جميعنا يتمنى لو أنه بمجرد أن يرفع يده إلى السماء، ويسأل الله عز وجل أي شيء، يجاب من فوره، بينما لا يعلم كثيرين، أن نبينا الأكرم صلى الله عليه وسلم علمنا بالفعل بضع كلمات لو حافظنا عليها، ورددناها، لاستجيبت دعواتنا من فورنا.
عن أنس بن مالك قال: جاءت أم سليم إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت: يا رسول الله، علمني كلمات أدعو بهن، قال: «تسبحين الله عشرًا، وتحمدينه عشرًا، وتكبرينه عشرًا، ثم سلي حاجتك، فإنه يقول: قد فعلت، قد فعلت»، فمن منا يالفعل يلتزم بذلك؟.. مؤكد القليل جدًا، لذا علينا العودة إلى الثوابت الدينية، والأحاديث النبوية المتواترة عن رسولنا الأكرم صلى الله عليه وسلم، لنتعلم كيف ندعو، وكيف نطمئن للإجابة.
الإخلاص في الدعاء
بالتأكيد إذا كان العمل خالصًا لله، فإن الله سيقبله، هكذا الدعاء، إذا كان خالصًا وموقنًا في الله عز وجل، لا يمكن أن يرده الله عز وجل أبدًا، لأن الأصل في الدعاء أن كل الأدعية مستجابة بإذن الله، لكن الأكيد أن المستجاب منها ما هو خالصًا لله.
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم ما لم يستعجل، قيل يا رسول الله ما الاستعجال؟ قال يقول قد دعوت وقد دعوت فلم أر يستجيب لي فيستحسر عند ذلك ويدع الدعاء»، لكن لابد من حضور القلب مع الرغبة فيما عند الله سبحانه وتعالى، فقد قال الله تعالى: « فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ » (الأنبياء: 90).
اقرأ أيضا:
الابتلاءات.. منحة أم محنة؟الدعاء عبادة
والدعاءعبادة، لذلك عليك أن تثبت عبوديتك لله عز وجل، بالدعاء، قال تعالى : «وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ » (غافر: 60 ).
وفي الحديث القدسي، يقول رب العزة : «من عمل عملا أشرك معي فيه غيري تركته وشركه»، لكن ووسط ذلك عليك بالتوسل إلى الله وأنت تدعوه، وأن يكون مطعمك وملبسك حلال، فضلا بالتأكيد عن الثقة المتناهية في الله عز وجل، فقد قال تعالى عن عباده الصالحين : «رَبَّنَا إِنَّنَا آَمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ» (آل عمران: 16 ).
وعلى المؤمن أن يدعو بقلب حاضر، موقن بالإجابة ، لما رواه الترمذي والحاكم وحسنه الألباني عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه».