كثير من الناس يشتكون من الشعور بضيق في الصدر، ولا يدرون كيف يكون العلاج، والحقيقة أن ضيق الصدر إنما يأتي نتيجة عوامل كثير أبرزها لاشك، البعد عن طريق الله، واليأس أو الإحباط نتيجة الأحداث اليومية المتتابعة، لكن من علم المعادلة، فهم جيدًا طريقة الخروج من أي ضيق صدر مهما كان، وهو طريق الله عز وجل وكفى به مخرج.
قال تعالى : «فَمَنْ يُرِدْ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ » (الأنعام: 125)، فهذه معادلة واضحة في سعادة العبد وهدايته، فمن انشرح صدره واتسع للإسلام، اطمأنت نفسه لاشك.
الإعراض عن الذكر
إذن ليعلم كل مسلم أن الإعراض عن ذكر الله، إنما هو بداية الطريق إلى ضيق الصدر، ولمّ لا وهو من أعظم الذنوب والخطايا، ولذا كانت عقوبته وخيمة، ففي الدنيا يعاقبه اللهُ تعالى بالضنك والضيق، وفي الآخرة يحشره الله سبحانه أعمى، قال تعالى يوضح ذلك: « وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى » (طه: 124، 125).
والمعيشة الضنك هي ما يصيب العبد الذي يمتنع عن ذكر ربه، من الهم والغم والألم في الحياة الدنيا، وهذا عذاب يتعجل له، بينما في دار البرزخ، وفي الدار الآخرة، سيكون العذاب مختلفًا، كما قال الله سبحانه وتعالى: « إِنَّ الأبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ * وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ » (الانفطار: 13، 14)، ومن ثم فإنه لاشك أن ضيق الصدر من الغفلة، كما بينت الآية السابقة (من أعرض عن الذكر.. نال الضنك)، هذه هي المعادلة.
اقرأ أيضا:
كيف تستعد ارمضان من الآن؟.. تعرف على أهم الطرق والوسائلبغض الله
عزيزي المسلم، احذر أن يبغضك الله عز وجل -والعياذ بالله-، لأن النتيجة ستكون مريرة جدًا على حياتك كلها، وما بعض الله يأتيك إلا بالإعراض عن ذكره.
عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، قال: «إن الله تعالى إذا أحب عبدا دعا جبريل، فقال: إني أحب فلانا فأحببه، فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء، فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض عبدا دعا جبريل، فيقول: إني أبغض فلانا فأبغضه. فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يبغض فلانا فأبغضوه، ثم توضع له البغضاء في الأرض».