ورد سؤال إلى دار الإفتاء المصرية من امرأة تقول: "كنت أصلى الفجر حاضرًا، لكن الآن عندي كسل وخمول، أكون مستيقظة ولا أقوم للصلاة، ماذا أفعل؟".
وأجاب الدكتور أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية قائلاً:
"عودى نفسك على القيام، ومرة تلو الأخرى ستجدين أن الكسل تلاشى وذهب وبإذن الله".
أعاني من الكوابيس وأستيقظ عند الفجر؟
ورد سؤال إلى دار الإفتاء المصرية يقول: "تنتابني الكوابيس وأستيقظ دائمًا عند الفجر فماذا أفعل؟".
وأجاب الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، قائلاً:
أولاً هناك شيء جميل في الموضوع أن المسلم يستيقظ لصلاة الفجر.
وعلى الإنسان حتى يتجنب الكوابيس أن ينام على وضوء، وأن يقرأ ورده وأذكار النوم قبل أن ينام على شقه الأيمن كما بين النبي- صلى الله عليه وسلم-وينام على طاعة الله، وكل هذا يمنع هذه الأشياء التي نسميها بالكابوس النومي الذي يأتي إلى الإنسان.
على الانسان ألا يقلق من هذا إذا مان ما يؤدي ما عليه لله ويؤدي ما عليه لعباد الله، مع المداومة على الذكر والنوم على وضوء.
وفي هذا السياق، نصح الدكتور أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، كل من يعاني من الكوابيس المخيفة أن يكون دائم الطهارة، ويستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، وأن يواظب على أذكار الصباح والمساء، وعلى اذكار ما قبل النوم، وألا يأكل قبل النوم بفترة متقاربة، وأن يجعل الانسان وجبة العشاء قبل النوم بفترة كافية، لكي ينام الإنسان وروحه خفيفة.
وأضاف، أنه على الإنسان ان يجعل لنفسه وردا وذكرا على مدار اليوم، كالاستغفار مائة مرة، والصلاة على رسول الله مائة مرة، وأن نقول لا اله الا الله مائة مرة، منوها إلى ان كل هذه الأمور تجعل الإنسان كأنه يعمل انعاشا لروحه فتنفض عنه أدران الذنوب، وتنفض عنه أثقال تترسب في الروح من كثرة الكلام ومخالطة الناس.
تأدية صلاة الفجر بعد شروق الشمس
قال الشيخ أحمد ممدوح، إن الشرع الحنيف حدد مواعيد لأداء الصلوات الخمس، ويجب على المسلم أن يقضي الصلاة التي لم يدركها، موضحًا أن "مَنْ أَخَر صلاة الصبح إلى طلوع الشمس، عمدًا يأثم شرعًا على ذلك ويجب عليه أن يؤدي الصلاة قضاءً".
وأشار إلى أن "وقت صلاة الفجر يبدأ بطلوع الفجر الثاني "الفجر الصادق"، وهو عبارة عن بداية ذهاب الليل، ومجيء أول بياض الصبح، حيث يكون السواد مختلطًا بالبياض، وعندما ينتشر الضوء في الآفاق ينادي المؤذن للصلاة؛ دلالة على دخول وقت أداء صلاة الصبح وانتهاء وقت صلاة العشاء والتهجد والقيام، وينتهي وقت الفجر بشروق الشمس".
وأكد أنه لا يأثم شرعًا من ترك صلاة الفجر في الوقت المحدد لها بسبب عذر كالنوم أو النسيان، الواجب عليه البدار بقضائها، ولا يؤخر ذلك إلى صلاة أخرى، بل الواجب البدار بالقضاء حالًا؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ نَسِيَ صَلَاةً، أَوْ نَامَ عَنْهَا، فَكَفَّارَتُهَا أَنْ يُصَلِّيَهَا إِذَا ذَكَرَهَا.. لاَ كَفَّارَةَ لَهَا إِلَّا ذَلِكَ» هكذا قال النبي -صلى الله عليه وسلم-، فالواجب البدار إلى أن يؤدي الصلاة التي نام عنها أو نسيها، وليس لها وقت نهي، فلو نسي الصبح فلم ينتبه لها إلا الظهر، بادر وصلاها وصلى الظهر.
كيف تستيقظ لصلاة الفجر؟
صلاة الفجر من المعارك اليومية التي تحتاج لجهاد النفس وجهاد الشيطان معًا، خاصة وأن الإنسان النائم دائمًا ما يستثقل الاستيقاظ من أجل أداء صلاة الفجر في جماعة، كما أن الشيطان قد يثقل عليه نومه ويوسوس له بأن يصليها حينما يستيقظ والله غفور رحيم.
وهناك العديد من العوامل التي تساعدك على أداء صلاة الفجر في موعدها:
الإيمان بأن الصلاة نور، والثبات على الصلاح، والله -تبارك وتعالى- قال: {إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ} [العنكبوت:45]، فالمواظبة على الصلاة من عوامل الوقاية، ومن عوامل البعد عن المعاصي؛ لأن الله كما أخبرنا نبينا -صلى الله عليه وسلم- بقوله: "احفظ الله يحفظك" فأنت ما دمت تحافظ على الصلاة فإن الله سيحفظك ببركة المحافظة على الصلاة، وكذلك المحافظة على الصلاة في جماعة؛ لأن صلاة الجماعة تزيد على صلاة الفرد بسبع وعشرين درجة.
المحافظة على أذكار الصباح والمساء؛ فعن النبي -صلى الله عليه وسلم- أخبرنا بقوله: "من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، في اليوم مائة مرة..كانت له عدل عشر رقاب، وكتبت له مائة حسنة، ومحيت عنه مائة سيئة، وكانت له حرزاً من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به، إلا أحد عمل عملاً أكثر من ذلك".
المحافظة على ورد من القرآن الكريم يومياً؛ لأن القرآن نور، والله تبارك وتعالى عندما أخبرنا عن القرآن فقال: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} [الإسراء:9].
الدعاء، أن تدعو الله أن يهديك صراطه المستقيم، وأنت تعلم أنه لا يهلك مع الدعاء أحد، فإن الله جعله آية من آياته الواضحة، فأنت تقرأ: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} [الفاتحة:6].
الصحبة الصالحة، فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "لا تصاحب إلا مؤمناً، ولا يأكل طعامك إلا تقي"، فاجتهد في الصحبة الصالحة والارتباط بهم؛ فإذا منَّ الله عليك بصحبة صالحة فإنك بإذن الله ستجد عوناً كبيراً.
ربط نفسك بعمل من أعمال الدين، أي تمارس الدعوة بنفسك؛ لأن الله تعالى لا يضيع أهله، والأخ الذي يعمل في خدمة الدين، فإن الله تبارك وتعالى يجعل له من لدنه وليّاً ونصيراً؛ ولذلك بعث الله إلى الناس الأنبياء والرسل، والإنسان منا الذي يعمل في مجال الدعوة يقول لنفسه: {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ} [البقرة: 44]، فالعمل في الدعوة، بمعنى أن تشارك في الأنشطة الدعوية التي توجد في المنطقة حسب الظروف.
أن تسأل الوالدين الدعاء لك، فإن دعاء الوالدين كما تعلم لا يُرد؛ فقد أخبر النبي -عليه الصلاة والسلام- بقوله: "ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهنَّ"، فأنت تحتاج أن تستعين بعد الله تعالى بدعاء الوالدين؛ لأن دعاء الوالدين على درجة عظيمة من الأهمية بالنسبة لك.
بالأخذ بالأسباب المادية التي تعينك على الاستيقاظ، كالنوم المبكر بقدر الاستطاعة، والنوم خلال النهار إذا استطعت، وأخذ بأسباب التنبيه، كأن تضبط ساعة المنبه أو الموبايل، أو تطلب من بعض من يصلي الفجر أن يتصل عليك أو يوقظك للصلاة.