مما يغفل عنه كثير من المسلمين التفقه في الدين، إذ ترى كثيرًا منهم لا يعلمون عن دينهم سوى ما ظهر منه، أي القليل جدًا، فالواجب على المسلم أن يتعلم ويتفقه في الدين، وهكذا المسلمة، حتى يتعلم كيف يعبد ربه، وكيف يؤدي ما أوجب الله عليه، وكيف يتجنب ما حرم الله عليه.
يقول الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم: «من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين»، فكيف بنا ننسى أن هذا الطريق يوصلنا لأفضل طريق وهو الخير الذي يريده الله بنا، فضلا عن أن أخير الناس لاشك هم الفقهاء في الدين، تأكيدًا لقول النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم: «خيركم من تعلم القرآن وعلمه».
الطريق إلى العلم
أما كيف يكون الطريق إلى العلم، يكون عن طريق تعلم القرآن والسنة، وأيضًا عبر سؤال أهل العلم، قال تعالى: «فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ» (الأنبياء:7)، فالذي عنده قدرة وعنده علم، يأخذ من كتاب الله ومن سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، والذي ليس عنده قدرة ولا علم يسأل أهل العلم، ولا يجوز السكوت على الجهل والإعراض والغفلة، بل يجب أن يتعلم ويتفقه في الدين ويتبصر بحقائق الدين ومعرفة الله عز وجل وكيفية عبادته، حتى يؤدي الواجب الذي عليه (كيف يصلي؟ وكيف يصوم؟ وكيف يبيع؟ وكيف يشتري؟).
وهكذا يعرف المسلم المحرمات التي حرمها الله حتى يحذرها، ومعلوم أن هناك أشياء معروفة من الدين بالضرورة، ومن ذلك، أن الله أوجب عليه الصلاة، والزكاة، وصيام رمضان، وأوجب الحج مع الاستطاعة، وهذه أمور معروفة، لكن يجب أن يتفقه فيها، وأن يعلم عنها الكثير من التفاصيل.
معنى الشرك
على المسلم أيضًا أن يتفقه في معنى الشرك، للابتعاد عنه، وعدم الوقوع في أمر يحسب عليه أن شرك بالله وليعاذ بالله، فمن المعروف أن الزنا وشرب المسكر والسرقة من المحرمات، والشرك معلوم أنه من أعظم الذنوب، ولكن على المسلم أن يتعلم ما هو الشرك؟ وما هي تفاصيله؟ كذلك يحذر الزنا وأسبابه، ويحذر المسكرات واجتناب أهلها، ويحذر الربا وأنواعه، ويحذر الغيبة والنميمة، حتى يدع ما حرم الله على بصيرة منه وعلم، لأنه مأمور بأداء الفرائض وترك المحارم.
قال تعالى: « وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا [النساء:36] فالعبادة لله: توحيده، وطاعة أوامره وترك نواهيه، وهكذا قوله تعالى: وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ» (البينة:5).
اقرأ أيضا:
الامتحان الأصعب.. 3 أسئلة تحصل علمها في الدنيا لتجيب عنها في القبر