أفاد باحثون بريطانيون، أن اختبار البول قد يساعد على اكتشاف مرضى سرطان البروستاتا، وتحديد الأشخاص الذين يحتاجون إلى علاج فوري من عدمه.

قال مؤلف الدراسة جيريمي كلارك، باحث مساعد كبير في كلية نورويتش الطبية بجامعة إيست أنجليا البريطانية: "يمكن تقسيم سرطان البروستاتا إلى مخاطر منخفضة وعالية - ونادرًا ما يحتاج الرجال منخفضو الخطورة إلى العلاج، والمخاطر العالية تتطلب ذلك بالتأكيد".

وأضاف: "ومع ذلك، هناك مجموعة ثالثة، تسمى الخطر المتوسط، والتي تقع بين هذين المتطرفين، ومسار العلاج لهؤلاء الرجال أقل وضوحًا".

وأوضح كلارك، أن سرطان البروستاتا شائع - أكثر من 40 في المائة من الرجال في سن الخمسين مصابون بسرطان البروستاتا - لكن لا يموت الجميع بسببه، لذا فإن تحديد الرجال الذين يجب علاجهم ليس بالأمر السهل دائمًا.

وتابع: "لقد طورنا اختبارًا بسيطًا للبول يمكن أن يقيس وجود السرطان العدواني وأيضًا مدى انتشار السرطان. يبدو أن الاختبار قادر على تقييم مدى انتشار السرطان لدى هؤلاء الرجال ذوي الخطورة المتوسطة، وبالتالي يمكن استخدامه لتحديد مجموعة من الرجال المعرضين لمخاطر متوسطة والذين يمكنهم تجنب العلاج الفوري، الذي يتضمن الجراحة والعلاج الإشعاعي، وبدلاً من ذلك يمكن مراقبة هؤلاء الرجال من خلال المراقبة النشطة من خلال إعادة اختبارهم سنويًا لمعرفة ما إذا كان مرضهم مستقرًا أم لا".

خطر متوسط

وبين كلارك أن "حوالي ربع الرجال المعرضين لخطر متوسط يمكن أن يندرجوا في هذه المجموعة"، مشددًا على أن "تجنب العلاج أمر مهم، حيث يمكن أن يكون للعلاج في كثير من الأحيان آثار جانبية غير مرغوب فيها".

وقال كلارك: "الاستئصال الجراحي للبروستاتا يمكن أن يؤدي عادة إلى الضعف الجنسي وفقدان السيطرة على البول، وهو أمر لا تريده إذا لم تكن مضطرًا لذلك".

والنسخة السابقة من الاختبار، التي تسمى مخاطر البول البروستاتية (PUR)، تتيح فقط معرفة ما إذا كان الرجال يعانون من سرطانات عالية ومنخفضة الخطورة.

مع ذلك، من خلال الضبط الدقيق، قد يكون الاختبار الآن قادرًا على تشخيص الرجال المصابين بمرض متوسط الخطورة والذين قد يحتاجون فقط إلى الانتظار اليقظ.

حتى الآن، تشمل الاختبارات الوحيدة المتاحة لقياس مدى عدوانية سرطان البروستاتا اختبارات الدم، وفحوصات المستقيم، وفحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي أو الخزعات.

ويمكن أن يساعد اختبار البول الأطباء في معرفة درجة جليسون للمريض، والتي تحدد نوع سرطان البروستاتا، وتتراوح بين 6 درجات وهي درجة منخفضة، و7 درجة متوسطة، و8 إلى 10 درجة عالية من السرطان.

وأشار كلارك إلى أن "اختبار البول لا يقيس السرطان العدواني فحسب، بل يقيس أيضًا كميات من السرطان العدواني في البروستاتا"، لافتًا إلى أنه "يمكن أن يُظهر الرجال المعرضين لخطر متوسط قد يحتاجون إلى علاج وأيهم قد لا يحتاجون إليه".

وأضاف كلارك إن الاختبار سيساعد أيضًا في مراقبة المرض لدى الرجال الذين لا يحتاجون إلى علاج وتحديد توسع المرض العدواني، ويمكنه تقييم نمط "جليسون" للسرطان ذي الخطورة المتوسطة دون الحاجة إلى خزعة.

اقرأ أيضا:

انتبه: شرب هذا العدد من أكواب القهوة يزيد مستويات الكوليسترول

الاختبار واعد ولكنه غير جاهز 

وخلال الدراسة التي نُشرت في مجلة "لايف"، نظر الباحثون في الخزعات والاختبارات الأخرى لأكثر من 270 رجلاً يعانون من مراحل مختلفة من سرطان البروستاتا، بالإضافة إلى عينات من البروستاتا التي تمت إزالتها، ومقارنة اختبارات البول بتشخيص المرضى.

قال الدكتور أنتوني داميكو، أستاذ علاج الأورام بالإشعاع في كلية الطب بجامعة هارفارد الأمريكية، إن الاختبار واعد ولكنه غير جاهز بعد للاستخدام مع المرضى.

أضاف وفقًا لوكالة "يو بي آي": "هذا هو الشيء الذي نبحث عنه. شيء ما، بدرجة عالية من الدقة، يمكن أن يقول إن لديك نمط جليسون يحتاج إلى علاج، أو أنه ليس لديك حتى تتمكن من الاستمرار في المراقبة أو تحتاج إلى الخروج من المراقبة. هذا ما نريده."

وفقًا لـ داميكو، فإنه "لا يزال الاختبار يفتقد الرجال الذين يحتاجون إلى العلاج ويحدد الرجال الذين لم يحتاجوا إلى العلاج ولكن تمت إزالة البروستاتا".

وقال "أعتقد أنه من السابق لأوانه الآن معرفة مدى جودة الاختبار حقًا. إنه مثير للاهتمام، لكنه ليس جاهزًا تمامًا لوقت الذروة".

وتابع: "إذا كنت تبحث عن هذا لسكان يبلغ عددهم 100000 شخص، فستستفيد أكثر من غيره، ولكن ستكون هناك بعض الأخطاء حيث ستفقد بعض الأشخاص المصابين بمرض عالي الدرجة أو ستتجاوز الآخرين".