كشفت دراسة حديثة عن العلاقة بين تناول عصير الفاكهة في الصغر وإصابة الأطفال بالسمنة في وقت لاحق من الحياة.

جاءت النتائج استنادًا إلى دراسة شملت أكثر من 4000 أم أمريكية، أظهرت أن إعطاء الطفل عصير الفاكهة في وقت مبكر جدًا من الحياة قد يؤدي إلى تناول كميات أكبر من المشروبات السكرية في وقت لاحق من الطفولة، وزيادة احتمالات الإصابة بالسمنة وتسوس الأسنان.

وفقًا لفريق البحث بقيادة إدوينا يونج، من المعهد الوطني الأمريكي لصحة الطفل والتنمية البشرية ، فإن تقديم عصير الفاكهة للرضع قبل بلوغهم عام واحد كان مرتبطًا باستهلاك كبير في مرحلة الطفولة المبكرة / المتوسطة للمشروبات الأخرى المحملة بالسكر.

تحذير طبي 

وتوصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بعدم إدخال عصير الفاكهة بنسبة 100 في المائة في وجبات الأطفال قبل سن 12 شهرًا ، إذا كان ذلك ممكنًا.

ومع ذلك، غالبًا ما يتم إعطاء العصائر للأطفال، ولتقييم آثار ذلك على الأطفال، قام الباحثون بتتبع البيانات التي تم جمعها من 4067 من الأمهات الأمريكيات، عبر متابعة صحة أطفال النساء منذ الولادة وحتى سن السابعة.

قالت ربع الأمهات إنهن عرّفن أطفالهن على العصير قبل بلوغهم 6 أشهر من العمر، و49 في المائة فعلوا ذلك بين 6 و 12 شهرًا، و26 في المائة فعلوا ذلك بعد 12 شهرًا.

وجد الباحثون أن الأطفال الذين تم تقديمهم للعصير في وقت مبكر جدًا كانوا أكثر عرضة بنسبة 50 في المائة لشرب الكثير من العصير في وقت لاحق في مرحلة الطفولة و60 في المائة أكثر عرضة لاستهلاك الكثير من المشروبات الغازية.

كما أن مدخولهم اليومي من الماء يميل أيضًا إلى الانخفاض، مقارنة بالأطفال الذين لم يحصلوا على العصير مبكرًا في سن الرضاعة، وفقًا للدراسة التي نُشرت في عدد شهر نوفمبر من "مجلة التغذية".

اظهار أخبار متعلقة

مياه خالية من السعرات الحرارية

واتفق الباحثون على أن وقف تناول العصير في الطفولة قد يسهل على الآباء إقناع الأطفال بالالتزام بالمياه الخالية من السعرات الحرارية مع تقدمهم في السن.

ووجدوا أن الأمهات اللائي يعطين العصير للرضع في سن أصغر غالبًا ما يكونون أصغر سنًا. كما أن توفير العصير للرضع مبكرًا كان مرتبطًا أيضًا بعوامل أخرى، مثل انخفاض مستويات تعليم الأم، وزيادة مخاطر التدخين أثناء الحمل، وزيادة وزن الأم قبل الحمل وانخفاض الدخل.

وشدد الباحثون على أن دراستهم لا يمكنها التمييز بين أنواع مشروبات الفاكهة، لذلك يجب أن تقيّم الأبحاث المستقبلية ما إذا كان تقديم عصير الفاكهة بنسبة 100 في المائة أو مشروبات الفاكهة مع السكريات المضافة للرضع تأثيرات مختلفة على تفضيلاتهم من المشروبات في وقت لاحق.

وقالت أودري كولتون أخصائية تغذية في قسم طب الغدد الصماء للأطفال في مركز كوهين الطبي للأطفال بنيويورك، والتي لم تشارك في الدراسة، إن الأطفال والرضع "لا يحتاجون حقًا إلى العصير. فهو يحتوي على نسبة عالية من السكر ولا يحتوي على ألياف".

ولاحظت أنه "في هذه الدراسة ومع عملائي، يمكن أن تعني كلمة" عصير "عصير فواكه بنسبة 100 في المائة، وشراب فواكه، ومشروب عصير فواكه، ومشروبات أخرى. وهذه العصائر الأخرى محلاة بالسكر، و/ أو ذرة عالية الفركتوز شراب وبعضها ملون بصبغات الطعام".

وأضافت إنه "كلما زاد عدد العصائر والمشروبات الحلوة الأخرى للأطفال، قل ما يحتاجون إليه من الماء"، مشيرة إلى كونه "سهلاً للغاية وليس له طعم".

اقرأ أيضا:

طفلي لا يحفظ الأسرار.. ماذا أفعل؟

عوامل أخرى 

مع ذلك، قال الدكتور مايكل جروسو هو رئيس قسم طب الأطفال في مستشفى هنتنجتون في نورثويل هيلث بنيويورك، إن النتائج لا تستطيع إثبات علاقة السبب والنتيجة - فقد تكون العوامل الأخرى قد زادت من احتمال أن يشرب الأطفال الكثير من المشروبات السكرية، بدلاً من الإدخال المبكر للعصير.

وأضاف إن "الأطباء الذين يعتنون بالأطفال سيعرفون أن الرضيع الصغير الذي يتلقى العصائر معرض لخطر السلوكيات الغذائية المعاكسة". وأشار إلى أن سلوكيات الأكل غير الصحية هذه "تزيد من احتمالية الإصابة بأمراض الأسنان، وهو أمر مهم، لكنها تزيد من السمنة، وهو الأمر الأكثر أهمية".