"الجوع"، ذلك المارد الذي يفسد المناقشات ويهوي بالقرارات المهمة إلى أسفل السافلين. حقيقة علمية أثبتتها دراسة أجريت مؤخرًا في جامعة أوهايو الأمريكية، لثبت أن الجوع يجعل الشخص أكثر انفعالًا، وأقل عقلانية، مما يمهد الطريق لقول وفعل أشياء لا يرجى من ورائها أي مكاسب.
من جهته يوضح براد جي بوشمان، الباحث في الغضب، أن الدماغ يستهلك الكثير من الطاقة من أجل تنظيم ضبط النفس، ومن ثم يؤدي عدم تزويده بالوقود اللازم، يجعل التحكم في العواطف مثل الغضب والعدوانية لدى الدخول في نقاش مع شريك الحياة أو مع أي شخص آخر، من الصعوبة بمكان.
وخلصت الدراسة إلى أن هناك رابط ما بين الجوع وضعف التحكم العاطفي ومشاعر الغضب، إذ تم إخضاع مجموعة من الأزواج لمعرفة مستويات السكر لديهم، وتم قياس غضبهم تجاه شركائهم على مدار اليوم، فجاءت النتيجة لتكشف أن الأزواج كانوا أكثر غضبًا عندما كانت مستويات السكر لديهم أقل.
من ناحية أخرى، أشارت دراسة تتعلق باتخاذ القرارات المالية للمشاركين فيها والتي أشرفت عليها فرانزيسكا بليسو الأستاذة المساعدة للطب في مستشفى ماساتشوستس العام وكلية الطب بجامعة هارفارد في بوسطن إلى أن اتخاذ أير قرار مالي في حالة الجوع سيؤدي إلى كوارث وندم بلا فائدة.
فهرمون الغريلين الذي تفرزه المعدة للحض على تناول الطعام حال الجوع، يؤثر على السلوك أيضًا. ووجدت الدراسة أن المشاركين فيها من لديهم مستويات أعلى من هذا الهرمون (أي الذين يعانون من الجوع الشديد) يميلون لاتخاذ قرارات ذات مكافأة فورية أصغر. في المقابل، فإن المشاركين الذين لديهم مستويات منخفضة من هرمون الغريلين يتخذون قرارت طويلة الأجل تكون في النهاية أكثر ربحاً.
من جهتها، أكدت مؤلفة الدراسة الدكتورة بليسو، أن هرمون الغريلين يؤثر على السلوك، خاصة المتصل بالمكافأة البشرية واتخاذ القرار، والخيارات النقدية، ونصحت الأشخاص بعدم اتخاذ أي قرارات خاصة "المالية" وهم في حالة جوع.
اقرأ أيضا:
انتبه: شرب هذا العدد من أكواب القهوة يزيد مستويات الكوليسترولاقرأ أيضا:
نصائح طبية للتخلص من "إجهاد الدماغ" لمستخدمي الشاشات