توصلت دراسة أولية إلى أن الأشخاص الذين يتناولون الدهون النباتية الزيتون عوضًا عن دهون اللحوم يتراجع لديهم خطر الإصابة بالسكتة الدماغية.

وجدت الدراسة، التي شملت أكثر من 100 ألف من المتخصصين الصحيين، أن الأشخاص الذين يفضلون الزيوت النباتية والأطعمة النباتية الأخرى كمصدر للدهون لديهم بشكل عام خطر أقل للإصابة بالسكتة الدماغية على مر السنين.

وكان 20 في المائة من الأشخاص الذين تناولوا أعلى كمية من الدهون النباتية لديهم خطر أقل بنسبة 12 في المائة للإصابة بسكتة دماغية على مدى 27 عامًا، مقارنة بالأشخاص الذين تناولوا أقل كمية من تلك الدهون.

في المقابل، كان 20 في المائة من الذين تناولوا نسبة مرتفعة من الدهون الغذائية التي مصدرها اللحوم أكثر عرضة للإصابة بسكتة دماغية بنسبة 16 في المائة، مقارنةً بنسبة 20 في المائة الذين تناولوا أقل قدر من الدهون.

استند الباحثون إلى بيانات من دراستين طويلتين لأخصائيي الرعاية الصحية في الولايات المتحدة، شارك فيهما أكثر من 117 ألف مشارك. وكانت البداية في الثمانينيات، وكل أربع سنوات، أكملوا استبيانات مفصلة عن النظام الغذائي.

على مدار 27 عامًا، أصيب ما يقرب من 6200 مشارك بسكتة دماغية. انخفض هذا الخطر مع زيادة تناول الدهون النباتية. في المقابل، ارتفعت المخاطر جنبًا إلى جنب مع استهلاك الدهون من اللحوم.

ومع كل وجبة يومية من اللحوم الحمراء، ارتفع خطر الإصابة بالسكتة الدماغية بنسبة 8 في المائة، وبالنسبة لكل حصة من اللحوم المصنعة، ارتفع الخطر بنسبة 12 في المائة.

وقال الباحث الرئيسي فنجلي وانج، زميل ما بعد الدكتوراه في كلية هارفارد للصحة العامة بالولايات المتحدة، إن الدراسة ركزت على مصادر الغذاء لتلك الدهون. وأشار إلى أن النتائج تفضل استبدال دهن البقر بالزيوت النباتية مثل الزيتون وفول الصويا والذرة.

وأوضح وفقًا لوكالة "يو بي آي"، أن الباحثين وضعوا في الحسبان عوامل مثل تناول السعرات الحرارية وعادات ممارسة الرياضة والتدخين والشرب وحالات مثل السكري وارتفاع ضغط الدم.

ومن المقرر أن يقدم وانج النتائج يوم السبت في اجتماع عبر الإنترنت لجمعية القلب الأمريكية. وتعتبر الدراسات التي يتم إصدارها في الاجتماعات بشكل عام أولية حتى يتم نشرها في مجلة يراجعها الأقران.

الدهون الغذائية والأوعية الدموية

من جانبها، قالت أليس ليشتنشتاين، أستاذة علم التغذية بجامعة تافتس في بوسطن، التي لم تشارك في الدراسة، إن النتائج لا تشير إلى أن الدهون الغذائية هي القصة الكاملة عندما يتعلق الأمر بصحة القلب والأوعية الدموية.

وأضافت ليختنشتاين، وهي المؤلف الرئيسي لأحدث النصائح الغذائية لجمعية القلب الأمريكية، التي نُشرت في وقت سابق من هذا الشهر، إن الجودة الشاملة للنظام الغذائي هي المفتاح، وليست أي عنصر غذائي واحد.

وتابعت: "من المحتمل أن الأشخاص الذين يأكلون الكثير من الدهون النباتية يقومون بالعديد من الأشياء الأخرى أيضًا - مثل تناول الفواكه والخضروات، وممارسة الرياضة، وعدم التدخين".

وأخذت الدراسة في الحسبان العديد من هذه المتغيرات للوصول إلى الأرقام المتعلقة بالدهون الغذائية. وقالت ليختنشتاين، من المحتمل أن تكون الآثار الصحية السلبية للدهون المشبعة مسؤولة عن بعض مخاطر الإصابة بالسكتة الدماغية بين عشاق اللحوم الحمراء.

في المقابل، ربما تناول الأشخاص الذين فضلوا الدهون النباتية القليل من الدهون المشبعة. أوضحت ليختنشتاين أن النقطة تبقى أن الناس يجب أن يركزوا على نظامهم الغذائي بالكامل.

اظهار أخبار متعلقة

الزيوت النباتية السائلة

وتشجع جمعية القلب الأمريكية الناس على تناول الكثير من الأطعمة الكاملة "المصنّعة بالحد الأدنى"، وتقطيع الأطعمة المعالجة بشكل كبير مثل رقائق البطاطس والمقرمشات وغيرها من الوجبات الخفيفة المفضلة.

قالت ليختنشتاين إن ذلك يساعد في الحد من الدهون الأقل من الصحية، وكذلك السكر والصوديوم. بنفس القدر من الأهمية، فإن اتباع نظام غذائي غني بالأطعمة مثل الفواكه والخضروات والحبوب الغنية بالألياف والأسماك سيوفر العناصر الغذائية التي يحتاجها الناس لدعم صحة القلب والأوعية الدموية.

بالنسبة للدهون، توصي جمعية القلب الأمريكية بالتركيز على المصدر: استخدام الزيوت النباتية السائلة، مثل زيوت الزيتون والكانولا والقرطم، بدلاً من الزبدة، والأطعمة مثل المكسرات وزبدة المكسرات والبذور والأفوكادو.

وفقًا لليختنشتاين، فإن "اللحوم ليست مطروحة على المائدة. لكن اختر القطع الخالية من الدهون، وتجنب اللحوم المصنعة، واستبدل بعض حصص اللحوم بالأسماك الدهنية - التي تحتوي على نسبة عالية من أحماض أوميجا 3 الدهنية المرتبطة بتقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية".


يحتاج الأشخاص الذين يتحولون إلى نظام غذائي غني بالنباتات إلى بعض الذكاء. قالت ليختنشتاين إذا كنت تشتري "بدائل" اللحوم المعلبة، على سبيل المثال، فتحقق من الملصق الخاص بأشياء مثل محتوى الصوديوم والسكر.