هل هناك وقت مثالي للنوم كل ليلة إذا كنت تريد تفادي أمراض القلب؟، هذا ما أجابت عليه دراسة حديثة اعتبرت أن النوم بين الساعة 10 و11 مساءً قد يكون الوقت المثالي لتقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

إذ وجد الباحثون أن الذهاب إلى النوم قبل الساعة 10 مساءً، أو منتصف الليل أو بعد ذلك قد يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب بنحو 25 في المائة، وهو ما يُعزى إلى تغيير إيقاع الساعة البيولوجية للجسم - ساعته الداخلية -.

وخلال الدراسة التي نُشرت نتائجها في مجلة القلب الأوروبية "ديجيتال هيلث"، حلل الباحثون مقاييس التسارع في المعصم لأكثر من 88 ألف رجل وامرأة، بلغ متوسط أعمارهم 61 عامًا، خلال الفترة بين عامي 2006 و2010، بعد الاطلاع على البيانات الخاصة بموعد ذهابهم إلى النوم واستيقاظهم على مدار أسبوع، وأكملوا أيضًا استبيانات حول نمط الحياة والصحة.

وخلال فترة المتابعة التي امتدت إلى ما يقرب من ست سنوات، أصيب 3.6 في المائة من المشاركين بأمراض القلب، حيث كان معظمهم يذهب إلى السرير في منتصف الليل أو بعد ذلك.

بينما كان الأشخاص الذين ذهبوا للنوم بين الساعة 10 مساءً والساعة 10:59 مساءً أقل عرضة للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، مقارنة بالذين ذهبوا إلى النوم ما بين 11 و 11:59 مساءً، إذ كان لديهم مخاطر أعلى بنسبة 12 في المائة، في المقابل ارتفعت المحاطر لدى الذين ذهبوا إلى النوم قبل الساعة 10 مساءً بنسبة 24 في المائة.

ووجد الباحثون أن الخطر كان أكبر بين النساء. وشددوا في الوقت ذاته على أهمية أن يذهب الرجال إلى السرير ما قبل الساعة العاشرة.

قال الباحث الرئيسي ديفيد بلانس، المحاضر البارز في علم الأعصاب التنظيمي بجامعة إكستر في إنجلترا: "النظام اليومي يتحكم في الإيقاعات السلوكية والفسيولوجية اليومية".

وأضاف: "إن اضطراب إيقاع الساعة البيولوجية له تداعيات واسعة النطاق، مما يؤدي إلى ضعف الأداء الإدراكي وزيادة خطر الإصابة بأمراض جسدية وعقلية مختلفة، بما فيها اضطرابات القلب والأوعية الدموية".

إيقاع الساعة البيولوجية

تتحكم الساعة المركزية في الدماغ في إيقاع الساعة البيولوجية في جميع أنحاء الجسم. وأوضح بلانس أن هذه الساعة المركزية تتم معايرتها من خلال التعرض للضوء، وخاصة ضوء الصباح، الذي يتم الكشف عنه بواسطة المستقبلات في العين.

وتابع: "عندما يتم الكشف عن ضوء الصباح هذا، يتم إعادة ضبط الساعة. لذلك، إذا تأخر الشخص كثيرًا، فقد يفرط في النوم ويفوت هذه الفترة الحرجة من ضوء الصباح".

وقال بلانس: "إذا حدث هذا على مدى فترة طويلة من الزمن، فسوف يتعطل إيقاع الساعة البيولوجية. ونتيجة لذلك، ستكون هناك تأثيرات على الإيقاعات السلوكية والفسيولوجية الأخرى، والتي يمكن أن تكون ضارة بالصحة".

مع ذلك، حذرت الخطط من أن هذه الدراسة لا يمكن أن تثبت أن الوقت الذي يقضيه المرء في النوم يسبب أمراض القلب، ولكن إذا تم تأكيده، فقد يكون أحد عوامل الخطر المحتملة.

اقرأ أيضا:

انتبه: شرب هذا العدد من أكواب القهوة يزيد مستويات الكوليسترول

أهمية ضوء الصباح لضبط الساعة البيولوجية

وقال الدكتور هارلي جرينبيرج ، رئيس قسم أمراض الرئة والرعاية الحرجة والطب في مستشفى نورثويل هيلث بنيويورك: "هذه النتائج تسلط الضوء على أهمية إيقاع الساعة البيولوجية للجسم وتضيف إلى الأدلة المتزايدة التي تظهر زيادة المخاطر الصحية - بما في ذلك السمنة والسكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والأوعية الدموية وحتى السرطان - عندما تكون جداولنا اليومية غير متوافقة مع إيقاعنا اليومي".

مع ذلك، أوضح بلانس أنه "لا يمكننا تقديم المشورة للجمهور بناءً على نتائجنا الجديدة"، إلا أنه بين أن "هناك دليلاً جيدًا على أن ضوء الصباح يعيد ضبط إيقاعك اليومي، وبالتالي قد يكون من المفيد ممارسة النظافة الجيدة".

وتابع ناصحًا: "اذهب في ساعة معقولة واستيقظ مبكرًا بما يكفي للحصول على بعض الوقت بالخارج في الصباح، وتجنب الضوء الأزرق في وقت متأخر من الليل، وتجنب الكافيين في وقت متأخر من اليوم، وتجنب القيلولة بعد حوالي الساعة 4 مساءً، واستخدم غرفة النوم فقط للأمام، وفقط اخلد إلى الفراش عندما تشعر بأنك مستعد لذلك". وتابع: "لكن هذه نصيحة تستند إلى أدلة أوسع من البحث الجماعي".

قال الدكتور جريج فونارو، مدير مركز أمراض القلب الخلقية لدى البالغين في لوس أنجلوس: "توفر هذه النتائج رؤى محتملة حول كيفية تأثير توقيت البداية بالنسبة إلى إيقاعات الساعة البيولوجية على صحة القلب والأوعية الدموية".

وأضاف: "مع ذلك، هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات، ويبقى إثبات ما إذا كان تغيير الوقت الذي يذهبون إليه من اليوم سيزيد أو يقلل من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية".