يتساهل بعض الناس في علاقته بأقرانه وأقاربه ومحارمه، فالبعض يستسهل مزاحه مع زوجة أخيه باليد، حتى يصل الأمر في أوقات كثيرة، إلى حضنها وتقبيلها من قبيل اعتباره مثل أخته، كما أن بعض الرجال تمزح مع شقيقات زوجته بيده، وربما أيضا يقبلها ويحتضنها كما لو كانت زوجته، معتبرًا أن ذلك من حسن الظن، إلا أن هذا من المشكلات التي تخرب على الناس بيوتهم دون أن يشعروا.

فمعظم الأزواج لا ينتبهون إلى ما حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم (( الحمو الموت )) وذلك من خلال الظن بأن هذا أخو زوجي وهذا عم زوجي وهما مثل أخوتي ولا يوجد منهم خوف، والمشكلة الأكبر أن الزوج يسمح بترك زوجته في مكان مع أخيه أو مع عمه أو خاله حيث أن هؤلاء الأشخاص لا يوجد أي قلق منهم ويمكنهم الدخول والخروج إلى المنزل بكل ثقة .

قصة الحمو الموت

لا يجوز على الشاب المسلم أن يدخل على زوجة أخية أو أن يتواجد معها في مكان بمفردهما، وكذلك لا يجوز العيش مع أخيه وزوجته حتى لا يخلو بهم.

روي عن الإمام أحمد وغيره أن رسول الله صلوات الله وسلامه عليه عليه قد ذكر في تواجد الرجل والمرأة معًا في مكان واحد ، قوله صلى الله عليه وسلم : (( لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان )) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم .

لهذا السبب يجب على الزوج أن يحفظ زوجته وأخية من الفتن أو أبنه عمه أو أي شخص من أقاربه لا يعتبر من محارم الزوجة ، وأن يتواجد في المنزل خلال تواجد أي شخص من هؤلاء الأشخاص به ولا يسمح بتواجد شخص في المنزل خلال الوقت الذي لا يوجد به.

كما أنه يجب على الزوجة أن تطلب من زوجها ذلك إذا كان لا يذكر الحديث فيجب أن تذكره به حفاظًا على نفسها من الزنا ومن الوقوع في المعصية، وكذلك أخ الزوج يجب أن يحفظ نفسه ولا يذهب إلى بيت أخيه بدون أذن والتأكد من أن أخيه يوجد في المنزل قبل الذهاب .

الله لا يستحي من الحق

بعض الناس إذا حدثته في هذا ثار في وجهك واتهمك بأنك مريض نفسيا، أو أنك تتهمه بأنه ينظر لزوجة أخيه، وفاض عليك من الكلمات ما تقف أمامه مفزوعا، ولكن الله لا يستحي من الحق، فكثرة الاختلاط في المنزل تكون سبب في حدوث الكثير من المشاكل المؤسفة ، والمقصود بـ (( الحمو الموت )) هما الأشخاص الذين يمكنهم الاختلاط مع الزوجة بدون أن يوجد أي شك في ذلك حيث أن هذا يكون سبب في حدوث فتنة ، والذين يطلق عليهم هذا اللقب هما جميع أقارب الزوج ما عدا الأبناء والأبناء حيث أن هؤلاء محارم لها .

وبعض العلماء، تذكر أن المقصود بـ حمو الموت هما أقارب الزوجة والزوج معًا أي لا يقتصر الأمر على أقارب الزوج فقط مثل الأخ والعم وأبن العم وأبن الأخ وأبن الأخت، حيث ان هؤلاء ليس محارم إلى الزوجة والكثير من الأزواج يهمل كثيرًا في ترك زوجته مع هؤلاء الأشخاص، ومنع تواجد الزوجة مع هؤلاء الأشخاص أولى كثيرًا من تواجده مع الشخص الأجنبي حيث أن الشخص الأجنبي سوف يكون من السهل السيطرة على تواجده في المكان أما الأقارب فإنه سيكون ثقة مما يؤدي إلى حدوث خلوة تسبب فتنة .

كذلك فإن النساء أقارب الزوجة فتنة أيضًا ولا يجب أن تخلوا مع الزوج، والفتنة التي تحدث إلى الرجال من النساء تعتبر أكبر فتنة ، وذلك ما ذكره رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( ما تركتُ بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء )) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم .

اقرأ أيضا:

سلم أمرك لله.. كل شيء يحدث في أرض الله بمقدور الله

الالتزام بهدي الإسلام 

لهذا السبب يجب على الزوج أن يتقي الله في زوجته وأن يتجنب تمامًا حدوث أي اجتماع بين الزوجة وأخ الزوج حيث أن الشيطان سوف يكون ثالثهم وبكل تأكيد أن هذا سوف يكون سبب في حدوث زنا أو فتنة ، ولا يجب الحكم على أي شخص بدون وجود شهود ودليل على ذلك حتى لا تقع في ظلم شخص .

يقول النبي صلى الله عليه وسلم : " إياكم والدخول على النساء، فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله أفرأيت الحمو؟ قال: الحمو الموت "صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم .

وجاء في كتاب الله تبارك وتعالى قوله : (( حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالاَتُكُمْ وَبَنَاتُ الأَخِ وَبَنَاتُ الأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللاَّتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُم مِّنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَآئِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللاَّتِي فِي حُجُورِكُم مِّن نِّسَآئِكُمُ اللاَّتِي دَخَلْتُم بِهِنَّ فَإِن لَّمْ تَكُونُواْ دَخَلْتُم بِهِنَّ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلاَئِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلاَبِكُمْ وَأَن تَجْمَعُواْ بَيْنَ الأُخْتَيْنِ إَلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا )) {النساء:23} صدق الله العظيم .

وكذلك فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( لا يخلون رجل بامرأة إلا مع ذي محرم )) صدق رسول الله متفق عليه ، ومع اجتماع هذه الأحاديث فإن هذا دليل على أن الحديث صحيح .