لو ابتليت بهذا الفهم الخاطئ.. جدد العبودية لله وابدأ من جديد
بقلم |
محمد جمال حليم |
السبت 16 مارس 2024 - 09:59 ص
ليس في الإسلام أن تعبد الله تعالى في ظرف دون آخر أو تعبده في وقت معين حيث تتيسر لك سبل الطاعة ثم تترك العبادة إن هي ثقلت عليك.. لكن المسلم الحق هو الذي بايع الله تعالى على العبودية في كل أحواله وأوقاته في المنشط والمكره نعم قد تختلف شكل العبادة وقوتها وضعفها وهيئتها لكن لا تتخلف بحال. فما معنى أن تكون مؤمنًا حتى تفقد أحد أحبابك أو تمرض أو تبتلى بعيب خلقي أو أهل لا يطاقوا.. فتترك العبادة؟! وما معنى أن تكون مؤمنًا حتى تمر من أمامك امرأة فاتنة .. وما معنى أن تكون مؤمنًا ويؤذن الفجر وأنت تحت الغطاء في ليلة قارسة البرودة.. ولا تقوم للصلاة؟! ما معنى أن تكون مؤمنًا حتى يتاح لك الغش بسهولة.. وتحصل المال بغير حقه ومن غير وجهه؟! هل تعبد الله حينما تجد من يعينك على العبادة فقط أما إن اختليت بنفسك أغلقت عليك الباب مع الانترنت بمفردك.. تعصيه؟ هل أنتِ مؤمنة حتى يأتي الحجاب وقت الحر.. في حين تتحدثين عن الفضيلة نظريًا؟ صفات المؤمن الحق: ومما هو معلوم أن عبادة الله تعالى دائمة ولا تتوقف لكن تختلف صورها وأنواعها فقط باختلاف الأحوال ولا يصح ان يعبد الله تعال في حين تتيسر العبادة فإن أمرك الله بشيء لا تريده ترفض وتعصي فهذه أم موسى كانت مثالا للمرأة الصالحة فحين أمرها الله بإلقاء ولدها في اليم.. لم تتردد.. وهذا إبراهيم عليه السلام حين أومر بذبح ابنه.. لم يتردد، وهذا إسماعيل مؤمن حتى يسن أبوه السكين لذبحه ، وهذا يوسف عليه السلام مؤمن حتى تراوده من هو في بيتها عن نفسه وتغلق الأبواب لم يستجب وقال إني أخاف الله. انظر إلى نوح عليه السلام حين يؤمر بصنع سفينة وسط الصحراء ويغرق ابنه في الطوفان .. وأيوب مؤمن حتى يبتلى بمرضه .. ومريم مؤمنة حتى تخرج للناس وهي حامل دون أن يمسسها بشر .. ويونس مؤمن حتى تقع القرعة عليه ثلاثا لإلقائه في البحر .. بل انظر إلى خير الخلق محمد ﷺ حتى يموت ابنه وعمه وزوجته ويؤذى من قومه ويؤمر بالهجرة وترك كل شيء وراءه.. كيف أجدد العبودية لله؟ من هنا.. يستلزم الصدق مع الله وتجديد العلاقة بالله وتفهم معنى العبادة وتعامل الله فقط فلا تُسر بمدح احد فذلك جميل ستر الله عليك، ولا تفتخر بإيمانك إن لم يختبر بعد.. كما ينبغي ان يعلم العبد انه يعبد الله بالطريقة والوقت الذي أراده الله تعالى « أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون (2) ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين ».. ساعتها ستدرك يوما أنك كنت تقلق أكثر مما ينبغي وأن الله دبر لك كلّ شيء بأحسن مما كُنت تتمنى وتريد، ويبتليك الله لـ يختبرك فـتصبر فـيكرمك ثم تحمد فيزيدك ثم تستغفر فـيغفر لك ذنبك ويعلي بين الناس شأنك و يرضى عليك فـ يزداد جمال روحك سلاماً على قلوب قرأت ﴿ وَتِلكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بين النَّاسِ ﴾ فأيقنت أنها أيام وليست شهورا ولا أعوام وترحل معها الآلام.. وما أحوجنا لأن نتدبر معنى قوله تعالى: "واعبد ربك حتى يأتيك اليقين"، وقوله : "أفرأيت من اتخذ إلهه هواه".