السعي وراء الرزق هي كلمة السر في الانطلاق الكبير للأفراد لاكتساب لقمة العيش وتوفير سبل الحياة السعيدة له ولمن يعول..
معنى الرزق:
لكن إن يظن المرء أن الرزق فقط هو ما يتحصل عليه من مال وعقارات وسيارات وامور مادية فهذا هو الخطأ بعينه.. الرزق كلمة أوسع من هذا بكثير .
يتسع مفهوم الرزق ليشمل راحة البال وصحة البدن وسلامة الصدر والبركة فيما أوتي .. وحسن الخلق وحب الناس والتوفيق في الحياة وغير ذلك من المعاني الجميلة فكل هذا رزق وكل هذا له وسائل لتحصيلها ... ويبقى السؤال.. كيف أسعى لتحصيل الرزق.
إن الإجابة في هذا السؤال لا تحتاج عناء كبيرا فالسعي أنت مأمور به بأن تسعى لتتحصل على الرزق من الطرق المباحة.. تسعى وتوقن أن رزقك محسوم ومقدر وان ما يأتيك من السعي ليس باجتهادك لكنه فضل منة وعطاء من الله تعالى.
أفضل طرق تحصيل الرزق:
وأفضل طرق تحصيل الرزق بل أطيبها تقوى الله فقد قال سبحانه: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا"، وهذا الوعد بالمخرج والرزق من غير وجه الاحتساب، يحتمل أن يكون متعلقا بشأن الأزواج خاصة، ويحتمل أن يكون عاما في كل شؤون أهل التقوى.
أٌقوال العلماء في تحصيل الرزق بالتقوى:
وقد ذكرت أمان اللجنةالعلمية لإسلام ويب عدة أقوال للمفسرين في معنى هذه الآية منها ما قاله البيضاوي: ( وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ) جملة اعتراضية مؤكدة لما سبق بالوعد على الاتقاء عما نهى عنه صريحاً أو ضمناً من الطلاق في الحيض، والإِضرار بالمعتدة وإخراجها من المسكن، وتعدي حدود الله، وكتمان الشهادة ...... بأن يجعل الله له مخرجاً مما في شأن الأزواج من المضايق والغموم، ويرزقه فرجاً وخلفاً من وجه لم يخطر بباله.
أو بالوعد لعامة المتقين بالخلاص عن مضار الدارين، والفوز بخيرهما من حيث لا يحتسبون. أو كلام جيء به للاستطراد عند ذكر المؤمنين. وعنه صلّى الله عليه وسلم: «إني لأعلم آية لو أخذ الناس بها لكفتهم» (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ ) فما زال يقرؤها ويعيدها». وروي «أن سالم بن عوف بن مالك الأشجعي أسره العدو، فشكا أبوه إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلم، فقال له: «اتق الله، وأكثر قول: لا حول، ولا قوة إلا بالله. ففعل، فبينما هو في بيته إذ قرع ابنه الباب ومعه مائة من الإِبل، غفل عنها العدو فاستاقها». وفي رواية «رجع ومعه غنيمات ومتاع».
وأضافت ما قاله أبوالسعود في تفسيره : وقوله تعالى: {ومن يتق الله} الخ جملة اعتراضية، مؤكدة لما سبق من وجوب مراعاة حدود الله تعالى بالوعد على الاتقاء عن تعديها، كما أن ما تقدم من قوله تعالى: ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه، مؤكد له بالوعيد على تعديها. فالمعنى: ومن يتق الله فطلق للسنة، ولم يضار المعتدة، ولم يخرجها من مسكنها، واحتاط في الإشهاد، وغيره من الأمور: {يجعل له مخرجا}، مما عسى يقع في شأن الأزواج من الغموم والوقوع في المضايق، ويفرج عنه ما يعتريه من الكروب {ويرزقه من حيث لا يحتسب} أي من وجه لا يخطر بباله ولا يحتسبه.
ويجوز أن يكون كلاما جيء به على نهج الاستطراد، عند ذكر قوله تعالى: ذلكم يوعظ به من كان يؤمن بالله... إلى آخره.
فالمعنى: ومن يتق الله في كل ما يأتي وما يذر، يجعل له مخرجا ومخلصا من غموم الدنيا والآخرة، فيندرج فيه ما نحن فيه اندراجا أوليا.
عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قرأها، فقال: مخرجا من شبهات الدنيا، ومن غمرات الموت، ومن شدائد يوم القيامة.
وعلى كال حال: فإن الآية لا تقتضي أن حصول الرزق من الوجه الذي يحتسبه العبد عقوبة، وأنه ينافي التقوى والتوكل على الله!
ولا تفيد أن حصول الرزق للعبد من وجه لا يحتسبه، دليل على تحقيقه للتقوى والتوكل!
بل كل ما في الآية -على القول بعمومها- أن التقوى سبب لرزق العبد من أوجه لا يحتسبها ولا يقدرها، لا أن كل رزق يناله المتقي يكون من حيث لا يحتسب، ولا أن كل من رزق من حيث لا يحتسب، فهو متق لله!