قولا واحدًا، ابتعد عن هؤلاء الخمسة ولا تصاحبهم: «الغدار والثرثار والمكار والخباص وناكر الجميل»، ذلك أن هذه الصفات كأنها تتنقل بين الناس بالعدوى، فتجد نفسك بعد قليل منهم، إما أن تكون غدارًا أو ثرثارًا أو مكارًا أو ناكر للجميل، فهل تحب أن تكون من بين هؤلاء يومًا؟..
فالغدر والخيانة بالأساس هما خلق أعداء الأمة، ومن ثم لا يجوز على الإطلاق أن يتسم بهم أي مسلم، مهما كانت الظروف والأسباب، ولأن الغدر والخيانة وصفان مذمومان فإن الله تعالى نهى عنهما، حتى مع من يتوقع منه الغدر والخيانة، فينبذ إليه عهده، ولا يغدر به.
قال تعالى: « وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ الخَائِنِينَ » (الأنفال:58)، وقال سبحانه في آية أخرى: « إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا » (النساء:107).
الثرثرة الخبيثة
كثرة الثرثرة لا يليق بالمسلمين، فهي من الصفات التي نهى عنها نبينا الأكرم صلى الله عليه وسلم.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من حُسن إسلام المرء: تركُه ما لا يعنيه»، لأن ذلك يتضمن لاشك الخوض في الباطل، ومن ذلك المجالس التي تمارس فيها المنكرات والمعاصي، والآثام من مثل شرب الخمر.
أما المكر فهي صفة قد تكون محمودة مع العدو وقت الحروب، لكن فيما بين المسلمين، وفي تعاملاتهم اليومية، فهي ممقوتة جدًا، لأن المكر السيئ لا يرتد إلا على صاحبه، ولا يحيق إلا بأهله، كما قال تعالى: «اسْتِكْبَارًا فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا» (فاطر: 43).
اقرأ أيضا:
أعاقب أطفالي بمنعهم من الأطعمة التي يحبونها.. هل تصرفي خاطيء؟الإيقاع بين الناس
أيضًا من الصفات السيئة التي باتت تنتشر بين الناس، (الخبص)، وهي مزج وخلط حديث الناس بعضه ببعض، لإحداث حالة من الفتنة.
أخرج الإمام مسلم في صحيحه، عن زيد بن ثابت رضي الله عنه وأرضاه، أن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم قال: «تَعوذوا بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن، قالوا نعوذ بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن».
أما ناكر الجميل فقد أصبح حالة عامة هذه الأيام مع الأسف، إذ أنه لا يستغني الناس في هذه الحياة عن بعضهم البعض، فلا يستطيع إنسان أن يعيش وحده، لذلك فقد وجه النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم أمته إلى الاعتراف بالجميل وعدم نكرانه.
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أُعطيَ عطاءً فوجد فليجْز به، ومن لم يجد فليثن فإن مَن أثنى فقد شكر، ومن كتم فقد كفر، ومن تحلَّى بما لم يُعْطَهْ كان كلابس ثوبَي زور».