بقلم |
عاصم إسماعيل |
الجمعة 01 ديسمبر 2023 - 10:23 ص
ورد سؤال إلى دار الإفتاء المصرية من امرأة تقول: "كيف يعرف الإنسان الشيخ المربي؟، وكيف يكون ذلك بالنسبة للمرأة؟، وكيف تسعى لذلك؟ وما هي الإجراءات التي تجعل ذلك مضبوطًا بضوابط الشرع الشريف؟".
وأجاب الدكتور أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، قائلاً:
السائلة الكريمة تسأل عن رجل صالح أمين، يرشدها في علاقتها بربنا سبحانه وتعالى، وتجربتها الروحية، يقول لها افعلي هذا، ولا تفعل ذلك، ويوضح لها ما في مصلحتها في علاقتها بالله سبحانه وتعالى، وهذا ليس في مصلحتك، أن ينصحها بأن تذكر الله سبحانه وتعالى بذكر معين، وأن يحذرها من بعض الأمور، وهكذا.. فهذا هو معنى الشيخ المربي، "ودا حد يشبه كده الـ Guide tour، المرشد للرحلة، الذي ياخذك إلى الصحراء فيخيم في مكان ويرفض آخر، ويمنعك من السير في طريق قطاع الطرق أو العواصف الرملية ونحوها.. فهو حد عارف الطريق".
الشيخ المربي ليس متسلطًا أو ديكتاتورًا أو يمارس الوصاية الدينية، لكنه مرشد روحاني، لابد أن يكون من أهل العلم ومن أهل الصلاح، فأهل الله يقولون ما اتخذ الله وليًا جاهلًا، والجهل هنا هو عدم العلم بأحكام الشريعة، حتى لا يدخل له الشيطان، فيصور له أشياء باعتبارها من أحكام الشريعة وهي ليست كذلك.
الشيخ عبد القادر الجيلاني كان ذات مرة يجلس في خلوته، عندما سمع صوتًا طيبًا يقول له أسقطنا عنك التكاليف، فقال: اخسأ يا لعين، إذ عرف أنه الشيطان، فسمع صوتًا ما سمع أقبح منه وشم ريحًا لم يجد أخبث منها، فقال له: لقد أضللت قبلك مائة عابد أو شيء من هذا القبيل.
لكن المرشد الروحاني يجب أن يكون من أهل العلم، وأيضًا من أهل التقوى والصلاح باتفاق العلماء والصالحين على أنه كذلك، "لازم يكون مأذون له.. بأن يكون مربيه الروحي قد أذن له وقال له إنه يصلح لذلك".
من لا يستطيع الوصول لشيخ مرب، يقول يارب: اللهم ألهمني وأرشدني لأن ألتقي بأحد من خواصك يأخذ بيدي إليك ويدلني على الطريق، وهذا من باب التعاون على البر والتقوى، ومن لا ينشرح صدره لأحد يدعي ويكثر من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم "فهي شيخ من لا شيخ له".
الشيخ المتقي الهندي ألف في ذلك كتابًا أسماه: "هداية ربي عند فقد المربي"، كثرة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ألف مرة يأتي إليه بمدد روحاني من الله سبحانه وتعالى.
لكن لابد أن يبحث عن المرشد والمربي، على أن يكون مشهودًا، مأذونًا له بالتربية، ويكون عالمًا صالحًا تقيًا مقيدًا بقيود الشريعة، خاصة إن كان من يطلب ذلك امرأة، "لأن التغرير بالنساء في هذا المسلك غير مأمون، وإلا فقد تجد المرأة نفسها تقع في حبائل الشيطان".