك، ومعظم قواد الجيش و(14) ألف جندي وقتل منهم (9) آلاف، وزحف صلاح الدين بطل الوحدة الإسلامية المنتصر فاستولى بسهولة – على عكا وصيدا ويافا وبيروت ونابلس والرملة ودخل القدس ظافراً في رجب 583هـ.
لقد اجتمع الصليبيون في حطين ـ على اختلاف أهوائهم ـ تجمعاً لم يشهد مثله، فتجمع فرسان الدواية والاسبتارية، و(أرناط) صاحب الكرك، وخصم (صلاح الدين) العنيد، وملك بيت المقدس (جاي)، وبطريرك بيت المقدس (هرقل)، وأسقف عكا، وقد حملوا معهم في هذه المعركة أعز رموزهم الدينية لديهم، وهو صليب الصلبوت؛ الذي يعتقدون أنه بقايا الخشبة التي صلب عليها المسيح عليه السلام.
وقد تجمع الصليبيون في (حطين)؛ وهي موقع قليل الماء، يمثل مأساة للمنهزم؛ لأن الموقع المكشوف لا ملجأ فيه إلا للسيف، أو القوة، وقد فرح صلاح الدين والمسلمون بتحريك النصارى لهذا الموقع، وتفاءلوا بذلك كثيراً، فأعد المسلمون أسلحتهم، وملئوا كنانهم بالنبل؛ التي وفرت للجيش بكثرة، فكانت أحمالاً مفرقة في المواضع المختلفة ليتزود منها المقاتلون، كما قام المسلمون بردم المياه الموجودة في المناطق المتوقع نزول الأعداء فيها.

وبدأت المعركة:
وقد بدأت أولى المعارك بينهم وبين المسلمين في صبيحة يوم 24ربيع الآخر سنة (593هـ)، واستمر القتال طوال النهار، وتوقف في المساء، فلما أصبح الفريقان في يوم السبت الخامس والعشرين منه؛ كان الماء قد قل لدى الصليبيين وأصابهم العطش، وقد حاولوا الوصول إلى الماء ولكن المسلمين كانوا لهم بالمرصاد فردوهم، وأسروا منهم، وتجمع بقيتهم في جبل حطين؛ ليحتموا به، وهرب بعض قوادهم، فعمل المسلمون على إشعال النار في الحشائش المحيطة بمعسكرهم، وكانت أرضاً مليئة بالحلفاء، فارتفعت عليهم ألسنة النيران من كل جانب، واجتمع عليهم حر النيران وحر الهاجرة والعطش، وقلة المياه.
وقد حاولوا تجميع أنفسهم حول ملكهم أكثر من مرة، ونصبوا لذلك خيمة، واستماتوا في الدفاع عنه وعنها، ولكن المسلمين صدقوا العزم فلم يتركوهم؛ حتى أزالوا خيمتهم، وأسروا ملكهم، وقد استولى المسلمون على صليبهم المزعوم صليب (الصلبوت) ففت ذلك في عضدهم، وكثر الأسر فيهم.

النصر يتحقق:
وقد ورد أن الجندي المسلم كان يسير وقد قرن معه ما يقارب من ثلاثين أسيراً دفعة واحدة، وكان ضمن الأسرى (أرناط) صاحب الكرك وخائن العهود والمواثيق، وملك بيت المقدس (غي لوزنجان) وأخوه، وعدد من أمراء المدن والبارونات، ثم أحضر الأسرى بين يدي (صلاح الدين)، وفي مقدمتهم ملك بيت المقدس (غي)، وأجلس إلى جانب صلاح الدين، كما أحضر (أرناط) صاحب الكرك ؛ الذي غدر بالمسلمين العزل في وقت هدنة، وحاول صلاح الدين أن يذهب الروع عن ملك بيت المقدس، فطلب ماءً مثلجاً ممزوجاً بماء الورد، وأمر بإسقاء الملك (غي لوزنجان)، وكان قد أخذه العطش، فشرب من الماء حتى إذا ارتوى، ثم قدمه (غي) إلى (أرناط) دون إذن من (صلاح الدين)، فقال له : لم آذن لك في سقيه، وليس هذا أماناً منا له، وأخذ (صلاح الدين) يؤنب (أرناط)  على ما فعله بالمسلمين من غدر، وعلى إهانته للرسول وقوله : "قولوا لمحمدكم يخلصكم"، فقام (صلاح الدين)، وقال له ها أنذا أنتصر لمحمد، فعرض عليه الإسلام فأبى، فضربه بنفسه بالسيف فقتله ... فلما رأى ملك بيت المقدس مقتل (أرناط) ظن أنه سيقتل من بعده، فخاف وارتاع فأحضره (صلاح الدين) وطيب خاطره، وقال له: لم تجر عادة الملوك أن يقتلوا الملوك، وأما هذا فتجاوز حده فجرى عليه ما جرى .
وهكذا كانت موقعة (حطين) نصراً مؤزراً، وموقعة فاصلة لتاريخ المسلمين، وصفحة ناصعة البيان لصلاح الدين .

الكلمات المفتاحية

صلاح الدين موقعة حطين د.عبد الحليم عويس الصليبيين

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled استطاع صلاح لدين الأيوبي أن ينهض برسالة الإسلام مدفعا عن حماه مجاهدا في سبيله حيث سار على درب على الدرب نفسه الذي سار عليه عماد الدين زنكي ونور الدين