كشفت دراسة أجراها باحثون في اليابان، أن أكثر من 4 ملايين شخص في جميع أنحاء العالم يموتون مبكرًا سنويًا بسبب الجسيمات الدقيقة في الهواء التي تخترق الرئتين والقلب والأوعية الدموية.

في السنوات الأخيرة، أصبح العلماء قلقين بشكل متزايد بشأن تأثير الجسيمات المعروف باسم (PM2.5) على تلوث الهواء والصحة.

وبالتزامن مع انعقاد قمة الأمم المتحدة لتغير المناخ في اسكتلندا، نشر باحثون من المعهد الوطني للدراسات البيئية في تسوكوبا باليابان، بقيادة الباحث كيسوكي نانساي ورقة بحثية، قاموا من خلالها برسم خرائط للجسيمات المجهرية استنادًا إلى البيانات التي تم جمعها في عام 2010، مع توقع آثارها الصحية في 199 دولة.

ومن بين النتائج التي توصلوا إليها، أن استهلاك السلع الاستهلاكية من 19 دولة من مجموعة العشرين كان مسؤولاً عن 78 ألف حالة وفاة مبكرة للرضع في جميع أنحاء العالم.

وأكد الباحثون أن التجارة العالمية تلعب دورًا في انتشار الجسيمات الدقيقة (PM2.5)، حيث "يمكن أن يؤدي الاستهلاك في بلد ما إلى تلوث PM2.5 في بلد آخر".

وقالوا إنه بينما تقر معظم الدول بأنها تساهم في مستويات (PM2.5)، إلا أنه لا يوجد اتفاق يذكر حول مقدار وكيفية تقييم المسؤولية المالية لكل دولة.

إجراءات لمكافحة التلوث

وحذر الباحثون من مخاطر عدم اتخاذ قادة العالم إجراءات لمكافحة التلوث. وقالوا: "لم تحدد أي دراسات مسؤولية المستهلك لدول مجموعة العشرين عن الآثار الصحية الكبيرة التي يسببها الغلاف الجوي PM2.5. هذا النقص في المعرفة العلمية يهدد بتأخير الجهود التعاونية الدولية لحماية ضحايا التلوث PM2.5".

وعلى نطاق أوسع، فإن منظمة الصحة العالمية تلقي باللوم على تلوث الهواء في "ملايين الوفيات وفقدان سنوات صحية من الحياة".

وفقًا لوكالة حماية البيئة الأمريكية، تأتي هذه الجسيمات بأحجام وأشكال عديدة ويمكن أن تتكون من مئات المواد الكيميائية المختلفة. ينبعث بعضها مباشرة من مصدر، مثل مواقع البناء أو الطرق غير المعبدة أو الحقول أو المداخن أو الحرائق.

وتتشكل معظم الجزيئات في الغلاف الجوي نتيجة التفاعلات المعقدة للمواد الكيميائية مثل ثاني أكسيد الكبريت وأكاسيد النيتروجين، وهي ملوثات تنبعث من محطات الطاقة والصناعات والسيارات، بحسب ما أوردته وكالة "يو بي آي".

وتقول وزارة الصحة بولاية نيويورك، إن الجسيمات الدقيقة تتشكل أيضًا من تفاعل الغازات أو القطرات في الغلاف الجوي من مصادر مثل محطات الطاقة. ويمكن أن تحدث هذه التفاعلات الكيميائية على بعد أميال من المصدر الأصلي للانبعاثات.

ونظرًا لأنه يمكن حمل الجسيمات الدقيقة لمسافات طويلة من مصدرها، فإن أحداثًا مثل حرائق الغابات أو الانفجارات البركانية يمكن أن ترفع تركيزات الجسيمات الدقيقة على بعد مئات الأميال من الحدث.

اقرأ أيضا:

انتبه: شرب هذا العدد من أكواب القهوة يزيد مستويات الكوليسترول

حرائق الغابات

ودرس تقرير نشرته "ذا لانسيت جورنال" في سبتمبر العلاقة بين حرائق الغابات وجسيمات ( PM2.5). تضمنت الدراسة بيانات من 749 مدينة في 43 دولة ومنطقة خلال الفترة ما بين عامي 2000 و2016.

وقال التقرير إن "التعرض قصير المدى لمادة PM2.5 المرتبطة بحرائق الغابات ارتبط بزيادة مخاطر الوفاة. هناك حاجة لاتخاذ إجراءات عاجلة للحد من المخاطر الصحية الناجمة عن حرائق الغابات المتزايدة".