يعتقد الكثير من الناس أن كثرة تناول اللبن أو الحليب مفيدة للعظام، وخاصة للأطفال، إلا أن دراسات تشكك في دور الحليب في حماية العظام. وبعضها يذهب إلى أبعد من ذلك.
هناك تضارب في آراء الباحثين حول الحليب نفسه، وفوائده، وكثرة تناوله، لكن لا داعي للخوف من تناول مشتقات الحليب كالزبادي والجبنة.
تقول الداراسة المنشورة على موقع " "تي أونلاين" الإلكتروني الألماني، إن الكالسيوم مكون هام من مكونات العظام. ويتم امتصاصه في الأمعاء الدقيقة، بمساعدة فيتامين د. ثم ينقل إلى العظام ليقويها. فالكالسيوم مادة لا غنى عنها لبناء العظام.
بالتالي فمن أجل الوقاية من هشاشة العظام، يحتاج المرء إلى تغذية غنية بالمعادن، والفيتامينات والكالسيوم. إضافة إلى الحركة الكافية والتدريبات التي تقوي العظام. وعند الحديث عن الكالسيوم يتبادر إلى الذهن الحليب ومشتقاته. وهذا صحيح، وأيضا الخضروات ذات اللون الأخضر غنية بالكالسيوم.
ما هي الكمية التي يحتاجها الجسم من الكالسيوم؟
يقول التقرير إن كل الكالسيوم الموجود في جسمنا هو في الأسنان والعظام. وأكثر ما يحتاج الجسم هذه المادة في فترة النمو، حتى ينمو الهيكل العظمي بشكل متوازن وصحي. فما لا نستطيع تحصيله من كثافة للعظام خلال العشرين سنة الأولى من عمرنا، لا يمكن أن نحسنه في فترة لاحقة. ولكن للحفاظ على التغذية السليمة للعظام ولتجنب هشاشة العظام، نحتاج للكالسيوم حتى مع تقدمنا في العمر.
وبالنسبة للكمية التي يحتاجها الإنسان تختلف بحسب الفئة العمرية، كما تنصح بذلك الجمعية الألمانية للتغذية. اليافعون بين 13 و18 عاما يحتاجون لـ1200 ميليجرام يوميا من الكالسيوم.
أما الأطفال بين 10 و12 سنة فيحتاجون إلى 1100 ميليجرام. وتكون الكمية 1000 ميليغرام عند البالغين.
اقرأ أيضا:
وصفة مثالية لتطهير الشرايين وخفض الكوليسترول وتعزيز صحة القلبكيف تضعف العظام؟
يقول التقرير، إنه عندما تنقص كمية الكالسيوم في الدم، يقوم الجسم بسحب الكالسيوم من العظام لتغطية حاجته. وهكذا يبدأ هيكل العظم بالهشاشة. لذلك نحتاج دائما لتغذية غنية بالكالسيوم، موجودة مثلا في مشتقات الحليب، وخصوصا الأجبان، وكذلك الخضروات الخضراء. وهي لا تزود الجسم بالكالسيوم فقط وإنما بمواد هامة أخرى.
ومن الأمثلة على النباتات الغنية بالكالسيوم: القرنبيط، السبانخ، البروكولي، الشمر، الحمص، البندق، اللوز، بذور الشيا، الخشخاش، حبوب الكتان، والسمسم.
هل شرب الكثير من الحليب ضار للعظام؟
هناك العديد من الدراسات التي تشير إلى أن الإفراط في شرب الحليب قد يؤدي إلى هشاشة العظام عند البالغين. كدراسة أعدها باحثون من جامعة أوبسالا السويدية ونشروا نتائجها في عام 2014. وهناك دراسة أمريكية تذهب إلى نتيجة مشابهة.
ولكن أي مادة في الحليب هي المسؤولة عن احتمال التسبب بهشاشة العظام؟
يخمن الباحثون أنهما مادة اللاكتوز (سكر الحليب) ومادة الغلاكتوز (يسمى بسكر العقل). فهما يعززان الأمراض المزمنة.
وهناك دراسات غيرها تشير إلى أنه لا علاقة للحليب بهشاشة العظام إطلاقا.
ولكن لا داعي للخوف من تناول مشتقات الحليب كالزبادي والجبنة، فهنا يجمع العلماء على أنها مفيدة تماما وليس لها أضرار.
اقرأ أيضا:
لتفادي الشعور بالأرق.. هذا الطعام يجب تجنبه قبل النوم