أحاط الإسلام اتباعه بتحصينات تحميه من شر نفسه وشر الشيطان ومكره وجعل الذكر وقاية للمسلم من اي مكروه يمكن أن يصيبه.
فبجانب أن الذكر يزيد الإيمان ويقرب العبد من خالقه ويكفر سيئات العبد فهو أيضا وقاية وتحصين مما يعتري الانسان من الأضرار والشرور.
ومن يلحظ هذه الأذكار يجدها تحيط المسلم في كل أحواله فهناك أذكار النوم وأذكار لليقظة وأذكار للمطر وأذكار للمرض وأذكار للعين والحسد وأذكار للصباح وأخرى للمساء وغير ذلك الكثير.
ومن جملة ما شرعه الله لعباده الأدعية فهي ذكر ودعاء والله تعالى يحب أن يلجأ إليه الغيد بالدعاء والتضرع ووعد بالاستجابة قال الله تعالى: {وقال ربكم ادعوني أستجب لكم}، وقال تعالى: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان} (البقرة:186).. وفي الحديث " الدعاء هو العبادة" حتى إنه من لن يسأل الله يغضب عليه، فالدعاء إذا ذكر وطلب وكلاهما مرعب فيه مأمور به المسلم.
وهناك عدد من الأدعية المشروعة منها ما رواه أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: (كنت جالساً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجل قائم يصلي، فلما ركع وسجد تشهد ودعا، فقال في دعائه: اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت المنان، بديع السموات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام، يا حي يا قيوم إني أسألك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه: أتدرون بم دعا؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: والذي نفسي بيده، لقد دعا الله باسمه العظيم، الذي إذا دُعِيَ به أجاب، وإذا سُئِل به أعطى) رواه أحمد.
كما حث النبي صلى الله عليه وسلم على دعاء الوتر وهو دعاء جامع جاء فيه: (اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شرَّ ما قضيت، فإنك تقضي ولا يقضى عليك، إنه لا يذل من واليت، ولا يُعزُّ من عاديتَ، تبارَكتَ ربَّنا وتعاليت) رواه أبو داود وصححه الألباني.
دعاء وقت السحر:
وإذا كان الدعاء والذكر مرغب فيه في كل وقت فهو في أوقات بعينها أشد رغبة وأرجى للقبول ومن هذا وقت السحر فى ثلث الليل الآخر وفي هذا الوقت يمكن أن تدعو الله بما شئت من خيرات كما أن هناك أدعية وردت في هذا الوقت يمكن أن تدعو بها منها ما ورد عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا تهجَّد من الليل، قال: (اللهم لك الحمد، أنت نورُ السماواتِ والأرض، ولك الحمد، أنت قَيِّمُ السماواتِ والأرض، ولك الحمد، أنت ربُّ السماواتِ والأرض ومَن فيهن، أنت الحقُّ، ووعدُك الحقُّ، وقولُك الحقُّ، ولِقاؤك الحقُّ، والجنةُ حقٌّ، والنارُ حق، والنبِيُّون حق، والساعةُ حق، اللهم لك أسلَمتُ، وبك آمَنت، وعليك توكَّلت، وإليك أنَبت، وبك خاصَمت، وإليك حاكَمت، فاغفِرْ لي ما قدَّمتُ وما أخَّرت، وما أسرَرتُ وما أعلَنت، أنت إلهي، لا إله إلا أنت) رواه البخاري.
ولما كان حال المؤمن يتقلب بين العسر واليسر وأنه ربما استدان والدين هم بالليل ومذلة بالنهار ويجعل صاحبه مهموما لأنه يريد قضاء دينه وفي هذه الحال يشرع أن تدعو الله بما ورد من أدعية قضاء الدين ومنها ما رواه أنس رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ: (أَلا أُعلِّمُك دعاءً تدعو به لو كان عليك مثلُ جبلِ أُحُدٍ دَيْنًا لأدَّاه اللهُ عنك؟ قل يا معاذ: اللهمَّ مالكَ الملكِ تُؤتي الملكَ مَن تشاء، وتنزعُ الملكَ ممن تشاء، وتُعِزُّ مَن تشاء، وتذِلُّ مَن تشاء، بيدِك الخيرُ إنك على كلِّ شيءٍ قدير، رحمنُ الدنيا والآخرةِ ورحيمُهما، تعطيهما من تشاء، وتمنعُ منهما من تشاء، ارحمْني رحمةً تُغنيني بها عن رحمةِ مَن سواك) رواه الطبراني وحسنه الألباني.
وعن علي رضي الله عنه أن مُكاتباً (مديناً) جاءه، فقال: (إنِّي قد عَجزتُ عَن كتابتي فأعنِّي، قال: ألا أعلِّمُكَ كلِماتٍ علَّمَنيهنَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، لو كانَ عَليكَ مثلُ جَبلِ صيرٍ دينًا أدَّاهُ اللَّهُ عَنكَ، قال: قُل: اللَّهمَّ اكفني بِحلالِكَ عن حرامِكَ، وأغنِني بِفَضلِكَ عَن سواك) رواه الترمذي وحسنه الألباني.
ومن لطف الله تعالى بعباده أن شرع لهم من الأدعية ما ينتشلهم من الهم والمغرب الذي ربما أصابهم نتيجة المرض والدين والمصائب ومن هذا ما جاء عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (إني لأعلم كلمة لا يقولها مكروب إلا فرَّج الله عنه: كلمة أخي يونس عليه السلام، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين) رواه الترمذي. وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما أصاب أحدا قط هم ولا حزن فقال: اللهم إني عبدك، وابن عبدك، وابن أمتك، ناصيتي بيدك ماضٍ فيَّ حكمك، عَدْلٌ فيَّ قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك، سميتَ به نفسك، أو علمته أحداً من خلقك، أو أنزلته في كتابك، أو استأثرتَ به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري، وجلاء حزني وذهاب همي، إلا أذهب الله همه وحزنه، وأبدله مكانه فرجاً، قال: فقيل: يا رسول، ألا نتعلمها؟، فقال: بلى، ينبغي لمن سمعها أن يتعلمها) رواه أحمد.
.