أخبار

ما حكم الطلاق المعلق حال الغضب؟

تحذير من أمراض خطيرة قد تنتقل إليك من "الدش"

"بلح البحر" يلهم العلماء لابتكار علاج للسكتات الدماغية

هذه الطريقة تجعلك تخسر كل من تتعامل معه.. ابتعد عنها

المكتوب على الجبين لازم تشوفه العين والقدر مكتوب فلماذا نلح فى الدعاء؟.. عمرو خالد يجيب

الفرق بين الكرم والسفه.. بطون المحتاجين أولى

لو عايز تبقى مع النبي في الجنة.. داوم على هذه الأمور تكون رفيقًا له

الكذب من أسوأ الخصال.. وهذا هو الدليل

هل يجوز رد الدعاء على من دعا عليّ بالشر؟.. أو الدعاء على أبناء من ظلمني؟

أنجب 100 ولد.. جَدّ وأبناء أحفاده رأوا النبي في حياتهم

عادات تدمر علاقتك بأصدقائك.. لا توغر صدرك بالخوض في سيرتهم

بقلم | أنس محمد | الاثنين 08 يوليو 2024 - 07:34 ص

من أكثر السلبيات التي انتشرت في المجتمع، الخوض في سير الأصدقاء، لأتفه الأسباب، والشحناء، وزرع الأحقاد في القلوب، ما تقطعت معه أواصر المحبة، وفر الناس من بعضهم بعضا كما يفر الصحيح من المجزوم، فتجهمت معه الوجوه، وحمل الناس في قلوب بعضهم على بعض، في الوقت الذي حرص الإسلام على سلامة الصدر وجعلها نعمة من النعم التي توهب لأهل الجنة حينما يدخلونها.

قال الله تعالى: وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ"سورة الحجر:47.

فمن أنعم ما أنعم الله به على أهل الجنة، أنه لا اختلاف بينهم، ولا تباغض، ولا شحناء، وطهارة قلوب أهل الجنة من الغل والحقد، فهذه راحة ونعمة؛ ولذلك أكدت عليها الشريعة، حتى يعيش الناس في بحبوحة من أمرهم، وفي سلامة وعافية، فإن سلامة صدر المسلم لأخيه من أعظم الأسباب لتحقيق ذلك.

صديقي الذي لا يحررني؟

أذهب إليه لكي أبره وأتودد إليه، وأتحدث معه وقد جاءت الظروف عليه، لكي أخفف من وطأة الحياة عليه، ولكي أطمئن على صحته، ونتذكر ما بيننا من خير ومعروف، إلا أنه لا يستمر معي في الخير أكثر من دقيقتين، وبعدها يذهب لسب هذا ولعن ذاك، فيشكو من أصل صديقنا الذي لم يسأل عنه، ومن غدر صاحبنا الذي تجاهله، ومن تمرد صاحبنا الذي أغناه الله بعد فقره، وللأسف كلما أردت ان أنصح فيه من أن الخير الذي بيننا والذكريات الجميلة لا تستدعي أن نذكر أصحابنا إلا بكل خير فكل له ظروفه، ويعلم الله ما يمرون به، لكن لا يجدي نصحا معه.

وهذه  مسألة صعبة في أن يتخلى الإنسان عما يوغر صدره من كراهية الغير، ويوغر به صدر غيره، ولا شك، فإن الإنسان قد يحسن مكابدة الليل، وقيام ساعاته، ولكنه قد لا يستطيع أن يزيل من قلبه كل شيء فيه على إخوانه.

اقرأ أيضا:

الفرق بين الكرم والسفه.. بطون المحتاجين أولى

لا تحدثوني عن أصحابي شيئا

كان بعض المنافقين يريدون ان يحدثوا بعض الوقيعة بين النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، خاصة بعدما انتشر بعض المنافقين بين أصحاب النبي، صلى الله عليه سولم، فلما أراد المنافقون أن يوغروا صدر النبي من أصحابه باتهامهم لغيرهم بالنفاق، أوقفهم النبي صلى الله عليه وسلم بكلمة توزن بميزان الذهب لكي يقطع عليهم الطريق في إحداث الوقيعة بين وبين أصحابه فقال لهم: " لا تحدثوني عن أصحابي شيئا".

فعن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يُبَلِّغُنِي أحدٌ من أصحابي عن أحدٍ شيئًا، فإنِّي أحبُّ أن أخرج إليكم وأنا سَلِيم الصَّدر)) .

هذا الحديث يكشف عن مدى اهتمام النبي صلى الله عليه وسلم بسَلَامة صدره، فهو ينهى ويحذِّر من أن يُنْقَل إليه ما يُوغِر صَدْره، ويغيِّر قلبه تجاه أصحابه الكرام، رضوان الله عليهم أجمعين.

وعن محمَّد بن كعب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ أوَّل من يدخل من هذا الباب، رجل من أهل الجنَّة، فدخل عبد الله بن سَلاَمِ، فقام إليه ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبروه بذلك، وقالوا: أخْبِرْنا بأوثق عملٍ في نفسك ترجو به. فقال: إنِّي لضعيف، وإنَّ أوثق ما أرجو به الله سَلَامة الصَّدر، وترك ما لا يعنيني)) .

وهنا يذكر عبد الله بن سَلَام رضي الله عنه أنَّه لم يكن له كثير عمل استحق علية شهادة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنَّة، إلَّا أنَّ أرجى عمل وأوثقه لديه هو: أنَّه كان سليم الصَّدر مشتغل عما لا يعنيه.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((المؤمن غِرٌّ كريم، والفاجر خبٌّ لئيم  )) .

وعن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- قال: قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أي النَّاس أفضل؟ قال: كلُّ مَخْموم القلب، صدوق اللِّسان. قالوا: صدوق اللِّسان نعرفه، فما مَخْموم القلب؟ قال: هو النَّقيُّ التَّقيُّ، لا إثم عليه، ولا بَغْي ولا غلٌّ ولا حسد  )) .

قال علي القاري: (أي: سليم القلب، لقوله تعالى: إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ [الشُّعراء: 89]، من خَمَمْت البيت، إذا كنسته، على ما في ((القاموس)) وغيره، فالمعنى: أن يكون قلبه مكنوسًا من غبار الأغيار، ومُنَظَّفًا من أخلاق الأقذار) .

فانظر إلى قلوب الأنصار سليمة لإخوانهم، ولم يعترضوا على تفضيلهم، ولم يحسدوهم على ما آتاهم الله من فضله، وإنما كانت الأنصار كما قال الله: وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَة مِّمَّا أُوتُوا، أي: مما أؤتي إخوانهم المهاجرون من الفضل وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ لو كان بهم حاجة مع ذلك يُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ إن مما يدل على صعوبة تحقيق سلامة الصدر هذه القصة العظيمة التي رواها الإمام أحمد وغيره.

وعن أنس بن مالك قال: "كنا جلوسًا مع الرسول صلى الله عليه وسلم فقال: يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة،  فطلع رجل من الأنصار، تنطف لحيته من وضوئه، قد تعلّق نعليه في يديه الشمال، فلما كان الغد قال النبي  مثل ذلك، فطلع ذلك الرجل مثل المرة الأولى، فلما كان اليوم الثالث قال النبي  مثل مقالته أيضًا، فطلع ذلك الرجل على مثل حاله الأولى، فلما قام النبي  تبعه- أي: تبع الرجل الممدوح- عبد الله ابن عمرو بن العاص- فقال للرجل: إني لاحنت أبي، فأقسمت ألا أدخل عليه ثلاثًا، فإن رأيت أن تؤيني إليك حتى تمضى- أي هذه الأيام الثلاث- فعلت؟ قال: نعم، قال أنس: وكان عبد الله يحدث أنه بات معه تلك الليال الثلاث، فلم يره يقوم من الليل شيئًا، غير أنه إذا تعارّ وتقلب على فراشه ذكر الله ، وكبّر حتى يقوم لصلاة الفجر، قال عبد الله: غير أني لم أسمعه يقول إلا خيرًا، فلما مرت الثلاث ليال، وكدت أن احتقر عمله، قلت: يا عبد الله، إني لم يكن بيني وبين أبي غضب، ولا هجر، ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لك: ثلاث مرار، يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة، فطلعت أنت الثلاث مرار، فأرد أن أهوي إليك؛ لأنظر ما عملك فاقتدي به، فلم أرك تعمل كثير عمل، فما الذي بلغ بك ما قال رسول الله ؟ فقال الرجل: ما هو إلا ما رأيت، قال: فلما وليتُ دعاني، فقال: ما هو إلا ما رأيت غير أني لا أجد في نفسي لأحد من المسلمين غشًا، ولا أحسد أحدًا  على خير أعطاه الله إيّاه".

اقرأ أيضا:

لو عايز تبقى مع النبي في الجنة.. داوم على هذه الأمور تكون رفيقًا له

الكلمات المفتاحية

لا تحدثوني عن أصحابي شيئا النميمة الغيبة الخوض في سير الأصدقاء

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled من أكثر السلبيات التي انتشرت في المجتمع، الخوض في سير الأصدقاء، لأتفه الأسباب، والشحناء، وزرع الأحقاد في القلوب، ما تقطعت معه أواصر المحبة، وفر الناس