أدت جائحة كوفيد – 19 التي ضربت دول العالم وتسببت في وفيات وإصابات بالملايين، وفرض حالة الإغلاق في العديد من الدول إلى تزايد مستويات التوتر بشكل كبير لدى العديد من النساء، ما نجم عنه اضطراب في الدورة الشهرية لديهن.
وأفادت أكثر من نصف المشاركات في استطلاع عبر الإنترنت عن حدوث تغييرات في الدورات الشهرية أثناء الوباء، بما فيها الاختلافات في أعراض ما قبل الدورة وفي الوقت بين الدورات ومدة النزيف.
وشاركت في الدراسة أكثر من 200 امرأة في فترة الحيض في الولايات المتحدة في استطلاع عبر الإنترنت أجري في الفترة ما شهري يوليو وأغسطس 2020، أجبن خلاله على أسئلة حول مستويات الإجهاد أثناء الوباء ودورات الحيض لديهن.
ووجدت الدراسة، وفقًا لوكالة "يو بي آي"، أنه كلما زاد التوتر الذي شعرت به النساء عند بدء عمليات الإغلاق الوبائي في الولايات المتحدة، كلما كانت اضطرابات الدورة الشهرية أكثر وضوحًا.
وكانت النساء اللواتي أبلغن عن مستويات عالية من الإجهاد أكثر عرضة لنزيف حاد وفترات أطول من النساء اللائي تعرضن لضغط معتدل فقط خلال الفترة الأولى من الوباء.
الدراسة التي نشرت مؤخرًا على الإنترنت في مجلة صحة المرأة، وصفها الباحثون بأنها أول دراسة في الولايات المتحدة لتقييم تأثير الإجهاد الناتج عن فترات الحيض.
اقرأ أيضا:
طفلي لا يحفظ الأسرار.. ماذا أفعل؟وربطت دراسات سابقة بين عدم انتظام الدورة الشهرية واضطرابات المزاج مثل القلق والاكتئاب، بالإضافة إلى الضغوطات الحادة مثل الكوارث الطبيعية أو النزوح أو المجاعة.
قالت مؤلف الدراسة، نيكول وويتويتش: "من المعروف أن الإجهاد يمكن أن يسبب تغيرات في دورات الطمث، وتتراوح هذه التغييرات من فترات أقصر أو أطول إلى نزيف أكثر غزارة أو أخف، وقد تتسبب في تخطي النساء لفترة الحيض أو تفويت الدورة الشهرية تمامًا".
وأضافت أستاذة الأبحاث مساعدة في العلوم الاجتماعية الطبية بكلية الطب بجامعة نورث وسترن بالولايات المتحدة: "التغيرات أو المخالفات في الدورة الشهرية المرتبطة بالإجهاد... يمكن أن تكون مقلقة أو تسبب إجهادًا إضافيًا أو عدم يقين للأفراد المتضررين، خاصة بالنسبة لأولئك الذين قد يراقبون الدورة الشهرية كوسيلة لتحديد النسل أو لأولئك الذين يحاولون بنشاط الحمل".
نتائج الدراسة تعكس ما تسمعه الدكتورة سوزان خليل، أستاذة مساعدة في أمراض النساء والولادة بكلية إيكان للطب في "ماونت سيناي" بنيويورك من العديد من مرضاها.
أضافت: "عندما يؤثر الإجهاد على الدورة الشهرية، يصعب التنبؤ بالخصوبة أو الحمل. كما أنه يجعل من الصعب استئناف محاولة الحمل لأنه من الصعب التنبؤ بالإباضة، وهذا يمكن أن يزيد من ضغوط محاولة الحمل".
يشعر العديد من المرضى لديها بالقلق من أن لقاح كوفيد – 19 سيسبب تغيرات في الدورة الشهرية. لكنها شددت على أن "اللقاح آمن ولم يتم ربطه بشكل مباشر بالتغيرات في بطانة بطانة الرحم، لكن هذا مجال جديد للاستكشاف".
ونصحت خليل بأنه "إذا كان تنزفين بغزارة أو لديك مخاوف من أن الدورة الشهرية قد تغيرت، فاستشيري طبيبك لأن هذا يفتح النقاش".