الإتيكيت، هو التعامل مع الناس بحسن خلق، ولباقة جيدة، وكثير من الناس، لا يعلمون أن أصل الإتيكيت هو الإسلام، الذي علم أبناءه كيف يراعون الناس أيما رعاية، ويحترمون الناس أيما احترام.
الإسلام يدعونا إلى الأعمال الصالحة، الطيبة، التي إن حافظ عليها الناس، كانت هي أسس الإتيكيت وحسن التعامل في كل شيء.
ومن ذلك: حرصك على إغلاق الباب بهدوء حتى لا نوقظ النائمين، وأن تغطي الأطباق إذا كانت مفتوحة وبها بقايا طعام، وأن تصغي جيدًا لمن يحدثك جبرًا لخاطره، وأن تتحدث ببشاشة طيبة تجعل من أمامك لا يهابك وإنما يحب الحديث معك، وأن تبتسم للطفل والكبير وألا تتكبر على أحد مهما كانت قوتك، وأن تستقبل الناس في منزلك بترحاب وإكرامهم.
أعمال يومية
الأعمال الصالحة تشمل كل التعاملات اليومية الاعتيادية، ومن ذلك: إغلاق ما فتحته، ورفع ما سقط منك، وتغطية ما كشفته، وتسوية ما بعثرته، وتنظيف ما استخدمته وترك المكان أحسن مما كان، أن تواصل الاتصال بأقاربك للاطمئنان عليهم، ألا تلقي بمهملاتك إلا في مكانها الطبيعي بسلة المهملات، أيضًا إذا رأيت طفلاً يخطئ فأعطيته ابتسامة مليئة بالحب وقلت له استغفر يا بني واملأ ميزان حسناتك قبل أن تملأ ميزان سيئاتك.. أيضًا لو شاركت شيئًا على مواقع التواصل الاجتماعي يفيد الناس، ولم ترد سائلا أبدًا مهما كانت الظروف، وأن تكتم عيوب الناس مهما كانت، وأن تدعو للمتوفي حتى لو لم يكن من أقاربك.. كل ذلك يحسب لك أمام الله عملاً صالحًا، فكيف تتأخر عن هذه الأمور، وهي أساس كل إتيكيت؟.
اقرأ أيضا:
أعاقب أطفالي بمنعهم من الأطعمة التي يحبونها.. هل تصرفي خاطيء؟أعمال تثقل حسناتنا
اعلم يقينًا أن الأعمال الصالحة محيطة بنا حتى ونحن في منازلنا، ومن ثم بإمكاننا أن نثقل ميزان حسناتنا يومياً بمليون (عمل صالح)، ولا نبالغ في ذلك، لكن ربما الكسل والتكاسل عن أعمال الخير باتت السمة التي تميز العديد من الناس.
بينما كان صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، يصيدون أي عمل أو قول صالح، ليفعلوه، وكأنها منافسة بينهم للفوز بأكبر عمل صالح، وهذا سيدنا عمر ابن الخطاب كان يسابق سيدنا أبي بكر الصديق في الأعمال الصالحة، فما سبقه أبدًا.
عن عمر رضي الله عنه قال: «أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتصدق، ووافق ذلك عندي مالاً، فقلت: اليوم أسبق أبا بكر إن سبقته يومًا، قال: فجئت بنصف مالي.. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ما أبقيت لأهلك؟) قلت: مثله.. وأتى أبو بكر بكل ما عنده.. فقال: يا أبا بكر؟ ما أبقيت لأهلك؟، فقال: أبقيت لهم الله ورسوله، قلت: لا أسبقه إلى شيء أبدًا».