ما من شك أن جميع الناس يريدون النجاح في الحياة، لكن الكثير منهم لا يعون ولا يدركون الطرق التي توصل إلى هذا النجاح.
فلسفة النجاح تكون في المحاولة، وعدم اليأس مرة بعد مرة، لأنه من المؤكد ستنجح مرة، وفي كل مرة تزيد خبرات، مع يمنعك من السقوط أو الفشل مجددًا.
فالمخترع العبقري توماس أديسون مخترع المصباح يذكر أنه فشل في الوصول إلى الفكرة أكثر من ألف مرة، وحينما سئل عن فشله 1000 مرة قال: «أنا لم افشل 1000 مرة بل اكتشفت 1000 طريقة لا تؤدى إلى اخترع المصباح».. هكذا اكتشف فلسفة النجاح فعمل على تكريسها فأصبح أشهر وأهم وأنجح مخترع عبر التاريخ.
الإصرار على النجاح
تكرار المحاولة ليس معناه الفشل، وإنما معناه الإصرار على النجاح، فهذا الأسد لا ينجح في الصيد إلا في ربع محاولاته أي أنه يفشل في 75% من محاولاته و ينجح في 25% منها فقط.. ورغم هذه النسبة الضئيلة إلا أنه يستحيل على الأسد أن ييأس من محاولات المطاردة و الصيد لأنه يعي تمامًا أنه سينجح في مرة منها لاشك.. والسبب الرئيسي في ذلك ليس الجوع كما قد يظن البعض ، إنما هو استيعاب الحيوانات لقانون (الجهود المهدورة) وهو القانون الذي تعمل به الطبيعة كلها.. فنصف بيوض الأسماك يتم التهامها .. ومعظم بذور الأشجار تأكلها العصافير.
في حين أن الإنسان وحده من يرفض هذا القانون الطبيعي الكوني ويعتبر أن عدم نجاحه في بضع محاولات يجعل منه إنسانًا فاشلاً.. فقد سُئل ابن أبي بكرة: أي شيء أدوم إمتاعًا؟.. فقال: الأمل.. هذا الأمل يرجع الفضل إليه في جعل الإنسان يتمتع استباقًا بالمتع التي يمكن ألا يصل إليها أبدًا، ولكن الآمال لا تدرك إلا بالأعمال.
اقرأ أيضا:
أعاقب أطفالي بمنعهم من الأطعمة التي يحبونها.. هل تصرفي خاطيء؟الفشل الحقيقي
أما الفشل الحقيقي، فهو لاشك "التوقف عن المحاولة"، لأن النجاح ليس أن يكون لديك سيرة حياة خالية من العثرات والسقطات، بل هو أن تمشي فوق أخطائك وتتخطى كل مرحلة ذهبت جهودك فيها هدراً وتتطلع الى المرحلة المقبلة.
ولو كان هنالك من كلمة تلخص هذه الدنيا فستكون بكل بساطة: ( استمر )، ودائمًا كن في حالة اعتماد وتوكل على الله، وهو بالتأكيد لن يتخلى عنك أبدًا.
الاعتماد على الله الذي لا إله إلا هو الرحمن الرحيم، هو أصل كل نجاح لاشك، فهو الذي يقول في كتابه القرآن الكريم بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم: « وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ » (البقرة: 186)، فلا تيأس أن تسأله وأنت موقن في الإجابة.