في حين أن الكلمات المتقاطعة والتمارين الرياضية غالبًا ما توصف بأنها طرق للاحتفاظ بمهارات التفكير، وجد باحثون بريطانيون أن الإنترنت قد يساعد أيضًا كبار السن على البقاء في حالة ذهنية وعقلية متقدة بعد التقاعد.

ووفقًا للدراسة، فإن أولئك الذين استخدموا الإنترنت أكثر بعد انتهاء حياتهم المهنية حصلوا على درجات أعلى بكثير في الاختبارات المعرفية أو التفكيرية.

ومع ذلك، لا يزال سبب نجاح هذا الأمر غير واضح تمامًا.

قال فنسنت أوسوليفان، مؤلف مشارك في الدراسة، محاضر في جامعة لانكستر بإنجلترا: "بصراحة، لا نعرف على وجه اليقين. لدينا عدد من الفرضيات. نعتقد أن الأمر يتعلق بالتنشئة الاجتماعية. أنت متصل بالناس عبر الإنترنت، من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، فأنت أكثر تفاعلًا مع الناس".

درس الباحثون الوظيفة الإدراكية لأكثر من 2100 أوروبي في عامي 2013 و 2015، بعد بضع سنوات من تقاعدهم في عام 2004. وبدأت حياتهم المهنية قبل أن يصبح استخدام الكمبيوتر هو السائد في العديد من خطوط العمل.

انخفاض في معدل التدهور المعرفي

واستندت الدراسة إلى بيانات من مسح الصحة والشيخوخة والتقاعد في أوروبا، وتتضمن معلومات حول كبار السن، بما فيها تاريخهم في العمل، ووضعهم الاجتماعي والاقتصادي وحالتهم الصحية.

قال أوسوليفان إن استخدام الإنترنت بعد التقاعد مرتبط بانخفاض ملحوظ في معدل التدهور المعرفي، وكان الارتباط أكثر وضوحًا بين النساء. ومع ذلك، لم تثبت الدراسة وجود صلة بين السبب والنتيجة.

في المتوسط، يمكن للمتقاعدين الذين استخدموا الإنترنت أن يتذكروا 1.22 كلمة أكثر في اختبار إدراكي مكون من 10 كلمات من أولئك الذين لم يفعلوا ذلك.

من بين النساء، يمكن للواتي يستخدمن الإنترنت بانتظام أن يتذكرن 2.37 كلمة أكثر من أولئك الذين لم يفعلوا ذلك. في حين يذكر مستخدمو الإنترنت الذكور المتقاعدون ما معدله 0.94 كلمة أكثر من الرجال الذين لم يستخدموا الإنترنت.

وعلى الرغم من أن أكبر التأثيرات كانت مرتبطة بالنساء، إلا أن المتقاعدين الذين يستخدمون الإنترنت يميلون إلى أن يكونوا ذكورًا وأصغر سنًا وأفضل تعليماً وصحة أفضل.

وفقًا للدراسة التي نُشرت في عدد أكتوبر 2021 من مجلة السلوك الاقتصادي والتنظيم، يرتبط التدهور المعرفي بسوء الصحة وانخفاض جودة الحياة.

اظهار أخبار متعلقة

العالم الافتراضي يكافح العزلة الاجتماعية والشعور بالوحدة

قالت الدكتورة سونيا روزين ، رئيسة طب الشيخوخة في مركز سيدارز سيناي الطبي في لوس أنجلوس، إن الاتصالات الافتراضية ذات قيمة كبيرة في المساعدة على مكافحة العزلة الاجتماعية والشعور بالوحدة.

أضافت روزين، التي لم تشارك في الدراسة: "لقد رأينا هذا أثناء الوباء، عندما أصبحت دروس الرعاية الصحية والتمارين الرياضية متاحة على الإنترنت".

وشددت على أن "الحفاظ على نشاط العقول هو مفتاح صحة الدماغ. يعد تشغيل الموسيقى من أفضل الطرق لتدريب عقلك"، لافتة إلى أن "التعلم الإلكتروني يمكن أن يعزز الذاكرة اللفظية والتفكير المكاني، ويستخدم كلا الجانبين من الدماغ، مما يقوي قوة الذاكرة".

أوضحت روزين وفقًا لوكالة "يو بي آي"، أن "التمارين هي طريقة أخرى جيدة لكبار السن للحفاظ على الوظيفة الإدراكية، لأنها تساعد في الوقاية من الخرف مع إفادة صحة القلب والدماغ، والحماية من الانهيار، وتحسين الحالة المزاجية، والحفاظ على الحركة والمرونة".

وبينت أن "الاتصال الاجتماعي يحسن الصحة الجسدية والعقلية، فضلاً عن الرفاهية العاطفية". وتابعت: "ترتبط المستويات المنخفضة من التواصل الاجتماعي بتدهور الصحة الجسدية والنفسية، والمزيد من العزلة الاجتماعية".

وعلى الرغم من أن الإنترنت يمكن أن يكون مفيدًا لكبار السن، إلا أنه لا يحل محل المشاركة الاجتماعية الشخصية لمعظم الناس، كما أشارت روزين.

أضافت: "هناك فائدة فريدة من التفاعل مع الناس على انفراد. لذا فإن هذا ليس بأي حال من الأحوال اقتراحًا بأن التفاعلات الافتراضية تحل محل التفاعلات وجهًا لوجه لأنها لا تفعل ذلك، لكنها بالتأكيد تساعد في الاتصال بنا، خاصة إذا كان هناك نوع من البرامج النشطة التي نشارك فيها افتراضيًا، والتي تتضمن نوعًا من الاتصال ذهابًا وإيابًا".