كوب مليء بالبول الدموي، قدم متعفنة وبعضها مبتور بالفعل، صبي شاحب يغطي السواد تحت عينيه، يتنفس من خلال الأكسجين، هذه نماذج من الملصقات التحذيرية على عبوات السجائر، التي باتت تضعها شركات التبغ على منتجاتها للتحذير من مخاطر التدخين.

في السياق، توصلت دراسة جديدة إلى أنه كان من الممكن منع حوالي 179 ألف حالة وفاة في الولايات المتحدة خلال العقد الماضي إذا اضطر المدخنون إلى مواجهة مثل هذه الصور في كل مرة يشترون فيها علبة سجائر.

تم وضع الملصقات التي تحتوي على تحذيرات صحية مصورة على علب السجائر في عام 2012، لكن الإجراءات القانونية الخاصة بصناعة التبغ أفسدت هذا الجهد.

قال كبير المؤلفين رافائيل ميزا، أستاذ علم الأوبئة والصحة العامة العالمية في جامعة ميشيجان، إنه من المقرر الآن أن تظهر ملصقات التحذير على العبوات بدءًا من العام المقبل، لكن التأخير الذي دام عقدًا من الزمن كلف عشرات الآلاف من الأرواح الأمريكية.

وأضاف: "الأدلة موجودة من عدة دول تشير إلى أن هذه التحذيرات الصحية المصورة تعمل على النحو المنشود. إذا تمكنا من تنفيذ هذه اللائحة في عام 2012، لكان من الممكن إنقاذ العديد من الأرواح. يوضح هذا العمل تكلفة التقاضي الصناعي وإجراءات تأخير تنفيذ لوائح التبغ".

اظهار أخبار متعلقة

إنقاذ أكثر من نصف مليون شخص

وقال الباحثون خلال الدراسة التي نشرت في منتدى الصحة (JAMA)، إنه لا يزال من الممكن إنقاذ أكثر من نصف مليون شخص - حوالي 539 ألف شخص - بحلول نهاية القرن إذا لم يحدث مزيد من التأخير.

وحوالي 120 دولة حول العالم تطبق مثل هذه التحذيرات الصحية المصورة على علب السجائر، وفقًا لحملة "أطفال خالية من التبغ". وقال باحثون إن كندا كانت أول من وضعت صور رسومية في عام 2001، والتي تغطي الآن ثلاثة أرباع المساحة على عبوات التبغ.

ولدى إدارة الغذاء والدواء الولايات المتحدة، 13 صورة تحذيرية من شأنها أن تغطي نصف واجهة علبة سجائر. وتقول إن التحذيرات "تمثل أهم تغيير في ملصقات السجائر منذ 35 عامًا".

وتحتوي الملصقات على صور مزعجة ورسائل قصيرة حول مخاطر أقل شهرة لتدخين السجائر، بما فيها توقف نمو الجنين، والتنكس البقعي المرتبط بالعمر، وسرطان المثانة، وإعتام عدسة العين، ومرض الانسداد الرئوي المزمن، وأمراض القلب، والسكتات الدماغية، وسرطان الرأس والرقبة، والسكري من النوع الثاني، والانتصاب.

قالت إيريكا سوارد، المسؤولة بالجمعية الأمريكية للرئة، إنه بدلاً من سرطان الرئة، تركز التحذيرات على "الأمراض الأخرى التي ربما لا تكون على رأس أذهان المدخنين عندما يفكرون في العواقب الصحية لإدمانهم".

في الدراسة، ابتكر الباحثون نموذج محاكاة لكيفية تأثير ملصقات التحذير الرسومية على اتجاهات التدخين. وأخذوا تقديرات من دراسات سابقة بشأن فعالية ملصقات التحذير الصريحة، وطبقوا تلك التقديرات على البيانات الفيدرالية حول عدد المدخنين ووفيات التدخين في الولايات المتحدة.

اظهار أخبار متعلقة

تراجع مذهل في أعداد المدخنين

إذا دخلت الملصقات حيز التنفيذ في العام المقبل، فإن النموذج يتوقع أن النسبة المئوية للأشخاص الذين يدخنون في الولايات المتحدة ستنخفض من 13.6 في المائة في عام 2022 إلى 4.2 في المائة بحلول عام 2100.

وأظهرت نتائج النموذج أن حوالي 12.3 في المائة فقط من الأمريكيين سيدخنون الآن لو دخلت ملصقات التحذير حيز التنفيذ في عام 2012.

في عام 2019، دخن حوالي 14 في المائة من البالغين في الولايات المتحدة، وفقًا لأحدث البيانات الصادرة عن المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها.

قال ميزا: "عندما تفكر في بلد كبير مثل الولايات المتحدة، حتى لو كان بإمكانك تقليل الانتشار بنسبة 1 في المائة، فإنك تتحدث عن ملايين المدخنين. مجرد منع عدد قليل من المدخنين من الانخراط في هذه العادة أو مساعدتهم على الإقلاع عن التدخين سيؤدي إلى مكاسب صحية كبيرة".

قال كل من "سوارد" و"ميزا"، إن تحذيرات الملصقات الرسومية هذه كانت ستضيف إلى السياسات الأخرى التي حدت بشكل فعال من التدخين في الولايات المتحدة، بما فيها ضرائب التبغ، وقوانين المنطقة الخالية من التدخين، وحظر إعلانات السجائر.