قال رجل أمريكي يبلغ من العمر 67 عامًا، إنه تعافى تمامًا من الصداع النصفي المنهك، الذي كان يلازمه في غالب الأيام على مدار أكثر من عقد من الزمان، بفضل اتباع نظام غذائي غني بالخضروات.

عانى الرجل، الذي لم يذكر اسمه، من صداع مؤلم لمدة 12.5 عامًا، وقد جرب كل الأدوية، إلى الاستغناء عن بعض الأطعمة واليوجا، في سعيه للتخلص منه، قبل أن يشفى منه بفضل نظام غذائي مليء بالخضروات الورقية الخضراء الداكنة الغنية بالمغذيات مثل الكرنب والجرجير والسبانخ داوم عليه في غضون ثلاثة أشهر فقط.

وبدأ الرجل، النظام الغذائي لأول مرة في عام 2012، وفي غضون ثلاثة أشهر فقط تمكن من التخلص من الصداع النصفي، فيما أرجع الأطباء، الذين نشروا تفاصيل الحالة في المجلة الطبية البريطانية (BMJ)، ذلك إلى المستويات العالية من العناصر الغذائية المضادة للالتهابات ومضادات الأكسدة الموجودة في الخضروات الورقية.

وقالوا: "بالنظر إلى الدور المركزي الذي تلعبه الحالة المؤيدة للالتهابات والأكسدة في الفيزيولوجيا المرضية للصداع النصفي، فمن المحتمل أن يكون هذا المريض قد حقق الراحة والانعكاس من الصداع النصفي المزمن من خلال زيادة استهلاكه من المغذيات النباتية".

صداع متواصل لمدة 72 ساعة

وكان الرجل قبل اتباع النظام الغذائي المضاد للالتهابات يعاني من الصداع النصفي المزمن، الذي يستمر بشكل متواصل لمدة 72 ساعة خلال فترة تتراوح ما بين 18 إلى 24 يومًا من كل شهر.

وعندما طُلب منه تصنيف الصداع النصفي على مقياس الألم من 10، قام بتصنيفه على مستوى يتراوح بين 10 و 12. لكن بعد شهرين فقط من زيادة تناوله للخضروات اليومية، تراجعت حدة الإصابة بالصداع النصفي إلى مرة واحدة فقط في الشهر قبل أن يختفي تمامًا بعد ثلاثة أشهر من اتباع النظام الغذائي.

وكتب الرجل واصفًا معاناته مع الصداع النصفي قبل التخلص منه: "في معظم الأيام، كنت أعاني من الصداع النصفي أو أتعافى من صداع نصفي. إذا فاتتني العلاج لمدة 15-30 دقيقة، فإن الصداع النصفي سيكون 12 من 10، ويمكن أن ينتهي بي المطاف في السرير في وضع الجنين. كنت يائسًا".

وقال الرجل، الذي يعمل مصورًا إن النظام الغذائي غير حياته. وأضاف: "لا أستطيع حتى أن أتذكر آخر مرة أصبت فيها بالصداع. لم أعد أسيرًا في جسدي. لقد استعدت حياتي".

ويتضمن نظام "لايف" الغذائي تناول ما لا يقل عن 140 جرامًا من الخضروات الورقية الخضراء الداكنة أو المطبوخة النيئة يوميًا، وشرب لتر واحد من العصير الأخضر يوميًا، والحد من تناول الحبوب الكاملة، والخضروات النشوية، والزيوت، والبروتين الحيواني، وخاصة منتجات الألبان والألبان، واللحوم الحمراء.

والخضروات الورقية الداكنة هي مصادر عامة مهمة للكاروتينات، مثل "بيتا كاروتين" ، وهي مغذيات نباتية ثبت أنها تقلل الالتهاب والإجهاد التأكسدي.

اقرأ أيضا:

انتبه: شرب هذا العدد من أكواب القهوة يزيد مستويات الكوليسترول

مستوى "بيتا كاروتين" في الدم

وقبل اتباع النظام الغذائي، كشفت اختبارات الدم أن الرجل لديه مستوى طبيعي من "بيتا كاروتين"، وهو مكون أحمر برتقالي موجود في العديد من الفواكه والخضروات، بنسبة 53 ميكروجرام / ديسيلتر.

بعد شهر من اتباع نظامه الغذائي، ارتفع هذا المعدل إلى 92 ميكروجرام / ديسيلتر، ثم ارتفع إلى 150 ميكروجرام / ديسيلتر خلال السنوات السبع والنصف القادمة.

والمغذيات النباتية هي مركبات طبيعية موجودة في الأطعمة النباتية تم ربطها بفوائد صحية مختلفة.

قال أحد كاتبي تقرير الحالة، الدكتور ديفيد دنيف من نيويورك، إنه بينما يفصل تقريرهم حالة واحدة فقط، فإنه يسلط الضوء على الفوائد المحتملة لنظام غذائي نباتي لأولئك الذين يعانون من الصداع النصفي المزمن.

وأضاف وفقًا لصحيفة "ديلي ميل": "بينما يصف هذا التقرير مريضًا شديد الالتزام كان له استجابة ملحوظة، فإن نظام لايف الغذائي قلل من تكرار الصداع النصفي في غضون 3 أشهر في العديد من المرضى الإضافيين".

وأشار إلى أن هناك ما يبرر إجراء دراسات مستقبلية حول آثار نظام لايف الغذائي والأنظمة الغذائية الأخرى لبرنامج الأغذية العالمي على المرضى الذين يعانون من الصداع النصفي.

ويتمثل أحد قيود الدراسة في أن الرجل كان مصابًا بفيروس نقص المناعة البشرية وأنه من غير المعروف كيف ساهمت حالته بفيروس نقص المناعة البشرية والأدوية المضادة للفيروسات القهقرية في ظهور الأعراض عليه.

أكثر من مليار شخص يعانون من الصداع النصفي

قال الباحثون إن أكثر من مليار شخص في جميع أنحاء العالم يعانون من الصداع النصفي، والذي يتميز بأنه صداع نابض من جانب واحد يستمر من أربع إلى ساعتين، وغالبًا ما يكون مصحوبًا بحساسية للضوضاء والضوء.

يتم تصنيف الصداع النصفي على أنه إما عرضي، يحدث أقل من 15 يومًا في الشهر، أو مزمنًا، وهو 15 يومًا أو أكثر من الصداع النصفي في الشهر ويعاني منها ثمانية أيام على الأقل في الشهر.

سبب الصداع النصفي غير معروف ولكن يعتقد أنه نتيجة لتغيرات مؤقتة في المواد الكيميائية والأعصاب والأوعية الدموية في الدماغ.

وتقول هيئة الخدمات الصحية في بريطانيا، إنه لايوجد علاج للصداع النصفي على الرغم من أن الأدوية وتغييرات السلوك لتجنب بعض المحفزات مثل طعام/ شراب معين والتوتر يمكن أن يقلل من الأعراض أو تكرار النوبات.