برغم أن طاعة الله تعالى تحتاج في الغالب إلى مجاهدة فإن هناك بعض العبادات التي يمكنان تكسب منها آلاف الحسنات في اليوم دون عناء ومجاهدة.
ومن هذه العبادات البشر والتبسم في وجه من تلقاه.. فهذه العبادة من العبادات السهلة الميسرة والتي تجذب لك الآخر وتحببه فيك وتجعلك دائما محبوبا من الجميع.
التبسم دعوة في سبيل الله:
فأنت إن تبسمت في وجه من تلقاه فكأنك تبشره بالخير .. تيسر له الأمور تعطيه طاقة إيجابية .. بل إن مجرد التبسم للغير دعوة في سبيل الله تعالى دون أن تتكلم بكلمة وفي الحديث "كل معروف صدقة، وإن من المعروف أن تلقى أخاك بوجه طلق...". الحديث ( رواه الترمذي وقال : حسن)،كما قال صلى الله عليه وسلم: "ولا تحقرن شيئاً من المعروف، وأن تكلم أخاك وأنت منبسط إليه وجهك إن ذلك من المعروف". (رواه أبو داود ، وصححه الألباني).
فوائد التبسم النفسية:
وبجانب فوائد في الدين وأنه يجلب الحسنات فإن علماء الاجتماع والنفس وكذا الأطباء أثبتوا فوائد التبسم عل الصحة العام وتحسين العلاقات الاجتماعية بين الناس ومن فوائده أن التبسم يحسن مزاجك يخفف من الألم يخفض ضغط الدم يقوي جهاز المناعة يحسن من العلاقات الاجتماعية يقلل من التوتر إن هذه البشاشة التي يلقى بها المسلم إخوانه تزرع له في قلوبهم وداً ومحبة.
أهمية التبسم:
ومن يدرك أهمية البشاشة والبشر والتبسم يعلم أنها ضرورية جدا وأنه بإمكانك ابتسامة واحة أن تحل أعقد المشكلات وذلا كان ديدن العلماء والحكماء التبسم قال ابن حبان: (البَشَاشَة إدام العلماء، وسجيَّة الحكماء؛ لأنَّ البِشْر يطفئ نار المعاندة، ويحرق هيجان المباغضة، وفيه تحصين من الباغي، ومنجاة من الساعي)، وعن هشام بن عروة، عن أبيه قال: (مكتوب في الحكمة: ليكن وجهك بسطًا، وكلمتك طيبة، تكن أحبَّ إلى النَّاس من الذي يعطيهم العطاء).
الابتسامة تقربك من الناس وتقرب الناس لك:
فالابتسامة تجعلك قريبا من الناس محبوبا من الجميع حتى من لم يعاملك يفرح بقدومك دون ان تكون لك معه علاقة بل إن بعضهم يتمنى أن تكون لاه علاقة بصاحب الوجه المتبسم فصاحب البشر والبشاشة قريب من القلوب حبيب إلى الناس، ينتشر بينهم الثناء عليه ومدحه، قال أبو جعفر المنصور: (إنْ أحببت أنْ يكثر الثَّناء الجميل عليك من النَّاس بغير نائل، فالْقَهُمْ ببِشْر حسن)...
والعكش ينفر الناس من صاحب الوجه العبوس الكئيب الكاشر دائما فهو يصعب عليهم الحياة ويعطيهم طاقات سلبية من أجل ذلك ندب الشرع إلى البشر والبشاشة التي هي السرور الذي يظهر في الوجه بما يدل على حب اللقاء والفرح بالمقابلة، وقد عد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لقاء الإخوان بالبشاشة والفرح عده من المعروف؛ وإذا ما أتيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم - وجدته مستبشراً بشوشاً؛ فعن جرير رضي الله عنه قال: ما حجبني النَّبي صلى الله عليه وسلم منذ أسلمت، ولا رآني إلا تبسَّم في وجهي، بل كان كذلك حتى مع الجفاة الشداد، فذاك رجل أعرابي يأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم - فيجبذه بردائه جبذة شديدة تؤثر في عاتقه ، ثم يقول له في غلظة: يا محمد ، مر لي من مال الله الذي عندك ، وإذا بالنبي صلى الله عليه وسلم يقابل هذه الغلظة والجفاء ببشاشة ورحابة صدر ثم يأمر له بعطاء .