أخبار

الأطباء يدقون ناقوس الخطر للشباب.. 4 علامات تشير إلى الإصابة بسرطان الأمعاء

النوم في هذه الأوقات يزيد من خطر الإصابة بأزمة قلبية أو سكتة دماغية

قبل ظهور السامري الأول.. لماذا عبد قوم موسى العجل؟

أصحاب الذنوب يخافون من الموعظة ثم يعودون للمعاصي.. ما الحل؟

8فضائل للنهي عن المنكر .. سفينة المجتمع للنجاة ودليل خيرية الأمة الإسلامية ..تكفير للذنوب ومفتاح عداد الحسنات

أنسب وأفضل اختيار.. هكذا تراه بنور البصيرة

النبي يطالب بإسقاط الديون عن أصحابه ويصلح بينهم.. حكايات عجيبة

ضيافة تفوق الخيال.. النبي في بيت أبي أيوب الأنصاري

هل توجد سورة في القرآن لتقوية الذاكرة وعلاج النسيان؟ (الإفتاء تجيب)

استعمال ورق السدر في علاج السحر.. كيف يكون؟

المماليك.. من هم ومن أين أتوا وكيف انتهت دولتهم؟

بقلم | محمد جمال | الاربعاء 08 ديسمبر 2021 - 05:59 م
بأسلوبه الرائع يبين د عبد الحليم عويس أستاذ التاريخ والحضارة الإسلامية تاريخ دولة المماليك تلك الدولة التى كان لها نصيب وافر في خدمة المسلمين وصد هجمات الاعداء عليها..
يوضح د عويس في مقدمة بحثه عن معركة عين جالوت أنه لم تكد جحافل الصليبيين تنحسر عن الشرق الإسلامي حتى نكب العالم الإسلامي بمحنة أخرى أشد وأقسى .. إنها محنة الغزو الكاسح المدمر الذي شنه التتار القادمون من بلاد منغوليا شمال شرق آسيا.
ويضيف أنه في سنة (616هـ) استولى المغول على مدينة بخارى ، وفي العام التالي استولوا على سمرقند ، وأخضعوا سائر بلاد ما وراء النهر التي كانت تشكل قسماً من الدولة الخوارزمية ، ولم يقف الأمر عند هذا الحد ، فقد توغلت قوات المغول في بلاد خراسان واستطاعت أن تسيطر على كل مَنْ بلخ ومرو ونيسابور.
 
ويلمح أستاذ التاريخ والحضارة الإسلامية أن العالم الإسلامي في ذلك الوقت – بعد موجة صلاح الدين التوحيدية – كان قد انقسم على نفسه ، وعاد سيرته الأولى حتى داخل البيت الأيوبي ، فسادته صور مريرة من الصراع والإقطاعات المتنافسة التي كانت تسمى (الإمارات) وغابت روح الإسلام الموحدة ، وحلت نعرات عنصرية وعشائرية مكانها.
ويلمح د.عويس إلى أنه وبالمنهج نفسه الذي حاول به بعضهم مقاومة الخطر الصليبي – في المرحلة الأولى – ولم ينجحوا ... إنه منهج الأحلاف الصغيرة الوقتية في مواجهة القوى الكبيرة الشرسة ، بهذا المنهج جرت بعض المحاولات لمقاومة الخطر التتري، فقد سجل التاريخ لبدر الدين لؤلؤ صاحب الموصل أنه وقف إلى جانب مظفر الدين ، صاحب إربل ، وقفة مشرفة ، وتضامن معه في مواجهة الخطر المغولي، كما سجل التاريخ – كذلك – أن صاحب حلب قرر الاتفاق مع الخوارزمية وصاحب ماردين ، على أن تعطى رأس العين لصاحب ماردين ، وتعطي نصيبين للخوارزمية ، ويتحد الجميع في مواجهة المغول ، ولكن المحاولة فشلت بهزيمة الخوارزمية أمام التتار وتركهم نصيبين.
ويذكر أن سائر هذه المحاولات قد فشلت ذريعاً لأنها مجرد أحلاف سريعة غير منسجمة ولا راسخة ، وفي ظل هذا استطاع المغول – بعد أن قضوا على ما وراء النهر وخراسان وأذربيجان وطبرستان والري وهمذان – أن يقضوا على دولة السلاجقة في آسيا الصغرى وأرمينية ، ولم يلبثوا إلا قليلاً حتى زحفوا على عاصمة الخلافة العباسية بغداد ، وأسقطوها بعد مقاومة لا تذكر ، وأنهوا خلافة العباسيين في العراق سنة 656هـ ، وسفكوا الدماء بطريقة وحشية لم تحدث في تاريخ الحروب من قبل ، وزحفوا من بغداد إلى الشام التي كانت تحت سيطرة الزعيم الأيوبي الضعيف الملك الناصر، فاستولوا على حلب وحماة ودمشق بسهولة ويسر. وبحكم المسيرة الطبيعية كان لابد أن يسير التتار من الشام متوجهين نحو مصر ليذيقوها الدمار الذي أذاقوه لبقية بلاد المسلمين .
ونعود إلى التتار وبداية هجومهم على مصر مع بداية هذا العصر المملوكي ..
في ذلك الوقت كانت دولة الأيوبيين قد سقطت وسلمت الراية للمماليك ...
والمماليك كانوا دائماً أهل طعان ونزال ... كانوا أشقاء للسيف، والرمح هو هويتهم للحياة والبقاء ... وعلى امتداد تاريخهم كان السيف مقروناً بهم ، وكانوا عضد الدولة الإسلامية في كثير من المواقف، وكانوا حماتها من أعدائها .
وفي مقابل ذلك عاشوا ... وتحملتهم شعوب مصر والشام ، وسمحت لهم بالسيطرة عليها... وهم بدورهم كانوا جيشها وأسطولها وحماتها أمام كل غزو خارجي ، وكانوا يخضعون لتقاليد البلاد ، ولا يعرفون لهم ولاء إلا للدين الذي عاشوا به وربوا على تعاليمه ، وإلا للسلطان الذي يحكم ...
ثم ـ مع تطورهم الداخلي ـ أصبح ولاؤهم للسلطان الذي يحكمهم منهم ...
ولقد شكلوا مجتمعاً ذا هوية خاصة، له أسلوبه الخاص في الحياة ، ولـه تربيته الخاصة، ولـه فكره الخاص .. لقد كان مجتمعهم أشبه ما يكون بالمجتمع العسكري ، أو المجتمع البحري الذي يعيش للبحر أو الجندية ، فالنجدية عقله وهي عاطفته ... ولا ولاء عنده لسواها.

موت الصالح أيوب:
وعندما مات فجأة آخر سلاطين الأيوبيين الملك (الصالح أيوب) ... تكتمت زوجه شجرة الدر الخبر ؛ لأن بلاد مصر كانت في حرب مع (لويس التاسع)؛ الذي هزم وأبيد جيشه في دمياط والمنصورة ، ثم استدعت الزوجة الملكة ابن زوجها "توران شاه" لينقذ البلاد ، فلما جاء توران وأنقذ البلاد من الصليبيين ، وحاول أن يستأثر بالسلطة دبرت المرأة قتله ... ثم أقامت نفسها بمساعدة المماليك ملكة على مصر ، وقد اختار المماليك كبيرهم (عز الدين أيبك) ليقوم بمساعدة "المملوكة" التي صارت "ملكة" (شجرة الدر) في إدارة شئون مصر ، وتطور الأمر فتزوجت شجرة الدر من مساعدها (عز الدين) ، وتنازلت له عن السلطة.
المماليك ... حكام مصر والشام :
ويضيف تم تنازل آخر من ينتسبون إلى دولة الأيوبيين بنسب إلى كبير المماليك ، ومع أن شجرة الدر تعتبر البداية التاريخية لدولة المماليك؛ لكن البداية الأكثر عمقاً وأحقية؛ هي التي مثلها هذا التنازل ، ثم استأثر (عز الدين أيبك) بالسلطة سبع سنوات؛ أحست فيه المملوكة القاتلة بأنها سلبت كل سلطة ، فقامت بقتل زوجها الجديد ، مثلما قتلت من قبل ابن زوجها القديم.
لكن المماليك سرعان ما قتلوها ثأراً وانتقاماً ... واستقر الأمر لدولة المماليك في مصر والشام.
والمماليك قسمان : (برجية) نسبة إلى أبراج القلعة ؛ التي كانوا يسكنون فيها بالقاهرة ... و(بحرية) نسبة إلى جزيرة الروضة المطلة على النيل ؛ التي كانوا يسكنون فيها كذلك، ومن أشهر المماليك الأول (برقوق) ... وآخرهم (قانصوه الغوري)؛ الذي سقط تحت سنابك خيل السلطان سليم سنة (1517م) ...
ومن أشهر المماليك (عز الدين أيبك ، وبيبرس ، والمنصور قلاوون) ... وقد انتهى هؤلاء قبل المماليك البرجية بحوالي قرنين، وكان المماليك البرجية ـ أبطال عين جالوت ـ يمثلون امتدادهم التاريخي.
لقد لعب المماليك البرجية بخاصة في تاريخنا دوراً لم تقم به إلا دول قليلة في التاريخ ... لقد صدوا غارتين حضاريتين من أكبر وأشهر الغارات التي عرفها تاريخنا ، وتاريخ الإنسانية.
كانت الأولى يمثلها زحف هولاكو ؛ الذي ينتمون إليه جنسياً ، لقد صدوه بعقيدتهم الإسلامية، التي لم يعد لهم ولاء إلا لها (الحمد لله أن نظرية القومية العنصرية لم تكن ظهرت بعد) ، وقد وقفوا أروع وقفاتهم في صده في (عين جالوت) الشهيرة رافعين راية واإسلاماه !!
ثم كانت الثانية في معاركهم الدائمة ضد الصليبيين ؛ الذين كانت لهم بقايا بعد صلاح الدين، فعلى يد السلطانين (المنصور قلاوون) ؛ الذي تسلم الحكم سنة (678هـ) والسلطان (الأشرف خليل) ـ الذي تولى الحكم سنة (689هـ) ... على يد هذين السلطانيين ـ فضلاً عن جهود بيبرس، تهاوت قلاع الصليبيين الباقية؛ والتي كانوا قد تقدموا في بعضها بعد (صلاح الدين) كحصن المرقب وعكا ، وغيرها ، وطويت على يد المماليك آخر صفحات الغزو الصليبي؛ الذي استمر قرنين من الزمان، وكان ذلك سنة(960هـ).

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled بأسلوبه الرائع يبين د عبد الحليم عويس أستاذ التاريخ والحضارة الإسلامية تاريخ دولة المماليك تلك الدولة التى كان لها نصيب وافر في خدمة المسلمين وصد هجما