قال باحثون إن فيروس كورونا المستجد (كوفيد – 19) يسبب مشاكل في النوم والإرهاق، لكن هناك عوامل أخرى قد تكون وراء زيادة الاكتئاب والقلق خلال الجائحة .

وفقًا للدراسة التي نشرتها مجلة "جاما نتورك" أوبن"، فإن البالغين الذين ثبتت إصابتهم بالفيروس تزيد احتمالية تعرضهم للإرهاق الشديد ستة أضعاف ولديهم مخاطر أكبر بثلاثة أضعاف في مشاكل النوم مقارنة مع غيرهم ممن لم ثبتت إصابتهم بالفيروس.

ومع ذلك، قال الباحثون إن خطر الإصابة باضطرابات الصحة العقلية، وخاصة القلق والاكتئاب، كان متشابهًا بين المجموعتين، وإن كان أعلى مما كان بين نفس الأعمار قبل الوباء.

وأضافوا إن هذا يشير إلى أن الزيادات في معدلات القلق المبلغ عنها منذ مارس 2020 قد تكون بسبب الإجهاد المرتبط بالوباء، مثل المخاوف من التعرض للفيروس، والمخاوف بشأن التأثير الاقتصادي.

قال ماتياس بيرس، مؤلف مشارك في الدراسة، والباحث في علم النفس والصحة العقلية في جامعة مانشستر بإنجلتر لوكالة "يو بي آي": "من الواضح أن الإصابة بفيروس كوفيد – 19 تسبب زيادة في أعراض التعب ومشاكل النوم".

وفقًا للباحثين، فإنه كان ما يقرب من واحد من كل أربعة أشخاص لديه تاريخ من القلق أو الاكتئاب أو اضطراب آخر في الصحة العقلية قبل إصابته بـ كوفيد – 19.

اظهار أخبار متعلقة

العلاقة بين النوم المضطرب و التدهور المعرفي والإصابة بـ كوفيد -19

وربطت دراسات سابقة الإرهاق المستمر والنوم المضطرب، بالإضافة إلى القلق والاكتئاب وحتى التدهور المعرفي الشبيه بالخرف بـ "كوفيد الطويل"، أو أعراض الفيروس التي تستمر لأسابيع أو حتى أشهر بعد الإصابة.

وتشير الأبحاث إلى أن "كوفيد الطويل" يصيب ما يصل إلى نصف الذين نجوا من المراحل الأولى من المرض.

وشهد الوباء أيضًا ارتفاعًا في اضطرابات الصحة العقلية على مستوى العالم، حيث يُعزى بعض هذه الحالات على الأقل إلى "كوفيد الطويل"، على الرغم من أن الإجهاد المرتبط بالوباء كان أيضًا عاملاً على الأرجح.

خلال الدراسة، قارن الباحثون معدلات التعب ومشاكل النوم واضطرابات الصحة العقلية بين ما يقرب من 233 ألف شخص ثبتت إصابتهم بـ كوفيد – 19 في عام 2020 وحوالي 11.7 مليون شخص لم تثبت إصابتهم.

الإرهاق المستمر أكثر شيوعًا بخمس مرات 

واستندا الباحثون إلى قاعدة بيانات بريطانية لسجلات مرضى الرعاية الأولية، أظهرت أن الإرهاق المستمر كان أكثر شيوعًا بخمس مرات بين الأشخاص الذين ثبتت إصابتهم بالفيروس مقارنة مع الذين كانت نتيجة اختبارهم سلبية.

بالإضافة إلى ذلك، تم تشخيص ثلاثة أضعاف عدد الأشخاص المصابين بـ كوفيد-19 مؤكدة باضطراب في النوم في غضون ستة أسابيع من اختبارهم الإيجابي مقارنةً بالأشخاص غير المصابين.

ومع ذلك، فإن خطر الإصابة باضطرابات الصحة العقلية كان متشابهًا بالنسبة لكلا المجموعتين، على الرغم من أنه كان أعلى من البالغين قبل بداية الوباء، وفقًا للباحثين.

قال بيرس: "أولئك الذين ثبتت إصابتهم بفيروس كوفيد -19 هدوا أيضًا زيادات كبيرة في الاضطرابات النفسية، والتي تشير إلى أن أولئك الذين يخضعون للاختبار معرضون لخطر أكبر، بغض النظر عن نتيجة الاختبار".

وأضاف: "من المرجح أن يكونوا أولئك الذين هم أكثر قلقا أثناء الوباء، أو لديهم وظائف تعرضهم للفيروس وكذلك للإجهاد المرتبط بالوباء، مثل العمل في قطاع الرعاية الصحية".